خلاف المخابرات الأمريكية والإسرائيلية حول ملف الاغتيالات

السبت 8 فبراير 2020 04:58 م

رغم كل أشكال التعاون بين الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية، فقد كانت هناك خلافات كثيرة حول ملف الاغتيالات.

وعندما شرعت (إسرائيل) في قتل مرتكبي "عملية ميونيخ" عام 1972، تضمنت قائمة الأهداف رئيس عمليات "أيلول الأسود"، "علي حسن سلامة". لكن "سلامة" كان مخبرا لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، حيث اعتبرته "جوهرة تاج" شبكتها خلال الحرب في لبنان، وفقا لما ذكره ضابط سابق لـ"سي آي إيه" في بيروت.

وضغط "الموساد" على "سي آي إيه" للحصول على معلومات حول "سلامة". وقال ضابط سابق في "سي آي إيه" أن الوكالة الأمريكية ردت: "لا نرغب في حرق المصدر"، مضيفا أنه كان يلتقي مع "سلامة" بانتظام".

ومضى بالقول: "أتذكر أني أخبرته، أن الإسرائيليين يبحثون عنه. وقد كان غاضبا للغاية". وفي عام 1979، قتل الموساد "سلامة" بسيارة ملغومة، وكان ضباط "سي آي إيه" غاضبين للغاية.

وكانت أمريكا و(إسرائيل) تخفيان المعلومات الاستخباراتية عن بعضهما البعض. وفي الثمانينيات، لم تقدم (إسرائيل) سوى القليل مما عرفته عن "عماد مغنية"، ربما لأنهم أرادوا قتله بأنفسهم، بحسب ما قال "روبرت باير"، الضابط السابق في "سي آي إيه".

وفي حالات أخرى، حجب المسؤولون الأمريكيون المعلومات لأنهم لم يوافقوا على اختيار (إسرائيل) للأهداف، وخلال حرب 2006 في لبنان، اعتبرت الولايات المتحدة "حسن نصر الله"، زعيم "حزب الله"، قائدا سياسيا، وبالتالي خارج الحدود المسموحة، لكن (إسرائيل) رأته قائدا عسكريا.

ويقول "جون نيجروبونتي"، مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية في ذلك الوقت: "لقد كنا قلقين من أن إسرائيل قد تستهدف نصر الله". وقد وجه "نيجروبونتي" الوكالات الأمريكية بالاحتفاظ بتفاصيل مكان "نصر الله"، حيث قد تستخدمها (إسرائيل) للعثور عليه وقتله. وقال: "كانت تلك هي الأوامر".

وفي العام التالي، عندما اكتشف الموساد أن كوريا الشمالية كانت تساعد في بناء مفاعل نووي في سوريا. رفضت إدارة "جورج بوش"، التي كانت بالفعل في حالة حرب في العراق وأفغانستان، طلب (إسرائيل) بتدمير المفاعل. وفي مكالمة هاتفية، أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها "إيهود أولمرت"، "بوش" أن (إسرائيل) ستفعل ذلك بمفردها.

ولمدة 3 أشهر، تم تدريب الطائرات المقاتلة الإسرائيلية على المهمة باستخدام هدف مزيف في وسط البحر الأبيض المتوسط. وكان 3 فقط من أفراد الطاقم الـ16 يعرفون الهدف الحقيقي؛ حيث تم إبلاغ البقية قبل ساعات فقط من الهجوم. وفي 5 سبتمبر/أيلول 2007، دمرت (إسرائيل) المفاعل، لكنها لم تعلن مسؤوليتها عن ذلك. ورأت أجهزة الاستخبارات التابعة لها أن "الأسد" سيفضل التظاهر وكأن شيئا لم يحدث، بدلا من المخاطرة بمواجهة أكثر تكلفة. وكما كان متوقعا، فقد ظل هادئا.

وفي أواخر العقد الأول من القرن الحالي، قرر الموساد شن حملة اغتيال بدون شركائه الأمريكيين. وكانت الأهداف عددا من العلماء النوويين الإيرانيين. وبموجب القانون، كان على وكالات الاستخبارات الأمريكية حجب المعلومات التي قد تساعد الموساد على قتل أي شخص لا تسمح الولايات المتحدة باغتياله.

وفي يوليو/تموز 2012، فتحت إدارة "باراك أوباما" مفاوضات سرية مع إيران حول برنامجها النووي. وعندما علم الموساد بالمحادثات، توقف عن قتل العلماء، وقلص من مهام التجسس الأخرى التي قد تعرض المبادرة الأمريكية للخطر وتضر بالعلاقات مع وكالة الاستخبارات الأمريكية. وقال ضابط مخابرات إسرائيلي سابق: "لقد كان علينا تغيير موقفنا".

لكن صراع (إسرائيل) مع "سليماني" كان يتصاعد. وفي عام 2013، بدأت (إسرائيل) في قصف شحنات الأسلحة الإيرانية في سوريا، قبل نقلها إلى لبنان. وفي عام 2015، وسعت قائمة أهدافها في سوريا لتشمل القواعد التي أنشأها "سليماني" لقواته بالوكالة.

ووصف الجيش الإسرائيلي استراتيجيته بـ"المعارك بين الحروب"، والتي تتضمن محاولة لهزيمة قوات "سليماني" بالغارات الجوية والخداع. وكانت شحنات الأسلحة والجنود المشاة أهدافا سهلة نسبيا.

وعندما حاول "سليماني" نشر قوات على الحدود السورية مع (إسرائيل) بالقرب من مرتفعات الجولان، ردت (إسرائيل) بقتل 7 ضباط إيرانيين، وكذلك "جهاد مغنية"، ابن "عماد مغنية". وكانت تلك رسالة لـ"حزب الله" مفادها أن "توقفوا عن العبث على الحدود السورية".

ونفذت (إسرائيل) تفجيرات متكررة، ولم تواجه مقاومة تذكر في سوريا. وقال مسؤول إسرائيلي إن الدولة التي مزقتها الحرب الأهلية أصبحت "مكانا ليفعل الجميع ما يريدون". وقال "نورمان رول"، وهو متخصص في الشؤون الإيرانية تقاعد مؤخرا من "سي آي إيه": "لقد أظهرت المعارك بين الحروب أن (إسرائيل) يمكنها أن تسيطر على تهديد سليماني".

وأبقت إدارة "أوباما"، التي وقعت اتفاقا نوويا مع إيران عام 2015، نفسها على مسافة بعيدة من الحملة الإسرائيلية ضد "فيلق القدس"؛ حيث حجبت "معلومات استخباراتية عملية" كان من الممكن أن تساعد (إسرائيل) في تسريع هجماتها. وكانت الرسالة الأمريكية لـ(إسرائيل)، وفقا لدبلوماسي أمريكي سابق ذي صلة، هي "توخوا الحذر. واعرفوا ما الذي تضربونه". وأضاف: "لقد كان الجميع يلومنا على كل ما يحدث".

المصدر | آدم إنتوس - نيويوركر - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مقتل سليماني باراك أوباما الموساد

فيديو نادر لسليماني برفقة نصرالله وعماد مغنية

الخارجية الأمريكية تقر بيع طائرات ومعدات بـ2.4 مليار دولار لإسرائيل