ن.تايمز: ضغوط ديمقراطية على ترامب لكشف مبررات قتل سليماني  

الخميس 9 يناير 2020 04:26 م

قدم كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مبررات جديدة لقتل الجنرال الإيراني البارز "قاسم سليماني"، مشيرين إلى تهديدات تعرضت لها السفارة الأمريكية في بغداد، ومعلومات استخباراتية تفيد بأن هجمات محدقة ساعدت في تنفيذ الهجوم الجمعة الماضي.

وصعد الديمقراطيون من انتقادهم للمعلومات الاستخباراتية التي وفرتها الإدارة الأمريكية، عقب مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، بواسطة طائرة دون طيار أمريكية الأسبوع الماضي.

فالإشعار الرسمي من قبل الإدارة الأمريكية الذي تم تقديمه للكونجرس، الذي لا يزال "سريا"، لم يقدم أي معلومات عن التهديدات المستقبلية أو الهجوم الوشيك، وفق مسؤولين اطلعوا على الإشعار.

وقال العديد منهم إن التهديدات تم تصنيفها بطريقها غير صحيحة، ووصفها السيناتور "ريتشارد بلومنتال"، (ديمقراطي) بأنها "غامضة وغير محددة بدرجة غير مقبولة".

وصرح وزير الدفاع الأمريكي "مارك إسبر "، للصحفيين في البنتاجون أن القوات الإيرانية أو (وكلائها) كانت تنوي شن هجمات ضد أفراد أمريكيين عندما قرر الرئيس "دونالد ترامب" قتل "سليماني".

وأوضح "إسبر" أن "سليماني" غادر إلى بغداد لتنسيق الهجمات بعد حصار دام يومين لسفارة الولايات المتحدة من قبل المتظاهرين الموالين لإيران، ورفض "إسبر" الخوض في تفاصيل لكنه وصف الاستخبارات بأنها كانت "متقنة".

وقال "ترامب" للصحفيين في البيت الأبيض، إن "سليماني" كان يخطط لهجوم كبير للغاية لنا ولأمتنا". وتابع " وقد أوقفناه".

وجاء دفاع الرئيس ووزير الدفاع عن قتل "سليماني" في الوقت الذي أطلقت فيه إيران ردها الأولي، حيث أطلقت عشرة صواريخ في وقت مبكر الأربعاء، في رد أولي، من الأراضي الإيرانية واستهدفت القوات الأمريكية في محافظة الأنبار العراقية والمناطق الكردية. وأكد مسؤول في البنتاجون أن الصواريخ أطلقت على قواعد تستضيف القوات الأمريكية لكنها لم تقدم تقييما أوليا للأضرار.

وأمر المرشد الأعلى لإيران، "أية الله على خامنئي"، بالرد المباشر والمناسب لمقتل "سليماني" وليس من النوع السري من خلال الوكلاء الذين تستخدمهم طهران بشكل تقليدي.

وحذر المسؤولون الأمريكيون في الأسابيع الأخيرة من تهديد الصواريخ الباليستية قصيرة المدي التي هربتها إيران إلى العراق.

ومع تزايد التهديدات القادمة من طهران، قرر العديد من حلفاء الناتو الذي يجرون تدريبات للقوات العراقية، بما في ذلك كندا وألمانيا، وكرواتيا، بشكل مؤقت إجلاء قواتهم من العراق.

وأعلنت كندا، التي تقود تدريبات الناتو أنها ستسحب قواتها البالغ عددهم 500 جندي وترسلهم إلى الكويت.

معلومات استخبارية خاطئة

وبسبب ما وصفوه بالإحاطات الإعلامية الضعيفة وغير الكافية من قبل الإدارة الأمريكية، تزايدت شكوك الديمقراطيين، معتبرين أن الإدارة تتحمل عبئا كبيرا، لتوضح أن عملية قتل "سليماني" كانت مبررة.

وعقد البعض مقارنات بين المعلومات الاستخباراتية الخاطئة حول أسلحة الدمار الشامل التي تم استخدامها لتبرير غزو العراق عام 2003، وما كشف عنه مؤخرا عن إخفاقات للحرب في أفغانستان.

وقال كبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية السناتور "روبرت مينينديز"، في مقابلة قصيرة: "بين عدم وجود أسلحة دمار شامل، وعدم وجود خطر واضح وحالي، ووثائق أفغانستان، هناك الكثير مما يجب التشكيك فيه.. يقع العبء على الإدارة لإثبات صحة ودقة كيف اتخذوا القرار" (مقتل سليماني).

((2))

وتحدثت مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "جينا هاسبل"، مع العديد من المشرعين في الأيام الأخيرة، وقد حضها البعض على أن تكون أكثر انفتاحا على أن الاستخبارات كانت ضالعة في عملية قتل "سليماني".

بدورها أكدت "جينا"، أنها تشعر بقلق بالغ إزاء التهديد الذي كان يمثله الجنرال "سليماني" إذا لم تقدم الإدارة الأمريكية على استهدافه وقتله.

قبل الغارة التي تمت بطائرة مسيرة أودت بحياة "سليماني"، هاجم متظاهرون مؤيدون لإيران، المتاريس الموجودة خارج مقرها في بغداد، وكان المسؤولون الأمريكيون يخشون من أن الهجمات يمكن أن تستمر، ويتفاقم الوضع بسهولة، مما يهدد الدبلوماسيين والعسكريين الذي يعملون في المجمع الذي توجد به السفارة.

وكان الجنرال "سليماني"، وصل إلى بغداد للضغط على الحكومة العراقية لطرد القوات الأمريكية بعد الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على كتائب حزب الله، وهي ميليشيا عراقية لها علاقات مع إيران وفقا لمسؤولين أمريكيين.

وأشار أحد المسؤولين إلي أن الجنرال "سليماني" كان مسافرا مع العراقي "أبو مهدي المهندس" ، الذي يساعد في قيادة الميليشيات التي تدعمها إيران والذي ينسق الهجمات على السفارة الأمريكية وقتل "المهندس" في الغارة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الوثيقة السرية المرسلة إلى الكونجرس، لا تذكر سوي الهجمات التي نفذتها إيران وعملائها في الأشهر الأسابيع الأخيرة، بدلا من تحديد تهديدات جديد، وفقا لثلاثة مسؤولين أمريكيين.

وطالب نائب الرئيس السابق، "جو بايدن"، "ترامب" بتقديم تفسير متزن للضربة التي استهدف "سليماني" وعواقبها والمعلومات الاستخباراتية التي دفعت للقيام بذلك.

وقال "بايدن"، المرشح البارز للحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة "كل ما سمعناه من هذه الإدارة، تفسيرات متغيرة، وإجابات مراوغة، وتأكيدات متكررة على وجود تهديد وشيك دون أدلة لازمة لدعم هذا الاستنتاج.. إذا كان هناك تهديد فنحن مدينون بتفسير وحقائق لدعمه".

وقال مسؤولون إن الميليشيات المدعومة من إيران وجهت بشكل متزايد الهجمات على القواعد العراقية التي يتواجد بها القوات الأمريكية خلال الشهرين الماضيين. منذ شهر مايو/أيار، حذر مسؤولو الاستخبارات والجيش من أن إيران تستعد لشن هجمات ضد الأمريكيين في الشرق الأوسط.

ودفعت التقارير (سي. أي. آيه)، و(إف. بي .آي) لنقل ضباط من السفارة الأمريكية في بغداد في الأيام والأسابيع الأخيرة ، على الرغم  من أن بعضا من ضباط (سي. أي. آيه)، تم نقلهم في وقت سابق، وفقا لمسؤولين مطلعين على هذا الشأن. وذهب البعض إلى أجزاء أخرى من العراق، وأكد المسؤولون أن هذه التحركات لم تقلل من جمع المعلومات الاستخباراتية عن النشاط الإيراني في البلاد.

وتم تحديد موعد لمسؤولي الإدارة، بما في ذلك "جينا هاسبل"، لكي يقدموا إحاطة أمام مجلس النواس والشيوخ بأكمله الأربعاء، على الرغم من أنه لم يكن واضحا كيف سيتم عرض التفاصيل.

وقال "كلنا نريد أن نسمع لماذا ظنوا أن استهداف سليماني كان الخيار الأفضل، ما هي الأهداف الأخرى التي كانت مطروحة على الطاولة، هل علموا بالأضرار الجانبية".

وبرز السناتور "راند بول"، وهو جمهوري من كنتاكي عارض منذ فترة طويل انتشار القوات الأمريكية في الخارج، كواحد من الجمهوريين القلائل المستعدين لانتقاد القرار، وتساءل عن ادعاء الإدارة بحدوث هجوم وشيك، مستشهدا بانتقادات وزير الخارجية الأمريكية "مايك بومبيو" المتكررة للجنرال "سليماني".

وقال "بول": "أتفاجأ دوما بكيفية قيام الرؤساء عموما بمن فيهم ترامب، بتوسيع فكرة ما هو وشيك.. يمكنني أن أخبرك بأن وزير الخارجية كان يتحدث منذ أكثر من عام عن كل ما فعله سليماني. أعتقد أنهم وجدوا هذا الوقت مناسبا لقتله.

وقاد "بومبيو" الدفاع عن توجيه ضربة الجمعة، وقال الثلاثاء إن المعلومات الاستخباراتية عرضت على "ترامب"، بتفصيل واسع قبل أن يأمر بتوجيه الضربة لـ"سليماني".

معلومات سرية

وقال "بومبيو" "كان قرار صائبا".

وقال مستشار الأمن القومي، "روبرت أوبراين"، إن "سليماني" كان يخطط لشن هجمات على الدبلوماسيين والجنود والبحارة والطيارين ومشاة البحرية في منشآت متعددة".

وقال "أوبراين" إن المعلومات الاستخباراتية ستظل سرية على الأرجح لتجنب تعريض مصادر الاستخبارات وأساليب جمع المعلومات للخطر. لكنه أضاف "يمكن أن أخبرك أن الأدلة كانت قوية".

باستثناء "بول"، التف معظم الجمهوريين حول الإدارة الأمريكية.

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور "جيم ريش"، للصحفيين نهاية الأسبوع الماضي، "كانت لدينا معلومات واضحة ومتقنة للغاية من مجتمع الاستخبارات، تفيد بأنه ستكون هناك بالفعل هجمات وشيكة قد تشمل مئات الأشخاص، ويمكن أن تشمل الآلاف من الأشخاص.

ووصف "ريش "، المخابرات بأنها صخرة صلبة.

مجلس النواب حدد هذا الأسبوع للنظر في تدابير للحد من صلاحيات الرئيس لإعلان حالة الحرب على إيران، بموجب قانون "قرار قوى الحرب"، وقد يجري إجراء مماثل للتصويت مطلع الأسبوع المقبل.

وأعلنت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون عن جلسة استماع الثلاثاء المقبل بشأن سياسة إدارة "ترامب" تجاه إيران .

 

 

المصدر | نيويورك تايمز + ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قاسم سليماني الجنرال قاسم سليماني خامنئي. قاسم سليماني اغتيال قاسم سليماني الديمقراطيون

بعد مناوشة حرجة مع إيران.. ترامب يجد مخرجا من الأزمة

نصف مليار محاولة اختراق مواقع أمريكية منذ مقتل سليماني

رويترز: شبكة مخبرين من دمشق لبغداد وراء مقتل سليماني