التصعيد في غزة.. إنذار لداعمي صفقة القرن

الخميس 6 فبراير 2020 03:33 م

عملية دهس في القدس المحتلة، إطلاق صواريخ، وبالونات حارقة من غزة، ومواجهات في جنين. وفي المقابل، غارات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي، وقصف بالمدفعية الثقيلة لمواقع للمقاومة الفلسطينية في القطاع..

ربما تكون تلك بدايات تصعيد من الجانبين، تحمل بذور مقاومة محتملة لـ"صفقة القرن".

عملية الدهس التي نفذها مجهول بمدينة القدس المحتلة، أسفرت عن إصابة 14 إسرائيليا، على الأقل، بعضهم بحالة خطيرة، فجر الخميس، دون أن تعلن إلى الآن أي جهة مسؤوليتها عن العملية.

وفي تصعيد مواز، استهدفت الصواريخ وقذائف الهاون مستوطنة "سديروت" شمالي قطاع غزة، وعسقلان والنقب، ومجمع "أشكول" ومحيطه، وفق وسائل إعلام عبرية.

رسالة غضب

تحمل الصواريخ التي أطلقت من غزة على مستوطنات الاحتلال، رسالة غضب واضحة من خطة السلام الأمريكية، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، والتي تجرد الفلسطنيين من كافة حقوقهم.

ويعد تسخين جبهة غزة، أحد الأوراق القوية بيد المقاومة الفلسطينية، لإشعال الوضع في الأراضي المحتلة، واستنزاف الاحتلال في معركة طويلة المدى، أحد الخطوات الرئيسية في رد الفعل الفلسطيني الرافض لصفقة القرن.

لذلك، يستعد النظام الأمني الإسرائيلي لاحتمالية حدوث أيام من القتال في قطاع غزة في ظل استمرار إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة من القطاع.

في هذا السياق، قال المحلل العسكري في القناة السابعة العبرية، "كوبي فينكلر"، إن هناك استعدادات لاحتمال تدهور الأوضاع مع قطاع غزة، رغم أن ذلك الأمر سيكون غير مرغوب فيه بالنسبة إلى تل أبيب.

وتوقع محلل القناة 12 العبرية، "روني دانيال"، تصاعد عمليات إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة، خلال الأيام المقبلة، محذرا من الانجرار إلى حرب شاملة. 

ويرى الخبير العسكري الإسرائيلي، "أمير بوخبوط"، أن "حماس" تحاول العودة للواقع المتفجر على الحدود الشرقية، بما في ذلك إشعال الحدود، في ظل التوتر السائد عقب إعلان صفقة القرن"، بحسب موقع "والا" العبري الاستخباراتي. 

ويتوقع محللون إسرائيليون أن يتم استئناف مسيرات العودة في وقت قريب، ما قد يتسبب في اشتعال الحدود من جديد، وسط تقديرات بأن الاحتلال الإسرائيلي غير جاهز للذهاب إلى حرب شاملة، نظرا بالجبهة الشمالية مع لبنان وسوري، خاصة في ظل اقتراب موعد الانتخابات المقررة الشهر المقبل.

الرد الإسرائيلي

وفق المتحدث باسم جيش الاحتلال، كان الرد الإسرائيلي على التصعيد الأخير القادم من غزة "قاسيا وقاصما لحركة حماس، حيث جرى تدمير بعض أهداف البنية التحتية للحركة جنوب غزة"، ولكن المتحدث باسم جيش الاحتلال لم يبلغ عن وقوع إصابات نتيجة القصف الإسرائيلي، ما يعطي رسالة واضحة أن تل أبيب لا ترغب في التصعيد في الوقت الراهن.

في السياق ذاته، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن "الجيش الإسرائيلي يواصل ضرب أهداف حماس النوعية في عزة عقب كل قذيف صاروخية تسقط في مستوطنات الغلاف، مع الحرص على ضرب هذه الأهداف في ساعات الليل المتأخرة حين تكون فارغة من مقاتلي حماس، منعا لأي تصعيد محتمل".

لكن كرة الثلج قد تتدحرج، مع استمرار ضغوط الطرف الأمريكي لفرض "صفقة القرن"، والشروع جديا في تنفيذها على أرض الواقع، مع الأخذ في الاعتبار عدم وجود أي تفهمات جدية بشأن رفع الحصار عن قطاع غزة.

وتبدي دوائر إسرائيلية مخاوف من تصعيد قد تشهده المنطقة، قد يدفع تل أبيب لخوض حرب على عدة جبهات في لبنان، سوريا، قطاع غزة، وهو ما دفعها قبل أيام لإطلاق مناورة كبيرة تحاكي اندلاع حرب على عدة جبهات للحفاظ على جاهزية القوات.

كذلك يجري الجيش الإسرائيلي نقاشات يومية لتقدير الموقف، وجولات تشاورية مع قيادة الجيش؛ لمعرفة "كيفية حماية الوحدات المختلفة على طول الحدود مع غزة"، بحسب قائد المنطقة الجنوبية، الجنرال "هآرتسي هاليفي".

مواجهة ميدانية

 في السياق ذاته، طالب المتحدث باسم حركة "حماس"، "حازم قاسم"، جميع القوى بترجمة الرفض الفلسطيني لـ"صفقة القرن"، عبر اتخاذ مواقف عملية على الأرض، والتحضير لخوض مواجهة ميدانية على المستويات المختلفة.

كذلك دعا عضو المكتب السياسي للحركة "عزت الرشق" إلى توحيد الصف الفلسطيني وتصليب موقفه السياسي، والبدء فوراً في تحقيق مصالحة وطنية شاملة من أجل اعتماد استراتيجية نضالية موحدة.

ويبدو أن "حماس" بصدد استدعاء ورقة أسرى الاحتلال لفرض المزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، بعد كشفها عن إصابة بعض أسرى العدو خلال العدوان الصهيوني على غزة في مايو/أيار الماضي.

وقال الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبوعبيدة" في تغريدة نشرها عبر قناته على "تليجرام": "إننا في كتائب القسام نعلن عن حقيقة أخفيناها منذ عدوان مايو 2019 على قطاع غزة حين قصف العدو العمارات المدنية والأمنية وأماكن أخرى، فإن عدداً من أسرى العدو قد أصيبوا بشكل مباشر ونتحفظ على الكشف عن مصيرهم في هذه المرحلة".

ويزيد من المأزق الإسرائيلي قرب إجراء الانتخابات الإسرائيلية في الثاني من مارس/آذار المقبل، ولذلك فإن حكومة رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" المنتهية ولايته، تخشى تنامي التصعيد الذي قد يتحول فجأة إلى أيام قتال دامية.

ويدرك الساسة الإسرائيليون جيدا أن أي مواجهة عسكرية مستمرة في غزة قد تزيد من أزمات (إسرائيل) الاقتصادية، فضلا عن الشلل الذي يضرب شوارع مدن الاحتلال، مع فرض نمط حياة الملاجئ على المواطن الإسرائيلي.

وربما تحمل "صفقة القرن" التي تطيح بالكثير من حقوق الفلسطينيين، نذر تصعيد سيرافق المنطقة كلها في الفترة المقبلة، لاسيما وأن أوراق اللعبة ليست جميعها بيد البيت الأبيض، بل هناك أوراق بيد فصائل المقاومة، وقبلها الشارع الفلسطيني الرافض للصفقة الأمريكية من الأساس.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كوشنر يناقش صفقة القرن مع أعضاء مجلس الأمن

أردنيون يحتجون قرب سفارة واشنطن رفضا لصفقة القرن

إسرائيل تقتل فلسطينيين جنوبي غزة وتنكل بجثة أحدهما