أنهى الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الأربعاء، لقاء ثانيا مع نظيره الروسي "فلاديمير بويتن"، عقب مراسم افتتاح مشروع السيل التركي لنقل الغاز الروسي إلى تركيا وأوروبا، وأكد الطرفان أن أنقرة وموسكو تسعيان لخفض التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

وجرى اللقاء الثاني بين الزعيمين في مركز خليج للمؤتمرات بإسطنبول، واستغرق 25 دقيقة.

حضر اللقاء كل من وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، ونظيره الروسي "سيرجي لافروف"، إضافة لوزير الدفاع التركي "خلوصي أكار" ونظيره الروسي "سيرجي شويجو".

وسبق أن التقى الرئيسان التركي والروسي قبل مراسم الافتتاح، حيث استغرق لقائهما ساعة و35 دقيقة.

وفي وقت سابق الأربعاء، انطلقت في مدينة إسطنبول، مراسم افتتاح مشروع "السيل التركي" لنقل الغاز الروسي إلى تركيا وأوروبا، بحضور "أردوغان" و"بوتين"، إلى جانب كلا من الرئيس الصربي "ألكسندر فوجيتش"، ورئيس الوزراء البلغاري "بويكو بوريسوف".

وقال الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، خلال المراسم، إن هناك ميولا لتصعيد التوتر في المنطقة، بينما أنقرة وموسكو تسعيان لخفض تلك التوترات.

وأوضح أن التعاون بين بلاده وتركيا، يتطور في كافة المجالات رغم محاولات العرقلة، لافتا إلى أن نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا سيؤثر على كامل الاقتصاد الأوروبي.

وأعلن الكرملين في بيان سابق أن "بوتين" سيبحث مع "أردوغان" الوضع في سوريا وليبيا، خلال لقائهما الأربعاء.

من جانبه، قال "أردوغان"، خلال مراسم افتتاح "السيل التركي"، إن بلاده لا تريد أن تتحول منطقة الخليج والعراق وسوريا ولبنان إلى ساحة لحروب الوصاية، مؤكدا أن أنقرة "ستستنفر جميع الإمكانات المتوفرة لديها، كي لا تغرق المنطقة في الدماء والدموع"، حسب تعبيره.

وأضاف: "أنقرة تسعى عبر القنوات الدبلوماسية لخفض وتيرة التصعيد في وقت تدق فيه طبول الحرب"، متابعا: "لا يحق لأحد أن يزج بكامل المنطقة، على رأسها العراق، في دائرة النار من أجل مصالحه الشخصية".

وأردف "أردوغان": "التوتر بين جارتنا إيران وحليفتنا الولايات المتحدة بلغ مؤخرا حدا لم نكن نتمنى بلوغه"، لافتا إلى أن العراق الذي يعاني من زعزعة في استقراره، يواجه خطر فقدان استقراره بالكامل.

ووصف الرئيس التركي مشروع السيل بأنه "تاريخي" لخارطة الطاقة العالمية، مشيرا إلى أن بلاده بذلت جهودا كبيرة مع الأصدقاء الروس من أجله.

وتابع قائلا: "15.75 مليار متر مكعب من أصل 31.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سيصل إلى تركيا مباشرة بفضل السيل التركي دون وجود أي بلد وسيط".

وأردف قائلا: "تجاوزنا التحديات التي تطال تعاوننا مع روسيا في مجال الطاقة وباقي المجالات، وهناك زيادة منتظمة في التبادل التجاري بين تركيا وروسيا".

و"السيل التركي" مشروع لمد أنبوبين لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى تركيا وأوروبا مرورا بالبحر الأسود.

ومن المقرر أن يغذي الأنبوب الأول من المشروع تركيا، والثاني دول شرقي وجنوبي أوروبا.