دعا وزير الخارجية اليوناني "نيكوس ديندياس"، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المشاركة في مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية، إلى عدم الاعتراف بصحة الاتفاقات الأمنية بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.

جاء ذلك في أعقاب اجتماع غير مسبوق، مع الجنرال الليبي "خليفة حفتر" في أثينا، الجمعة.

وقال وزير الخارجية اليوناني في بيان: "موقفنا الأوروبي المشترك يعترف بأن المذكرات التي وقعت عليها حكومة السراج وتركيا غير صالحة وغير موجودة".

وأضاف أن "موقفنا الأوروبي المشترك، ينص على بطلان المذكرتين وعدم وجودهما. وهذا هو السبب في أن كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي، وليس اليونان فقط، لديها التزام واضح بدعم الموقف المشترك".

ومؤتمر برلين، هو أحدث الجهود الدولية لوضع حد للاقتتال الدائر بين قوات "حفتر" في شرق ليبيا، وحكومة الوفاق في طرابلس منذ تسعة أشهر.

وأكدت وزارة الخارجية اليونانية، أن اليونان لم تتلق أي دعوة للمشاركة في المؤتمر، فيما ذكرت في وقت سابق الجمعة، أن الحكومة تعتقد أن بإمكانها أن تلعب "دورا بناء" في عملية السلام وستستمر في "الضغط من أجل تضمين ذلك في المرحلة التالية" من المحادثات.

يأتي ذلك بعد يوم واحد فقط من تأكيد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، أن تركيا سترسل قوات إلى ليبيا لضمان "الاستقرار"، بعدما أقر البرلمان التركي مشروع قانون يجيز نشر قوات هناك في 2 يناير/كانون الثاني الجاري، ويمنح "أردوغان" تفويضا لمدة عام واحد إذا لزم الأمر لنشر الجنود.

وتعارض اليونان ومصر وقبرص مذكرتي التفاهم بين تركيا وحكومة "فائز السراج"، فيما يخص التعاون الأمني والعسكري، والتي تم بمقتضاها إرسال قوات تركية إلى ليبيا، بالإضافة إلى تحديد مناطق النفوذ البحري بين البلدين.

وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقع "أردوغان"، مذكرتي تفاهم مع رئيس حكومة الوفاق، الأولى تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، والثانية بتحديد مناطق النفوذ والصلاحية بالبحر المتوسط، حيث تفيد الدراسات الفنية بوجود كميات كبيرة من النفط والغاز.

وتسعى اليونان للعب دور أكبر في ليبيا بعد توقيع حكومة الوفاق مذكرة التفاهم مع أنقرة.

وبدأت أثينا تعزيز علاقاتها مع "حفتر" ودعم الحكومة المؤقتة الموجودة في شرق ليبيا، منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما زار وزير الخارجية اليوناني مدينة بنغازي، والتقى مسؤولين ليبيين من بينهم "حفتر"، وبحث معهم العلاقات الثنائية ومذكرة التفاهم الأمنية الموقعة بين تركيا وحكومة الوفاق، قبل أن يتوجه إلى مصر ثم إلى قبرص للغرض نفسه.