هل يصبح الأكراد العامل الحاسم في قتال «الدولة الإسلامية»؟

الثلاثاء 28 يوليو 2015 11:07 ص

هل حان وقت الدخول في المرحلة النهائية، في الوقت الراهن، للمعركة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في كل من العراق وسوريا؟ إنها «معركة وجود» من أجل هذا الجيل، ويجب أن ننتصر فيها، وذلك بحسب ما قال رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون»، ويبدو أن هذه المعركة بدأت تلفت انتباه جميع قادة «العالم الحر».

وفي ظل مقتل بعض الكويتيين في تفجير استهدف مسجدا للشيعة، وقتل مواطنين بريطانيين على أحد شواطئ تونس، وقطع رأس مواطن فرنسي في مصنع للكيماويات قرب مدينة ليون في 26 يونيو/حزيران الماضي، فهل هذا هو الوقت المناسب لاجتماع قادة العالم في عمل منسق، في نهاية المطاف ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»؟ آمل ذلك حقا.

لقد شاهدت البؤس والدمار من الإرهاب في سوريا، ولكن أيضا على مدى السنوات الـ27 الماضية في البوسنة وكوسوفو والعراق وأفغانستان كان الدمار وموت الأبرياء هو العامل المشترك الرئيسي، وكانت ردة فعل «العالم الحر» غير متناسقة، ومدفوعة دائما بالسياسة بدلا من الاهتمامات الإنسانية.

نأمل في أن يكون الوقت الحالي هو أنسب الأوقات لاستجابة شاملة ومنسقة من العالم الحر، الذي أصفه بالتحالف المناهض للدولة الإسلامية.

إن الضربات الجوية دون أن يستتبعها قوات على الأرض لن يكون لها تأثير استراتيجي في ساحات القتال، والمعركة الحالية ضد «الدولة الإسلامية» تثبت صحة ذلك.

وقد أثبتت قوات البشمركة الكردية في العراق ووحدات حماية الشعب الكردي، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي للأكراد السوريين، أنهم يتمتعون بروح قتالية. وبمساعدة الضربات الجوية من قوات التحالف، نجحوا في هزيمة «الدولة الإسلامية» في الاشتباكات التكتيكية.

وتلك لبنة جيدة لتكون العنصر الأساسي في خطة التحالف لمكافحة التنظيم المسلح. ومع ذلك، يتعين أن تتحول النجاحات التكتيكية إلى انتصارات استراتيجية متعددة؛ من أجل إلحاق هزيمة شاملة بتنظيم «الدولة الإسلامية» وتحقيق نوع من الانسجام العالمي.

معركة لكافة الأسلحة

بعد قضاء الوقت مع الجيش السوري الحر في شمال غرب سوريا في خريف عام 2014، كنت شاهدا على نجاحاتهم المتعددة ضد «الدولة الإسلامية». وفي ذلك الوقت لم تكن لديهم إمكانية الوصول المباشر إلى الضربات الجوية لقوات التحالف.

وبناء عليه، أقترح أن حملة التحالف ضد «الدولة الإسلامية» ينبغي أن تركز على وحدات حماية الشعب الكردية وقوات البشمركة والجيش السوري الحر، من أجل هزيمة التنظيم على الأرض في كل من سوريا والعراق.

ومع ذلك، يجب على الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما تقبل حقيقة أنهم بحاجة إلى شن المزيد من الغارات الجوية، ووضع بعض القوات على الأرض، خاصة كمستشارين لاستخدام القوة القتالية التي احتشدت ضد «الدولة الإسلامية»، وذلك لتحقيق أفضل النتائج المرجوة.

ما تحتاجه وحدات حماية الشعب الكردية وقوات البشمركة والجيش السوري الحر هو فهم شامل لاستراتيجية «معركة جميع الأسلحة» المطلوبة لهزيمة «الدولة الإسلامية».

وعند تنفيذ هذه الاستراتيجية على نحو أكثر فاعلية، فإن القوة النارية العظمى، والصدمة الناتجة عن الغارات الجوية، وقوات المشاة والدبابات والمدفعية، والحرب النفسية هي أفضل وسيلة لكسر الروح القتالية لمقاتلي «الدولة الإسلامية» وتدمير أسلوبه في الحرب النفسية، التي يستخدمها على نحو فعال لكسر روح وإرادة القتال لدى الذين يعارضونه.

تجربتي الشخصية مع الجيش السوري الحر هي أن المقاتلين يمكن أن يكونوا أكثر كفاءة، ولكنهم يفتقرون إلى الخبرة الفنية والعملية لتنسيق الضربات الجوية والدبابات والمدفعية. ومع هذا الدعم والخبرة يمكن أن يصبحوا قوة قتالية فعالة للغاية.

إن الطريقة الوحيدة للقيام بذلك على المدى القصير والمتوسط هي تضمين واحتواء الجنود البريطانيين والأمريكيين وغيرهم الذين يمتلكون تلك القدرات.

التوازن الدقيق

وعلى الصعيد السياسي، سيكون الأمر منوطا بالأمم المتحدة والتحالف لتحقيق التوافق بين وحدات حماية الشعب الكردية، وحزب العمال الكردستاني المحظور وبين تركيا، وهم الخصوم الطبيعيون في الوقت الحالي ومنذ أجيال عدة. كما يمكنهم المساعدة في تأكيد مسار العمل.

الضربات الجوية التركية التي انطلقت يوم الجمعة الماضي ضد حزب العمال الكردستاني زادت من تعقيد القضية الكردية. فلقد كانوا في صراع دائم على مدى العقود الثلاثة الماضية، لكن حزب العمال الكردستاني انسحب إلى شمال العراق في عام 2013 بموجب اتفاقية لوقف إطلاق النار. والآن، وفي ظل قتال الأتراك والأكراد ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» واستئناف المواجهة بينهما، فإن هذه التطورات الأخيرة تضيف أبعادا جديدة إلى الصراع الداخلي لهذا التحالف الاستثنائي.

ومن المحتمل أن يسعى السوريون والأكراد العراقيون على وجه الخصوص إلى مزيد من الحكم الذاتي، في ظل ضغط الأكراد العراقيين بقوة، من أجل إقامة دولة كردستان مستقلة.

ومن المنطقي أيضا تعزيز إقليم كردستان العراق مع وفرة المواد الهيدروكربونية، ولكن هذا قد لا يكون نفس الأمر بالنسبة للأكراد السوريين وحزب العمال الكردستاني، الأكراد في تركيا، وبالتالي سيكون من الصعب تحقيق التوافق بين جميع الأطراف.

القضية الأولى والوحيدة في الوقت الحالي للفت اهتمام العالم هي هزيمة «الدولة الإسلامية» من خلال وجود قوات التحالف على الأرض، وفي الجو، وفي كافة وسائل الإعلام. لكن الساسة يتعين عليهم أن يديروا تداعيات ذلك بطريقة قوية ومدروسة.

وسوف تشكل المعركة ضد «الدولة الإسلامية» خلال الأشهر القليلة المقبلة المستقبل السياسي والديني والمالي للعالم لبقية هذا القرن. لقد حان الوقت الآن في جميع أنحاء «العالم الحر» للسياسيين والجنود والمدنيين، والمنظمات غير الحكومية لبدء الاتحاد معا من أجل هدف مشترك.

مواجهة عدو مشترك

فرص قوات الولايات المتحدة وبريطانيا التي تعتمد على الدبابات ووحدات المشاة على الأرض في سوريا والعراق لهزيمة «الدولة الإسلامية» منخفضة للغاية، وبالتالي؛ كجزء من نهج عالمي شامل، فإن الجهات الإقليمية الفاعلة ستضطر إلى القيام بالجزء الأكبر من القتال في خط المواجهة.

ولكن تلك الجهات الإقليمية الفاعلة يجب أن يتم توجيهها ودعمها بشكل كبير من جيوش الصف الأول في جميع أنحاء العالم.

خلاصة القول إنه حتى الآن ليس هناك سوى الأكراد والسوريين والعراقيين المعتدلين على الأرض لهزيمة «الدولة الإسلامية». ويجب أن يكون الأكراد محور دعم التحالف إذا أردنا أن نرى أي نوع من السلام في المنطقة على المدى القصير والمتوسط.

وفي مسرح الحرب المعقد في المنطقة، فإن احتدام الصراع بين حزب العمال الكردستاني وتركيا ليس أكثر تدميرا من تحديات الجيش السوري الحر، ونظام «بشار الأسد»، ومحاربة تنظيمات إرهابية على رأسها تنظيم القاعدة و«الدولة الإسلامية». دعونا نأمل ألا يخرج هذا الصراع في التحالف العالمي عن مسار قتال «الدولة الإسلامية»؛ لأن الامر ببساطة لا يحتمل مثل ذلك.

إنها حرب لا يمكن لجيلنا أن يخسرها على الصعيد العالمي.

 

هاميش بريتون غوردون، هو خبير في الأسلحة الكيميائية بمنظمات غير حكومية، ويعمل في سوريا والعراق.

  كلمات مفتاحية

الأكراد العراق سوريا تركيا الدولة الإسلامية

«سي.إن.إن»: ضرب أنقرة للمتمردين الأكراد ضمن صفقة ملاحقة «الدولة الإسلامية»

«ذا ديلي بيست»: تركيا تخطط لاجتياح سوريا لإيقاف الأكراد وليس «الدولة الإسلامية»

«التايمز»: الانتقام الكردي .. الأكراد يقومون بالتطهير العرقي للعرب

أمريكا تضرب داعش والأكراد يحضّرون لهجوم مضاد

الأكـراد رقمــا في معـادلــة الصــراع السـوريـة والإقــليـمــية

الأكراد أمة .. العرب طوائف