رويترز: شبكة مخبرين من دمشق لبغداد وراء مقتل سليماني

الخميس 9 يناير 2020 11:12 م

كشفت مصادر مطلعة، الخميس، عن تفاصيل جديدة بشأن "شبكة مخبرين" تمتد من دمشق إلى بغداد، وقفت وراء عملية قتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد، ليلة الجمعة الماضية.

ونقلت وكالة "رويترز" عن المصادر أن "سليماني" وصل إلى مطار دمشق بسيارة مظللة، وركب معه 4 ظباط من الحرس الثوري، ووقفت السيارة بالقرب من الدرج المؤدي إلى طائرة تابعة لشركة "أجنحة الشام" السورية (خاصة)، وكانت من طراز "إيرباص A320" متجهة إلى بغداد.

وأضافت أنه لم يتم تسجيل "سليماني" ولا مرافقيه الأربعة في قيد ركاب الطائرة، وفقا لموظف يعمل في "أجنحة الشام"، كشف عن كيفية مغادرة قائد فيلق القدس للعاصمة العراقية.

وعزا مصدر أمني عراقي، على دراية بالترتيبات الأمنية لـ "سليماني"، عدم استخدام الأخير لطائرته الخاصة إلى المخاوف المتزايدة بشأن أمنه.

وقال مسؤولان أمنيان عراقيان، إن التحقيق العراقي في الضربة التي قتلت "سليماني" بدأ بعد دقائق من الاستهداف الأمريكي، وأضافا أن رجال الأمن الوطني قاموا بإغلاق المطار ومنعوا عشرات من موظفي الأمن من المغادرة، بمن فيهم رجال الشرطة وضباط الجوازات وعملاء المخابرات.

وركز المحققون على كيفية تعاون المخبرين المشتبه بهم داخل مطاري دمشق وبغداد مع الجيش الأمريكي للمساعدة في تتبع وتحديد موقع "سليماني"، وفقا لمقابلات مع اثنين من المسؤولين الأمنيين على معرفة مباشرة بالتحقيق في العراق وموظفين في مطار بغداد، بالإضافة إلى اثنين من مسؤولي الشرطة واثنين من موظفي شركة "أجنحة الشام".

وقاد التحقيق مستشار الأمن الوطني العراقي "فالح الفياض"، الذي يشغل أيضا منصب رئيس هيئة الحشد الشعبي، المدعومة من إيران.

وقال أحد مسؤولي الأمن العراقيين، إن محققي وكالة الأمن القومي لديهم أدلة قوية على أن شبكة من داخل مطار بغداد كانت متورطة في تسريب تفاصيل أمنية حساسة عن وصول "سليماني" إلى المطار للولايات المتحدة.

ومن بين المشتبه بهم، موظفان في الأمن بمطار بغداد وآخران في "أجنحة الشام" وخامس يعمل في مطار دمشق، وسادس يعمل على متن الطائرة.

ويعتقد عناصر وكالة الأمن القومي العراقية، أن المشتبه بهم الذين لم يتم القبض عليهم، كانوا يعملون كجزء من مجموعة أوسع من الأشخاص الذين يقومون بتزويد الجيش الأمريكي بالمعلومات.

وفي السياق، قال المسؤولان الأمنيان العراقيان، إن المشتبه بهما من موظفي "أجنحة الشام" يخضعان للتحقيق من قبل المخابرات السورية.

وبينما لم تستجب مديرية المخابرات العامة السورية لطلب التعليق من "رويترز"، قال أحد مسؤولي الأمن العراقيين في بغداد، إن ضباط الأمن الوطني يحققون مع اثنين من موظفي أمن المطار يعملان ضمن قوة حماية المنشآت.

وتشير النتائج الأولية لفريق التحقيق في بغداد، إلى أن المعلومة السرية الأولية المسربة بشأن "سليماني" جاءت من مطار دمشق، وأن مهمة خلية مطار بغداد تمثلت في تأكيد وصول الهدف وتفاصيل موكبه.

وقال مسؤولون أمريكيون، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إن الولايات المتحدة كانت تتابع عن كثب تحركات "سليماني" لعدة أيام قبل الضربة، لكنهم رفضوا ذكر كيف حدد الجيش موقعه ليلة الهجوم.

وقال مدير "أجنحة الشام" في دمشق، إنه يمنع على موظفي الشركة من التعليق على الهجوم أو على سير التحقيقات.

كما رفض متحدث باسم هيئة الطيران المدني العراقية التعليق على التحقيق، لكنه وصفه بأنه "روتيني بعد مثل هذه الحوادث التي تستهدف مسؤولين رفيعي المستوى".

ووفقا لمسؤولين في مطار بغداد، فقد هبطت طائرة "سليماني" حوالي الساعة 12:30 صباحا يوم الثالث من يناير/كانون الثاني، وخرج قائد فيلق القدس ومرافقيه منها ونزلوا إلى مدرج المطار بواسطة سلم متحرك متجاوزين الجمارك.

واستقبل "سليماني" ومرافقيه القيادي في الحشد الشعبي "أبو مهدي المهندس" خارج الطائرة، وصعد الرجلان إلى مركبة مدرعة كانت تنتظرهما.

وأضاف المسؤولون في المطار أن حراس "سليماني" صعدوا جميعهم في مركبة ثانية رباعية الدفع، وبينما كان ضباط أمن المطار يراقبون، توجهت السيارتان إلى الطريق الرئيسي المؤدي لخارج المطار.

وأصاب الموكب صاروخان أمريكيان، الأول ضرب المركبة التي تقل "سليماني" و"المهندس" الساعة 12:55 صباحا، قبل أن يضرب الثاني السيارة التي كانت تقل حرس "سليماني".

وفي الساعات التي أعقبت الهجوم، ركزت التحقيقات العراقية على جميع المكالمات والرسائل النصية الواردة من طاقم الموظفين العاملين في مطار بغداد بحثا عن الشخص الذي قد يكون أطلع الولايات المتحدة على تحركات "سليماني".

وقالت المصادر إن ضباط الأمن الوطني أجروا، في هذا الإطار، تحقيقات لمدة ساعات مع موظفي أمن المطار وشركة "أجنحة الشام".

وأشار أحد رجال الأمن بالمطار إلى استجوابه لمدة 24 ساعة قبل إطلاق سراحه، قائلا: "لقد سألوني لساعات عن الأشخاص الذين تحدثت معهم أو ما إذا كنت قد أجريت محادثات مع أشخاص قبل هبوط طائرة سليماني - بما في ذلك أي طلبات غريبة متعلقة برحلة دمشق - وصادروا هاتفي المحمول.. سألوني مليون سؤال".

وتعود ملكية "أجنحة الشام" إلى رجل الأعمال المقرب من النظام السوري "محمد عصام محمد أنور شموط"،  وتأسست عام 2007 كأول شركة طيران خاصة، ومنذ عام 2014 أصبحت هي الناقل الثاني ثم الأول في سوريا، وباتت بديلاً عن الشركة السورية للطيران التي فرضت عليها عقوبات أمريكية وأوروبية.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن"شموط" يمثل غطاء لرجل الأعمال المقرب من النظام وقريب رأس النظام السوري "رامي مخلوف"، وفقا لما أورده موقع "العربي الجديد".

لكن الشركة لم تطلها العقوبات الأمريكية والأوروبية، ، كونها غير مسجلة باسم "مخلوف"، الذي جرى معاقبته، وهو ما دفع الشركة للتوسع في رحلاتها، إلى أن أعلنت مؤخراً عن تسيير رحلات بين المدن الألمانية ودمشق، عبر مطار بيروت الدولي.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

قاسم سليماني مطار دمشق الحرس الثوري الإيراني فيلق القدس فالح الفياض الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس اغتيال قاسم سليماني

CNN: العراق يتتبع شبكة تجسس سربت تحركات سليماني لأمريكا

السلاح يرافق ابنة سليماني خلال خطبة الجمعة (صورة)