الإرهاب اليهودي والحاضنة الدينية

السبت 1 أغسطس 2015 11:08 ص

أضفت المصادر الدينية اليهودية شرعية على استهداف غير اليهود والمس بهم، وحث التلمود على قتل غير اليهود، ولم يجز معاقبة اليهودي الذي يقتل غير اليهود. ويحتقر التلمود الأرواح غير اليهودية، حيث جاء فيه: «تتميز روح اليهودي بأنها جزء من الله، كما إن الإبن جزء من والده، في حين أن الأرواح غير اليهودية شيطانية وشبيهة بأرواح الحيوانات». كما يلزم اليهودي بقتل كل من هو من نسل الشعوب السبعة التي كانت تقطن فلسطين، عندما أقام اليهود مملكتهم فيها قبل ألفي عام.

ويشرع المصدر الديني الرئيسي في اليهودية استباحة مال غير اليهودي، حيث جاء فيه: «إذا سرق أولاد نوح شيئاً ولو يسيراً فإنهم يستحقون الموت، أما اليهود فيحق لهم الاستيلاء على مال الوثنيين، ويحق لهم استباحة أجر الأجنبي الذي يعمل لديهم».

وبحسبه، فإن «اليهودي معتبر عند الله أكثر من الملائكة، فإذا ضرب أمي يهودياً، كأنما ضرب العزة الإلهية».

وقد استندت الفتاوى التي أصدرتها المرجعيات الدينية، وتحديداً منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي وحتى الآن إلى هذا التراث الديني، حيث لعبت دوراً في تشريع المس بالفلسطينيين والعرب وقتلهم.

 ولعل من أهم الفتاوى في هذا المجال الكتاب الذي أصدره الحاخام إسحاق شابيرا، مدير المدرسة الدينية «يوسيف حاي» المقامة في مستوطنة «هار براخا»، شمال مدينة نابلس والذي تضمن تأصيلاً فقهياً لتبرير قتل الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين.

 ففي كتابه «شريعة الملك»، الذي أصدره في آب 2009، يعرض شابيرا عشرات الأدلة من التوراة والتلمود وإرث الحاخامات القدماء التي تبرر قتل أطفال الأقوام التي توجد في حالة عداء مع اليهود.

ولقد سوغ «شابير» قتل أطفال غير اليهود إذا كان تواجدهم في مكان يسمح بالمس باليهود، ويذهب بعيداً عندما يسوغ قتل أطفال قادة الأعداء من أجل التأثير على معنوياتهم، ويقول في موضع آخر: «ويجوز المس بأبناء أي قائد لمنعه من السلوك الشرير. وجدنا في الشريعة أن أطفال الأغيار يوجد ما يبرر قتلهم بسبب الخطر الذي سينشأ في المستقبل إذا نشأوا ليصبحوا اشراراً مثل آبائهم».

 وفي أحد فصول الكتاب المعنون بـ«متى يسمح بقتل الأغيار» يقول شابيرا: «اقتلوا كل من يشكل خطراً على (إسرائيل)، رجلاً كان أم طفلاً أم امرأة، فالأطفال يشكلون عقبة في طريق إنقاذ الجنود، وهم أيضا يعاونون الأعداء، مسموحٌ قتلهم إذا سببوا ضرراً لإسرائيل».

 ويرى «شابير» أنه يتوجب على اليهود أن يبادروا لقتل الأغيار حتى بدون أن يتلقوا أوامر من قيادتهم بذلك، بل يدعو- أيضاً - للمس بأولئك اليهود؛ الذين ينتقدون السلوك العنيف ضد الأغيار؛ حيث ورد في الكتاب: «ويتوجب تعقب ومطاردة من يضعف كلامه مملكتنا».

وقد وقع العشرات من الحاخامات وأعضاء الكنيست المتدينين على وثيقة اعتبروا فيها أنه من حق الحاخام الحاخام شابيرا إصدار فتوى تبيح قتل غير اليهود.

 واعتبر الحاخام شلومو أفنير الحاخام الأكبر لمستوطنة «بيت أيل» أن كتاب «دين الملك» يمثل «إبداعاً فقهياً وأكاديمياً»، في حين ادعى الحاخام شلومو إلياهو الحاخام الأكبر لمدينة صفد أن كتاب شابيرا يدخل في إطار حرية التعبير التي يفترض أن تضمنها الديموقراطية الإسرائيلية. وقد ثارت ثائرة الحاخامات لأن الشرطة الإسرائيلية أوقفت شابيرا للتحقيق لعدة ساعات.

من الواضح أن «الأغيار» الذين يتحدث عنهم «شابير» هم الفلسطينيون، وخير دليل على ذلك أن مستوطنة «هاربراخا» التي يقيم فيها «شابير» هي إحدى أكثر المستوطنات التي يسجل المستوطنون فيها الاعتداءات على الفلسطينيين في مدينة نابلس والقرى المحيطة؛ بل أن طلاب المدرسة الدينية التي يديرها شابيرا في المستوطنة هم الأكثر عنفاً ضد الفلسطينيين من بين بقية المدارس الدينية في المنطقة.

 لقد كانت الفتوى التي أصدرها شابيرا حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من الفتاوى التي أصدرها كبار الحاخامات والمرجعيات الدينية اليهودية في العقدين الأخيرين، والتي توفر المسوغات الدينية للمس بالمدنيين الفلسطينيين فقط لكونهم فلسطينيين وعرباً ومسلمين.

ومن الفتاوى التي تحث على القتل العشوائي، كانت تلك التي صدرت بتاريخ 6-3-2008، ووقع عليها عدد من كبار الحاخامات اليهود الذين يشكلون ما يعرف بـ«رابطة حاخامات أرض (إسرائيل)»، برئاسة الحاخام «دوف ليئور»، التي أباحت للجيش الاسرائيلي قصف التجمعات السكانية الفلسطينية دون تمييز، والتي استند إليها عدد من الوزراء المتدينين في حكومة «أولمرت» السابقة لإبداء حماستهم إزاء تعمد المس بالمدنيين الفلسطينيين أثناء الحرب الأخيرة التي شنتها (إسرائيل) على غزة أواخر عام 2008.

 وجاء في هذه الفتوى أن: «الشريعة اليهودية تبيح قصف التجمعات السكانية المدنية الفلسطينية، والتوراة تجيز إطلاق قذائف على مصدر النيران حتى لو كان يتواجد فيه سكان مدنيون».

 ولم يفت الموقعون على الفتوى التأكيد على أنه لا يتوجب على الجيش تحذير المدنيين قبل عملية القصف.

 ولم يتورع وزير الداخلية الإسرائيلي الحاخام «إيلي يشاي»، الزعيم السياسي السابق لحركة «شاس» الدينية، أن يستند لهذه الفتوى في الرد على الانتقادات التي أطلقها بعض الكتاب اليساريين الإسرائيليين بسبب العدد الكبير من المدنيين الفلسطينيين الذين سقطوا خلال الحرب الإسرائيلية الأخير على غزة أواخر عام 2008.

  كلمات مفتاحية

اليهود الإرهاب اليهودي الحاضنة الدينية الحاخام شابيرا التوراة التلمود الأغيار حرقوا الرضيع

إيران تخطئ لكن العدو هو (إسرائيل)

وسط إدانات واسعة .. تشييع الرضيع الفلسطيني و«نتنياهو» يصف حرقه بالعمل الإرهابي

«الطيبي»: دواعش اليهود يحرقون أطفال فلسطين دون محاسبة

مستوطنون يقتلون رضيعا فلسطينيا حرقا والسلطة تحمل الاحتلال المسؤولية

الإرهــاب اليـهودي يرفع رأسـه ويضــر بـ(إسـرائيـل)

استطلاع رأي: نصف يهود (إسرائيل) يؤيدون طرد العرب من البلاد والضفة الغربية

(إسرائيل) تنقل 19 يهوديا من اليمن ‏بصحبتهم نسخة من التوراة تعود لـ800 عام

تفاصيل وصول يهود يمنيين إلى (إسرائيل) بعد رحلة معقدة مرت بـ3 دول