زيارة أمريكية سرية للعراق للتحذير من خسارة دعم واشنطن

الجمعة 7 فبراير 2020 05:02 م

قالت مصادر أمريكية إن مسؤولين عسكريين أمريكيين أجروا زيارة "سرية" إلى العراق، حملت تحذيرات للقيادة السياسية في بغداد، lk خسارة الدعم الأمريكي التقني وتضرر قدرات الجيش العراقي في حربه على تنظيم "الدولة الإسلامية".

وأجرى تلك الزيارة السرية التي لم يجر الإعلان عنها رسميا، الجنرال الأمريكي في مشاة البحرية "فرانك ماكنزي"، القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وقد التقى خلالها قادة عراقيين.

واعترف الجنرال الأمريكي في تلك الزيارة بأن العمليات العسكرية المشتركة والتدريب قد تم تقليصهما، ولكنه عاد وقال إن قوات العمليات الخاصة الأمريكية تقوم ببعض المهام مع القوات الخاصة العراقية.

وحذر "ماكنزي" في تلك الزيارة المسؤولين العراقيين من أن الانسحاب الأمريكي الشامل، سيؤدي إلى "نكسة كبيرة في القدرات العسكرية العراقية، خاصة تلك القوات التي تحارب تنظيم الدولة".

ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن اثنين من كبار المسؤولين العسكريين العراقيين، الذين رفضا الإفصاح عن هويتهما، أن "القيادة السياسية العليا" في العراق، يبدو أنها "جادة" في إعادة التفكير بالعلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

مخاوف عراقية

لكن المسؤولين العسكريين العراقيين أشاروا إلى أن كل الأسلحة والطائرات والتكنولوجيا العسكرية بالأساس أمريكية، وكانت تستخدم في التصدي لتهديدات تنظيم الدولة، ومحاولات عودته في شمال وغرب العراق.

وحذر المسؤولون من احتمالية فقدان تلك التكنولوجيا والعتاد، وضغطوا على القيادة السياسية لتجميد الحديث عن رحيل القوات الأمريكية وانسحابهم الفوري.

ونقلت الوكالة الأمريكية عن مصادر عسكرية قولها، إن "كبار المسؤولين العراقيين، عارضوا صراحة، الانسحاب الأمريكي".

واعتبر ضابط عراقي برتبة عميد أن الوجود الأمريكي في العراق "بالنسبة لنا يشبه شبكة الكهرباء في المنزل".

وقالت مصادر أمريكية إن القوات الأمريكية اهتمت طوال الأسابيع الثلاثة الماضية بتحصين قواعدها ضد أي انتقام محتمل إيراني.

وأكدت مصادر عسكرية أن القوات الأمريكية أنهت بناء أبراج مراقبة جديدة وحواجز جديدة معززة، في القاعدة الأمريكية بمدينة أربيل شمالي العراق.

تناقض سياسي

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته: "خلف الأبواب المغلقة أجرينا اجتماعات مع قادة الأحزاب الشيعية كلها تقريبا، وفي الاجتماعات الخاصة كان النهج مختلفا عن الخطاب العلني، وكانوا يبدون رغبة في الحفاظ على علاقة وشراكة ائتلافية".

وتابع قائلا: "قالوا صراحة إنهم يعتبرون أن الوجود الأمريكي ضروري لضمان أمن العراق".

كما قال اثنان من المسؤولين العراقيين إن "العراق أبلغ دبلوماسيين غربيين أنه يشكل لجنة لدراسة مسألة الوجود الأمريكي في العراق"، ولكن نفى في وقت سابق المبعوث الخاص للتحالف الدولي لقتال "تنظيم الدولة"، "جيمس جيفري"، وجود مثل تلك اللجنة.

ونقلت الوكالة عن اثنين من المسؤولين العسكريين العراقيين وقائد مليشيا، قولهم إن الحكومة طلبت من الجيش "عدم طلب أي مساعدة من التحالف الدولي الذي تقودة الولايات المتحدة في عمليات مناهضة لتنظيم الدولة"، وطالبتهم بتقليل التعاون في أضيق الحدود.

وقال مسؤول كبير في الاستخبارات العسكرية العراقية: "حتى الآن، لم نطلب من الأمريكيين تقديم المساعدة، بل نعتمد على قدراتنا لملاحقة عناصر تنظيم الدولة".

وتابع: "لكن نعلم أن وجود الأمريكيين في العمليات المشتركة أمر رسمي، لكننا لم نطلب ذلك الوجود".

وقال مسؤول آخر، وهو قائد في خدمات مكافحة الإرهاب التي دربتها النخبة الأمريكية في محافظة الأنبار الغربية، إن "بعض التدريب مستمر، لكن بالنسبة للعمليات العسكرية وتنفيذ العمليات، لا يوجد أي دعم".

كما قال المتحدث باسم التحالف "مايلز كاغينز"، إنه لم يتم تنفيذ أي غارات جوية للتحالف ضد تنظيم "الدولة" منذ مقتل "سليماني".

وأكد أن "العراقيين لم يطلبوا المساعدة في الغارات الجوية في الأسابيع الأخيرة في أثناء توقف عملياتنا".

وحذر ضباط عسكريون عراقيون من أن الانسحاب الأمريكي يمكن أن يكرر سيناريو عام 2011، الذي أدى إلى انهيار الجيش العراقي وعدم قدرته على مواجهة الحرب الخاطفة التي شنها عليه تنظيم "الدولة" عام 2014، والتي أعادت القوات الأمريكية مرة أخرى إلى العراق.

وقال مسؤول عراقي: "القوات العراقية الموجودة في غرب العراق تحتاج إلى دعم جوي مستمر ودعم لوجستي".

وأضاف: "يتم توفير هذا الدعم الجوي لنا من قبل قوات التحالف، وخاصة الولايات المتحدة إذا تم إخراجهم سنكون مشلولين".

وأقر مسؤول استخباراتي كبير في الجيش العراقي أن المعركة "أصبحت ضد تنظيم الدولة تقنية بشكل متزايد، ونحن لا نملك أيّا من هذه التقنيات، والجيش الأمريكي فقط هو الذي يمتلك تلك التقنيات".

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

العلاقات العراقية الأمريكية الدعم الأمريكي للعراق القوات الأمريكية بالعراق العلاقات الأمريكية العراقية

ترامب يعلن تخفيض القوات الأمريكية في العراق

الانسحاب أم البقاء؟.. معضلة الولايات المتحدة في العراق

الخزعلي: خيار الرد العسكري على القوات الأمريكية بالعراق قائم