مصادر: الرياض وأبوظبي لا تدعمان القاهرة بمفاوضات سد النهضة

الخميس 16 يناير 2020 09:36 م

أكدت مصادر مصرية مطلعة، أن القاهرة لم تتلق دعما كافيا من الرياض وأبوظبي، في الجولة التي اختتمت، الأربعاء، من مباحثات سد النهضة الإثيوبي، واصفة إياها بـ "الكارثية".

وذكرت المصادر أن مصر تعرضت لضغوط حتى تقبَل الموقف الإثيوبي، الذي لا يلبي مطالبها بشأن مياه نهر النيل، وهو ما جعل القاهرة في وضع تفاوضي ضعيف، وفقا لما نقله موقع "مدى مصر".

وأوضحت أن المفاوضات لم تكن تسير بشكل جيد، فقد ضغطت الإدارة الأمريكية على مصر للقبول بأقل شروط ممكنة للانتهاء من الاتفاق، مشيرة إلى أن الإعلان عن مدّ فترة التفاوض ليوم الأربعاء، أمس، بدلًا من انتهائها الثلاثاء الماضي، بحسب جدول الأعمال الأساسي، يعود إلى رفض الإدارة الأمريكية الانتهاء من المباحثات دون الخروج ببيان مشترك.

وبحسب مستشار لوزير الري المصري، مُطّلع على الملف، فإن إدارة الرئيس الأمريكي؛ "دونالد ترامب"، تحاول إقناع مصر بالقبول بالموقف الإثيوبي، في مقابل التعويض من البنك الدولي، في حالة حدوث أي نقص في المياه. غير أن طبيعة هذا التعويض غير واضحة حتى الآن.

وذكر المصدر نفسه أن إثيوبيا ترفض الالتزام بعدد من النقاط الأساسية بالنسبة للقاهرة، وهي: ألا تقل حصة مصر من المياه عن 40 مليون متر مكعب سنويًا، وأن تلتزم بتنبيه مصر بشكل مبكر عند تشغيل السد، وأن يتوافق تشغيل سد النهضة مع التشغيل الآمن للسد العالي في أسوان، حتى يتمكن الأخير من توليد كمية كافية من الكهرباء.

وأضاف أن مصر لا تتلق دعمًا من أي أحد فيما يخص هذه المطالب، وأن موقفها التفاوضي ضعيف، إذ لا يمكن لها التحرك بشكل كامل ضد إرادة الولايات المتحدة، كما أنها لا تتلق الدعم المأمول من السعودية والإمارات.

وفي الوقت نفسه، تقدر وزارة الري أن مصر لن تحصل على الدعم الكافي من المؤسسات الدولية؛ مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أو الاتحاد الأفريقي، خلال المفاوضات، بحسب المصدر نفسه.

وبذلك لن يكون لمصر حلفاء أقوياء في أفريقيا عندما تبدأ إثيوبيا في ملء السد الصيف المقبل، حيث سيكون الرئيس "عبد الفتاح السيسي" أنهى فترة رئاسته للاتحاد الأفريقي، بينما يتولى رئيس جنوب أفريقيا المنصب.

وفي سياق متصل، صرح مصدر في وزارة الخارجية المصرية بأن المسؤولين المصريين سيناقشون داخليًا ما يمكن التفاوض بشأنه في جولة المفاوضات المقبلة، بنهاية يناير/كانون الثاني الجاري، مشيرا إلى أنهم سيحاولون تجنب عدم وجود اتفاق محدد، ما قد يؤدي إلى بدء ملء وتشغيل السد دون موافقة مصر.

واستضافت واشنطن، يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، ما كان من المفترض أن يكون جولة المباحثات الأخيرة بين مصر وإثيوبيا والسودان بخصوص قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، قبل أن تمتد المفاوضات إلى الأربعاء. وأقرت الأطراف المختلفة الاجتماع يومي 28 و29 يناير/ كانون الثاني الجاري للانتهاء من الاتفاق، بحسب بيان مشترك.

كما اتفقت الأطراف الثلاثة، بحضور وزير الخزانة الأمريكي وممثل عن البنك الدولي كمراقبين، على بدء ملء خزان السد خلال موسم الأمطار بين شهري يوليو/تموز، وأغسطس/آب المقبلين، مع إمكانية استمرار الملء خلال شهر سبتمبر/أيلول من العام الجاري.

ويتيح الملء الأولّي لبحيرة السد إمكانية وصول المياه إلى مستوى 595 مترًا فوق سطح البحر، ما يُمكّن إثيوبيا من بدء توليد الكهرباء، مع وجود إجراءات كافية لتخفيف الأضرار على مصر والسودان، في حالة الجفاف خلال هذه الفترة، دون تحديد ماهية هذه الإجراءات، بحسب البيان.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سد النهضة سامح شكري دونالد ترامب

مصر تنفي تقديم تنازلات خلال مفاوضات سد النهضة