يزور رئيس حكومة الوفاق الليبية "فائز السراج"، ووزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، الإثنين، العاصمة الجزائر، في زيارتين، لم يكشف عنهما من قبل.

وكشفت صحيفة "البلاد" الجزائرية، أن "السراج"، سيصل إلى الجزائر، في زيارة مفاجئة، على رأس وفد كبير يضم وزير الخارجية الليبي "محمد الطاهر سيالة"، وثلة من القيادات العسكرية.

ومن المقرر أن يلتقي الوفد، رئيس الحكومة "عبدالعزيز جراد"، ووزير الخارجية "صبري بوقادوم"، قبل أن يلتقي الوفد بالرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون".

وتتزامن الزيارة، مع أخرى يبدأه "جاويش أوغلو"، الإثنين، وتستمر يومين، تبحث العلاقات الثنائية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة الأزمة الليبية.

والأحد، قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، إن الجنود الأتراك بدأوا بالفعل التوجه إلى ليبيا بشكل تدريجي، مضيفا: "قواتنا ليست هدفها القتال في ليبيا، إنما دعم حكومة الوفاق المعترف بها دوليا ومساعدتها على الوقوف والانتصار وتجنب مأساة إنسانية".

ووافق البرلمان التركي، الخميس، على تفويض الرئيس "رجب طيب أردوغان"، بإرسال قوات تركية لليبيا، بناء على طلب حكومة الوفاق.

ووقعت تركيا مع حكومة الوفاق نهاية العام الماضي، على مذكرتي تفاهم للتعاون في مجالي الأمن، والأمن البحري، وهو ما أثار موجة من الاعتراض لدى عدد من الدول، خاصة الداعمة للجنرال "خليفة حفتر" المدعوم من مصر والإمارات والسعودية.

وقبل أيام، أعلن المجلس الأعلى للأمن الجزائري، برئاسة "تبون"، إجراءات عاجلة لحماية الحدود مع ليبيا.

وفي وقت سابق، قال "تبون"، إن بلاده هي أكثر المعنيين باستقرار ليبيا، وستبذل المزيد من الجهود من أجل الحفاظ على وحدتها الشعبية والترابية، محذرا من أن بلاده لن تقبل أبدا إبعادها عن الحلول المقترحة للملف الليبي.

((3))

وتعد الجزائر، أكثر الدول المغاربية، وضوحا في رفضها "حفتر"، وليست القصاصة التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية بداية العام الجديد (حذفتها فيما بعد)، سوى تأكيد على هذا الموقف عندما وصفت عملياته بـ"العدوان العسكري".

ويتذكر المتابعون أنه خلال بزوغ نجم "حفتر"، في مواجهة حكومة الوفاق، زار وزير جزائري مناطق في الجنوب، التقى خلالها قيادات عسكرية غير موالية لـ"حفتر"، ما دفع الأخير إلى انتقاد هذه الزيارة، واعتبارها "انتهاكاً لسيادة ليبيا".

يشار إلى أن هناك اتفاق أمني بين الجزائر وليبيا، جرى توقيعه في أغسطس/آب 2001، ويتعلق بمكافحة الإرهاب وحفظ الاستقرار، وتطالب حكومة "الوفاق" المعترف بها دوليا، بتفعيله.