مثلث "صفقة القرن".. خطة إسرائيلية للتخلص من 300 ألف فلسطيني

السبت 1 فبراير 2020 10:12 ص

يرد في الصفحة الثالثة عشرة من خطة "صفقة القرن" مقترح لضم منطقة المثلث في فلسطين المحتلة عام 1948، التي تسكنها غالبية فلسطينية من الباقين في أرضهم بعد النكبة ويحملون الجنسية الإسرائيلية، إلى شبه الدويلة الفلسطينية التي ستقوم على 40% من مساحة الأرض المحتلة أصلا عام 1967. 

المقترح، الذي سبق أن جرى تداوله في الأوساط السياسية معاهد الأبحاث الإسرائيلية، ليس جديدا، لكن إعادة طرحه في الصفقة أثارت مخاوف أهل المنطقة من فكرة إجراء تبادل مع مستوطنات في الضفة هي أصلا أراضٍ سُلبت من أبناء شعبهم، وفقا لصحيفة "الأخبار" اللبنانية.

مجتمعات المثلث، المكوّنة من كفر قرع وعرعرة وباقة الغربية وأم الفحم وقلنسوة والطيبة وكفر قاسم والطيرة وكفر برا وجلجولية، تُعرف نفسها إلى حد كبير أنها فلسطينية. 

وكانت مخصصة لتقع تحت السيطرة الأردنية خلال مفاوضات خط وقف النار عام 1949، لكن (إسرائيل) استعادتها لاعتبارات أمنية، خفت وطأتها منذ ذلك الحين. 

هذا ما تقوله الفقرة المذكورة، التي لعل أخطر ما فيها تعريفها أهالي المثلث على أنهم "مجتمعات" وليسوا امتدادا لشعبهم، بل ووصفها إياهم بأنهم يعرفون عن أنفسهم بأنهم فلسطينيون.

 

في عام 1949، عمد الاحتلال إلى ضم منطقة المثلث بموجب "اتفاق رودوس" الذي وقعه مع الأردن، والذي أدى، إلى جانب "تفاهمات الشونة"، إلى "ضم سلسلة من التجمّعات العربية، من أم الفحم في الشمال حتى كفر قاسم في الجنوب، إلى (إسرائيل). 

كانت الدوافع آنذاك ضمان "عمق استراتيجي" مع منفذ بري بين الشمال والجنوب، وفصل اليهود عن الخط الأخضر بواسطة قرى ومدن المثلث عبر وضعها تحت السيطرة الإسرائيلية. 

وعلى رغم حصول سكان تلك القرى والمدن على الجنسية و"المواطنة" الإسرائيليتين، إلا أنهم ظلوا تحت حكم عسكري إسرائيلي 18 عاما. 

وبعد نحو 30 عاما من ضم المثلث، بدأت (إسرائيل) تستشعر خطرا ديموغرافيا منه، ولا سيما أنه لا يوجد حضور يهودي جدي على طول الخط الأخضر الملاصق للمثلث؛ ولهذا تبنت استراتيجية بناء أجزاء من المستوطنات داخل الخط الأخضر وأخرى خارجه (داخل الضفة المحتلة).

أما فكرة "تبادل المناطق"، فظهرت نهاية الثمانينيات؛ حيث أدركت (إسرائيل) أنه لكي تضم إليها مستوطنات الضفة في إطار أي تسوية مستقبلية، ستكون عليها مبادلتها بمنطقة المثلث التي حافظت إلى حد ما على التواصل الجغرافي بين بلداتها. وتزامن طرح هذه الفكرة، التي كان عرابها الباحث الصهيوني "يوسي ألفر"، مع نضوج ما عُرف بـ"حل الدولتين". 

وبلغ عدد سكان منطقة المثلث حتى عام 2016 نحو 300 ألف نسمة، غالبيتهم فلسطينيون مسلمون؛ الأمر الذي يجعل المنطقة تحظى بخصوصية كبيرة مقارنة بكل منطقة الشريط الساحلي على البحر المتوسط (شمال) ذات الأغلبية اليهودية.

والثلاثاء، أعلن الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي بواشنطن، "صفقة القرن" المزعومة، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته "بنيامين نتنياهو".

وتتضمن الخطة التي رفضتها السلطة الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لـ(إسرائيل).

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

صفقة القرن

عباس يطالب الجامعة العربية بموقف موحد تجاه صفقة القرن

جمال ريان يثير الجدل بين المغردين لحديثه عن "صفقة القرن"