كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن هناك "أدلة" بيد الادعاء في ولاية مانهاتن تشير إلى أن شقيق "لورين سانشيز"، عشيقة الملياردير "جيف بيزوس"، مؤسس شركة "أمازون" ومالك صحيفة "واشنطن بوست"، هو من قام بتسريب صورهما لصحيفة "ناشونال إنكوايرر".

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته الجمعة، نقلا عن أشخاص مطلعين على الموضوع: "رسائل نصية أطلعت عليها الصحيفة كانت من بين المواد التي تم تسليمها للادعاء الفيدرالي كجزء من تحقيقاتهم بشأن ما إذا كانت (أمريكان ميديا إنك) ناشر صحيفة (ناشونال إنكوايرر) أقدمت على ابتزاز بيزوس أم لا".

وذكرت الصحيفة أن الادعاء حصل على وثائق، بما في ذلك رسالة نصية بتاريخ 10 مايو/أيار 2018، تم إرسالها من هاتف "لورين" إلى شقيقها "مايكل" تحتوي على نصوصها المقربة مع "بيزوس"، التي باعها لاحقا لمجلة "ناشونال إنكوايرر".

وتأكد الادعاء من تحويل مبلغ 200 ألف دولار لـ"مايكل" من شركة "إنكوايرر" بموجب عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

ووفق العقد، فإن "مايكل" قال إنه حصل على الصور والرسائل النصية بـ"صورة مشروعة".

وجاء تقرير "وول ستريت جورنال" بعد ضجة كبيرة أثارها تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، قبل أيام؛ حيث كشفت فيه إن "خبراء التحقيقات الذين عينهم بيزوس توصلوا وبدرجة ثقة (متوسطة إلى قوية) إلى أن حساب واتسآب يستخدمه ولي عهد السعودية محمد بن سلمان كان منخرطا بصورة مباشرة في قرصنة هاتف مؤسس أمازون خلال مايو/أيار 2018".

وأضاف تقرير الصحيفة: "تقرير القرصنة يذكر أن هاتف بيزوس بدأ وبصورة سرية مشاركة كميات هائلة من المعلومات بعد استلام رسالة ومقطع فيديو مشفر من الواتسآب الخاص بالأمير السعودي".

واعتبر أن التقارير التي تتحدث عن تورط طرف ثالث كالسعودية وغيرها في تسريب الرسائل الحميمة لـ"بيزوس" مع عشيقته "سانشيز"، تعد "خاطئة".

بيد أن رئيس تحرير صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية "نوح تشاكتمان" قال الجمعة: "لأولئك الناس الذين قد يكونوا مشوشين، من الممكن أن يكون مايكل سانشيز قد سرب نصوص رسائل جيف بيزوس لناشونال إنكوايرر، وأن يكون السعوديين وصلوا إلى هاتفه في نفس الوقت أيضا".

كان الباحث والمحاضر في جامعة ميتشجان "جوان كول" أشار إلى أن "ناشونال إنكويرر" قد تكون هددت "بيزوس" بنشر صور شخصية فاضحة له من أجل تخفيف انتقاد السعودية.

والجمعة، نفى وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي "عادل الجبير"، علاقة بلاده بقرصنة هاتف "بيزوس". وزعم أن القصة استندت "لادعاءات كاذبة دون أدلة"، مضيفا: "يحاولون خلق قصة من محض خيال ومُفبركة وكاذبة بشكل تام".

وسبق لـ"وول ستريت جورنال"، الخميس، أن كشفت عن معرفة مسؤولين مقربين من ولي العهد السعودي بخطط اختراق هاتف "بيزوس".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين، لم تسمهم، إنهم "كانوا على علم بوجود خطة لاختراق هاتف بيزوس فقط، دون معرفة أي محاولات لاستخدام هذه المعلومات (الناتجة عن الاختراق) من أجل الابتزاز".

وبدأ الأمر في أبريل/نيسان 2018 عندما حضر "بيزوس" حفل عشاء مع ولي العهد وتبادلا الأرقام. وبعدها، وتحديدا في مايو/أيار من العام ذاته، تلقى "بيزوس" ملف فيديو مشفرا تم إرساله من حساب "واتسآب" الشخصي لولي العهد، تبعها بدء تسرب كميات هائلة من البيانات من هاتف "بيزوس".