اللاجئون في صفقة القرن.. تعويضات هزلية وتوطين إجباري وحرمان من حق العودة

الأربعاء 29 يناير 2020 04:44 م

كشف الجزء الذي خصصته خطة الإدارة الأمريكية، المعروفة باسم "صفقة القرن"، لحل قضية اللاجئين عن تنكر وإجحاف واضحين لحقوق الفلسطينيين، في مقابل منح امتيازات واستحقاقات غير مسبوقة لليهود.

ووفق لنص الصفقة الذي اطلع عليها "الخليج الجديد"، من المقرر أن يجبر الفلسطينيون على التنازل عن حق العودة إلى ديارهم بشكل نهائي، والاعتراف بشرعية سيطرة (إسرائيل) على أراضيهم.

وبدلا من ذلك، طرحت الخطة 3 خيارات أمام اللاجئين الفلسطينيين الذين يبحثون عن مكان إقامة دائم وتمثل تلك الخيارات في الاستيعاب في دولة فلسطين المنتظرة مع قيود محددة، أو القبول بتوطينهم في البلدان المضيفة، أو الانضام إلى 50 ألف لاجيء سوف يتم قبولهم على مدى 10 سنوات في دول منظمة التعاون الإسلامي.

لوم الدول العربية

وذكرت الصفقة في صيغتها النهاية أن "الصراع العربي الإسرائيلي تسبب في مشكلة اللاجئين الفلسطينيين واليهود على حد سواء". وادعى النص الأمريكي أن "عددا متماثلا من اليهود والعرب تم تشريدهم بسبب الصراع العربي الإسرائيلي".

ولفتت إلى أنه منذ ذلك الحين، تم قبول وإعادة توطين جميع اليهود تقريبا بشكل دائم في إسرائيل (فلسطين التاريخية) أو بلدان أخرى حول العالم.

وتابع النص موضحا: "تم عزل العرب الذي نزحوا، بأعداد كبيرة للغاية، ومنعوا من العيش كمواطنين في العديد من البلدان العربية في المنطقة. على سبيل المثال، بعد عودة الحكومة الكويتية، عقب تحريرها من قبل الولايات المتحدة وتحالفها، بدأت عملية تطهير ممنهج للفلسطينيين في البلاد، من خلال العنف والضغط الاقتصادي، وانخفض عدد الفلسطينيين في الكويت من 400 ألف قبل الغزو العراقي إلى 25 ألف فلسطيني".

وأرجعت الصفقة مسؤولية ما آلت إليه أوضاع الفلسطينيين إلى محاولات الدول العربية إبقاء الصراع مستمرا.

وقالت الخطة: "بشكل جماعي، تم وضع الفلسطينيين بقسوة واستخفاف في التيه؛ لإبقاء الصراع على قيد الحياة. ويتحمل إخوانهم العرب المسؤولية الأخلاقية لإدماجهم في بلادهم حيث تم دمج اليهود في دولة إسرائيل". وأضافت: "إبقاء الشعب الفلسطيني قيد المعاناة هي قضية واسعة النطاق تتحمل مسؤوليتها العديد من الدول. على سبيل المثال، في لبنان، تعرض الفلسطينيون للتمييز ومنعوا من دخول سوق العمل لعقود، حتى هؤلاء الفلسطينيين المولدين في لبنان".

واستشهدت الخطة بمنع معظم الفلسطينيين من امتلاك العقارات أو تولي الوظائف المنشودة، بما في ذلك وظائف القانون، الطب والهندسة، وأشارت إلى تعنت الحكومات العربية في منح تصاريح العمل للاجئين الفلسطينيين، باستثناء الأردن الذي منح الفلسطينيين المهجرين حقوقا كاملة.

بيادق على رقعة الشطرنج

واعتبرت الصفقة أن الاقتراحات التي طالبت بأن توافق (إسرائيل) على استقبال اللاجئين الفلسطينيين، أو أن تدفع عشرات المليارات من الدولارات كتعويضات للاجئين، ليست واقعية.

وعقب نص الخطة بالقول: "في الواقع يكافح العالم لإيجاد أموال كافية لدعم أكثر من 70 مليون لاجئ ومشرد حول العالم".

ونوهت إلى أن اللاجئين الفلسطينيين "تمت معاملتهم كبيادق في رقعة شطرنج الشرق الأوسط الكبير، وقدمت لهم وإلى البلدان المضيفة وعود فارغة كثيرة"، مشددة على أن "حل قضية اللاجئين هو مفتاح حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني".

ولكن على صعيد آخر، أشارت الصيغة النهائية للصفقة إلى المعاناة المزعومة لليهود العرب عقب اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي، وطالبت بتعويض (إسرائيل) عن استيعابهم، متجاهلة أن الدولة العبرية هي التي دعت اليهود من جميع أنحاء العالم إلى الهجرة إليها واستيطان أراضي فلسطين التاريخية.

وعقبت الخطة بالقول: "يجب ألا ننسى أيضا معاناة اللاجئين اليهود الذين أجبروا على الفرار من الدول العربية والإسلامية، واستقر معظمهم في دولة (إسرائيل) واستقر البعض الآخر في أماكن أخرى"، مشيرة إلى أنه "يجب تعويض هؤلاء عن أصولهم المفقودة".

وتابعت النص قائلا: "بالإضافة إلى ذلك، فإن دول إسرائيل تستحق التعويض عن تكاليف استيعاب اللاجئين اليهود من تلك البلدان".

الرؤية الأمريكية

في هذا السياق، تنص الرؤية الأمريكية على أن أي اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن يتحرر من جميع المطالبات المتعلقة بتسوية وضع اللاجئين.

وأكدت الخطة أنه لن يتم السماح بعودة أي لاجئ فلسطيني إلى دولة (إسرائيل)، وأن المؤهلين للحصول على حقوق اللاجئين فقط هم الأفراد المسجلين بوصفهم لاجئين في منظمو غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وقت إصدار الرؤية.

وانتقدت الرؤية الأمريكية تعريف "الأونروا" متعدد الأجيال للاجئين، مؤكدة أنه أدى إلى تفاقم الأزمة.

وأوضحت الرؤية الأمريكية أنه لن يسمح للأفراد الذين استقروا بالفعل في مكان دائم بالمطالبة بحق العودة وإعادة توطينهم، ولكن سيسمح لهم فقط بالحصول على تعويضات، وفقا لما هو موضح أدناه.

3 خيارات

وحددت الصيغة النهائية للصفقة 3 خيارات أمام اللاجئين الفلسطينيين الذين يبحثون عن مكان إقامة دائم. أولها، قبول الاستيعاب داخل دولة فلسطين الجديدة، وثانيها قبول استيعابهم في البلدان المضيفة الحالية حال موافقة تلك البلدان، وأخيرا، الانضمام إلى قائمة مكونة من 5000 لاجئ كل عام لمدة تصل إلى 10 سنوات (بواقع 50 ألف إجمالا) سيتم توطينهم في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي التي توافق على المشاركة في إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين.

وذكرت الخطة أنه الولايات المتحدة ستعمل مع البلدان الأخرى لوضع إطار لتنفيذ هذه الخيارات، بما في ذلك مراعاة شواغل وقيود الدول المضيفة.

ووفق ما جاء في الخطة تري الولايات المتحدة الأمريكية أنه على الرغم من أن تعويض اللاجئين مهم ومرغوب، فإن الأموال سيكون لها تأثير أكبر بكثير إذا ما تم استخدامها لتنفيذ الشق الاقتصادي من صفقة القرن.

ووفق الخطة، ستسعى الولايات المتحدة إلى جمع أموال لتقديم بعض التعويضات للاجئين الفلسطينيين على أن يتم وضع هذه الأموال في صندوق ائتمان يدار من قبل مجموعة من الأمناء من قبل دولة فلسطين والولايات المتحدة، على أن تتم إدارة الصندوق وفقا للمبادئ التي سيتم التوافق عليها بين فلسطين والولايات المتحدة.

وذكرت الخطة أن الأموال سيتم توزيعها طبقا للأولويات التي يحددها أمناء الصندوق وبحسب المبلغ الإجمالي الذي سيتم جمعه لصالح لصندوق اللجوء الفلسطيني.

ترتيبات أمنية

وأكدت الخطة أن العديد من اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط يأتون من بلدان مزقتها الحرب مثل سوريا ولبنان، والكثير منهم معادون لدولة (إسرائيل)، ولمعالجة هذا القلق، سيتم تشكيل لجنة من الإسرائيليين والفلسطينيين لمعالجة هذه القضية ولحل النزاعات العالقة حول اللاجئين الذين سيتم السماح لهم بالدخول إلى الدولة الفلسطينية، بما يراعي الترتيبات الأمنية التي يقرها الاحتلال.

علاوة على ذلك، يتم الاتفاق على معدل معين لحركة اللاجئين من خارج غزة والضفة الغربية إلى دولة فلسطين من قبل الطرفين وينظم ذلك عوامل مختلفة، مع مراعاة ألا يتجاوز معدل الدخول إلى الدولة الجديدة قدراتها الاقتصادية وطاقات بنيتها التحتية، وألا يتسبب في تشكيل مخاطر أمنية أو ديمجرافية على (إسرائيل).

وأوضحت الصفقة أنه سيتم تعديل معدل الهجرة المسموح به هذا حسب مقتضيات الأحوال، مع مرور الوقت. وأكدت أنه مع توقيع اتفاقية السلام الإسرائيلية الفلسطينية فإن صفة "لاجئ فلسطيني" سوف تزول من الوجود، وسوف يتم حل الأونروا وتحويل مسؤولياتها إلى الحكومات المعنية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

صفقة القرن «صفقة القرن» الأردن القضية الفلسطنية صفقة القرن رفض صفقة القرن صفقة القرن. سلمان دعم «صفقة القرن» مؤامرة «صفقة القرن»

أرخبيل منزوع السلاح.. هكذا تبدو الدولة الفلسطينية وفق صفقة القرن

صفقة القرن في 9 نقاط.. تعرف عليها

"صفقة القرن": أضغاث أحلام على هوامش تاريخ الصراع

ديلي بيست: صفقة ترامب للسلام ستقضي على كل آفاق السلام

بعد إعلان تفاصيلها.. ما هي أدوار الدول العربية في صفقة القرن؟