استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«أمريكا برّا برّا» ...«إيران برّا برّا»

الأحد 12 يناير 2020 06:51 م

«أمريكا برّا برّا» ...«إيران برّا برّا»

أحزاب السلطة وميليشياتها تختلف على كل شيء إلا الاحتفاظ بنظام «المحاصصة الطائفية»!

مشروع استعادة الهوية والكيان والدولة المدنية والسيادة الوطنية يضم غالبية عراقية وازنة غير منظمة.

مشروع «الكانتونات المذهبية» يذكر بـ"مشروع جو بايدن" القائم على «أقلمة» العراق، توطئة لتقسيمه.

غالبية صلبة، يمكن أن تلتقي حول مطلب إعادة «تموضع» العراق في لعبة صراع المحاور المندلعة بالمنطقة.

*     *     *

نصف العراقيين على الأقل، يهتف بصوت واحد: «أمريكا برّا برّا» ... نصفهم الثاني يهتف «إيران برّا برّا» ... قد تختلف النسب قليلاً، لكنها لا تختلف كثيراً.

جميع أكراد العراق، غالبيتهم الساحقة على أقل تقدير، غالبية العراقيين العرب السنّة العظمى، يريدون لأمريكا أن تبقى، لا أدري كيف هو «المزاج» في الوسط الشيعي العراقي، في ضوء انتفاضة أكتوبر/تشرين الأول الفائت وبعد مقتل المهندس وسليماني، بيد أنني لا أستبعد أن يكون «قسمٌ» من الشيعة، ممن يؤيدون بقاء القوات الأمريكية لأمد أطول.

سمعنا المتظاهرين في محافظات الوسط والجنوب وبعض أحياء بغداد، يهتفون ضد إيران وحلفائها «بغداد حرة حرة، إيران برّا برّا». المؤكد أن كثيرين من العرب السنة والأكراد لا يريدون لبلادهم أن تبقى تحت الهيمنة الإيرانية.

«الحشد الشعبي» الذي يسعى البعض في إسدال «ثوب القداسة» عليه، تعرض لانتقادات واسعة وجريئة في مختلف المحافظات الجنوبية والوسطى. والمؤكد أنه لا يحظى بشعبية جدية في أوساط المكونات الأخرى.

الرأي العام العراقي ميّال في غالبيته للخلاص من النفوذين الإيراني والأمريكي سواء بسواء، وتريد لبلاد الرافدين أن تستعيد سيادتها واستقلالها، وتريد للعراق ألا يكون ساحة لتسوية الحسابات و»صندوق بريد» لتبادل الرسائل الدامية.

المرجعية، وبعد صمت أسبوعين، خرجت ببيان يحمل هذه المضامين، ويحمل على الطبقة السياسية التي أخفقت في حفظ سيادة العراق و»النأي به»، وحمّلتها مسؤولية الانتهاكات «المُدانة» لسيادة البلاد، في إشارة لعملية اغتيال قاسم سليماني والرد الإيراني على قاعدتي عين الأسد والحرير.

ثمة غالبية صلبة، يمكن أن تلتقي حول مطلب إعادة «تموضع» العراق في لعبة صراع المحاور المندلعة في المنطقة.

لكن «حياد» العراق، كما مشروعه الإصلاحي، ما زال يصطدم بحسابات حفنة من الأحزاب والميليشيات التي ترتبط مصالحها بمصالح الأطراف المتصارعة.

ثمة فريق موالٍ لإيران، يريد للعراق أن يظل مجالاً حيوياً لنفوذ طهران ومشروعها الإقليمي. وثمة فريق موالٍ لواشنطن، وما زال يراهن على دورها «الراعي» و»الحامي» لمصالحه ونفوذه و»مشروعه».

الأمر الذي ينذر باستمرار التجاذبات وتفاقهما، ويشي بأن طريق العراق للإصلاح والحكم الرشيد، كما طريقه لاستعادة سيادته وهيبته، ما زالت مديدة ومريرة، مترعة بالكلف الباهظة. مستقبل العراق ومصيره، رهن بمصائر الصراع بين مشروعين متصادمين:

- الأول؛ مشروع استعادة الهوية والكيان والدولة المدنية والسيادة الوطنية، الذي تنضوي تحت لوائه غالبية عراقية وازنة، لكنها – من أسف – غير منظمة.

- الثاني؛ مشروع «الكانتونات المذهبية» التي تذكر بـ»مشروع جو بايدن» القائم على «أقلمة» العراق، توطئة لتقسيمه.

المشروع الأول، لا داعمين إقليميين أو دوليين له، ذلك أن بوصلته الوحيدة هي مصلحة العراق العليا ومصالح العراقيين على اختلاف مرجعياتهم وانتماءاتهم.

أما المشروع الثاني، فلديه حواضن إقليمية وروافع دولية، تبحث كل واحدة منها عن حصتها في «كعكة» السلطة والثروة في العراق.

المشروع الأول، تمثله الجماهير المحتشدة في ميادين بغداد والناصرية والمستنصرية والديوانية والبصرة، ورددت صداه على استحياء بعض مدن المحافظات الغربية.

المشروع الثاني، ترفع ألويته المختلفة، أحزاب السلطة وميليشياتها، من مختلف الطوائف والأقوام، والتي تختلف على كل شيء إلا أنها تبدو متفقة تماماً على الاحتفاظ بنظام «المحاصصة الطائفية». 

نظام المحاصصة الطائفية، الذي بدا أنه يلفظ أنفاسه تحت قبضات وأقدام المنتفضين في الشوارع والميادين العراقية، يُعاد بعثه من جديد، ولكن بصيغ أكثر خطورة: «الأقلمة»، وبدعم دولي يخبو كلما كانت الغلبة للدبلوماسية، ويتفاقم كلما ارتفع ضجيج انفجارات القنابل والصواريخ.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني.

 

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

الموت للدكتاتور.. مظاهرات إيرانية ضد إسقاط الطائرة الأوكرانية