أدى السلطان "هيثم بن طارق بن تيمور"، اليمين القانونية، السبت، سلطانا تاسعا لعُمان، في انتقال سلسل للسلطة، إثر الكشف عن وصية السلطان الراحل "قابوس بن سعيد"، الذي توفي مساء الجمعة.
والسلطان الجديد (66 عاما)، هو ابن عم نظيره الراحل، ويعود أصله للمؤسس الأول للدولة البوسعيدية (الإمام أحمد بن سعيد) عام 1741، الذي تتولى أسرته حكم البلاد، وتعد من أقدم الأسر العربية الحاكمة بصورة متواصلة.
وأدى "هيثم بن طارق آل سعيد" اليمين القانونية أمام مجلس عمان (المجلس التشريعي الأعلى في سلطنة عمان)، في جلسته الطارئة، صباح اليوم، سلطانا لعمان، وذلك بموجب النظام الأساسي للدولة.
ووفق إعلام محلي، سبق أن تولى السلطان الجديد العديد من المناصب؛ حيث كان رئيس اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية "عمان 2040"، ووزيرا للتراث والثقافة في فبراير/شباط 2002، وحتى 11 يناير/كانون الثاني 2020.
كما شغل العديد من المناصب في وزارة الخارجية، منها الأمين العام، ووكيل الوزارة للشؤون السياسية، ووزير مفوض.
وتولى رئاسة الاتحاد العماني لكرة القدم بين عامي 1983 و1986، وترأس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية الشاطئية الثانية التي أقيمت في مسقط 2010.
وهو من مواليد عام 1954، وعمل في بعض الأحيان كمبعوث خاص للسلطان "قابوس بن سعيد".
وعلى خلاف السلطان الراحل، الذي لم يكن لديه أولاد أو أشقاء يرثون العرش، لدى السلطان الجديد "هيثم بن طارق بن تيمور"، 4 أولاد، بينهم بنتان.
ووفق جريدة "الرؤية" العمانية، لدى السلطان الجديد "ذي يزن" و"بلعرب" و"ثريا" و"أميمة"، وزوجته "عهد بنت عبدالله بن حمد البوسعيدية"، وأمه "شوانة بنت حمود بن أحمد البوسعيدية".
وإخوة السلطان الجديد 8، هم: "طلال" و"أسعد" و"قيس" و"شهاب" و"أدهم" و"فارس" و"كاملة" و"أمل".
وجاء تسميته سلطانا للبلاد، عقب دعوة مجلس الدفاع العماني العائلة المالكة، لتحديد خليفة السلطان "قابوس"، الذي حكم البلاد لنحو 5 عقود.
وقال مجلس الدفاع، الذي يضم كبار الضباط والمسؤولين، والموكل لها دعوة العائلة لتحديد الخليفة، في بيان: "تسلّم مجلس الدفاع اليوم السبت ردا كريما من مجلس العائلة المالكة"، الذي دعاه بحكم النظام الأساسي للبلاد بالانعقاد لاختيار خليفة "قابوس بن سعيد".
وأوضح أن "مجلس العائلة المالكة انعقد، وقرر عرفانا وامتنانا وتقديرا للمغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد، وبقناعة راسخة، تثبيت من أوصى به السلطان في وصيته".
وأضاف بيان مجلس الدفاع: "عليه أوكل مجلس العائلة المالكة لمجلس الدفاع القيام بفتح الوصية وفقا لما نصت عليه المادة (6) من النظام الأساسي للدولة، واتخاذ الإجراءات لتثبيت من أوصى به السلطان بالتنسيق مع مجلس العائلة المالكة".
وتابع: "تشرف المجلس بحضور أفراد العائلة المالكة (لم يسمهم) شهودا كراما على الإجراءات".
وقال المجلس إنه "نال شرف فتح الوصية وقراءتها بشكل مباشر على جميع الحاضرين الكرام".
وبموجب المادة (6) من النظام الأساسي للدولة، يقوم مجلس العائلة المالكة، خلال 3 أيام من شغور منصب السلطان، بتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم.
وإذا لم يتفق مجلس العائلة على اختيار سلطـان للبلاد، يقوم مجلس الدفاع بالاشتراك مع رئيسي مجلس الدولة ومجلس الشورى ورئيس المحكمة العليا وأقدم اثنين من نوابه بتثبيت من أشار به السلطان فـي رسالته إلى مجلس العائلة.
ونظـام الحكم في سلطنة عمان، وفق المادة (5) "سلطاني وراثي في الذكور من ذرية تركي بن سعيد بن سلطان، ويشترط فيمن يختار لـولاية الحكم من بـينهم أن يكون مسلما رشيدا عاقلا وابنا شرعيا لأبوين عمانيين مسلمين".
ووصف التلفزيون العماني، في تغطيته لجنازة السلطان "قابوس" ما حدث بأنه "انتقال سلس" للسلطة.
وحضر السلطان الجديد مراسم تشييع جنازة سلفه "قابوس بن سعيد" وسط احتفاء رسمي به.