تونس تكشف أسباب إقالة مندوبها الأممي.. وانتقادات لاذعة

الأربعاء 12 فبراير 2020 09:29 ص

انتقد ساسة تونسيون البيان الرئاسي الذي كشف عن أسباب إقالة مندوب تونس لدى الأمم المتحدة "المنصف البعتي"، واعتبروه يسيء إلى هيبة الدولة، خاصة أنه يتخذ "طابعاً كيدياً" كونه يتهم المندوب السابق بـ"التآمر على البلاد".

وكان البيان الرئاسي، الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية، بصيغة "توضيح"، قد أثار بعد الجدل الذي رافق عملية الإقالة، خاصة أنها جاءت بعدما تقدم "البعتي" بمشروع قرار يدين خطة السلام "صفقة القرن" التي تقدم بها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وقال إن "الموقف التونسي الثابت والراسخ من القضية الفلسطينية ومن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، لم يتغير".

وأضاف: "ما حصل عند إعداد مشروع قرار مجلس الأمن يبدو في ظاهره انتصاراً للشعب الفلسطيني، ولكن في الظاهر فقط (حيث) لم يقع -عند إعداد المشروع- الرجوع لا لرئاسة الجمهورية ولا لوزارة الشؤون الخارجية".

وأشار البيان إلى أن "من لبس رداء المُدافع عن حق الشعب الفلسطيني صار يستجدي عطف عدد من العواصم المساندة لما سمي، ظلماً، بالصفقة، حتى يتم التراجع عن قرار إعفائه، وأنه لم يبق له سوى الاستجداء بالمحتل الصهيوني، وهو يتظاهر بمواجهة الاحتلال"، في انتقاد لاذع ومبطن للسفير التونسي المُقال.

وقوبل البيان بموجة انتقادات، حيث غرد رئيس حزب المجد "عبدالوهاب الهاني"، وقال: "للأسف، البلاغ الأخير لمصالح الإعلام والاتصال في رئاسة الجمهورية حول خطيئة الإعفاء المُفاجئ والعشوائي لسفير تونس، المندوب الدائم لدى المُنتظم الأُممي، يزيد في تعميق الأزمة ويُضعف موقف تونس عشية التصويت على قرار رفض صفقة القرن في مجلس الأمن الدولي".

وأضاف أن البيان "يُهين دبلوماسيتها، ويُغرق في استعمال مُصطلحات تآمرية غريبة، ويحيد عن الرِّفْعَة المحمُولة عليها تصرُّفات وتصريحات المُؤسسات السيادية للدولة".

وتابع القيادي السابق في حزب "تحيا تونس"، "سمير عبدالله": "السفير هو موظف عمومي وإطار سامٍ في خدمة الدولة.. تخوينه ونعته بالعمالة تهمة خطيرة.. حاكموه إن كان مذنباً.. لا تلقوا بشرفه وعرضه ومسيرته لنهش الكلاب".

وزاد: "هذا يحدث لأول مرة.. لا في تونس، بل في تاريخ الدبلوماسية الدولية".

كما تساءل وزير الدولة السابق للشؤون الخارجية "التوهامي العبدولي"، إن كان الرئيس التونسي "قيس سعيد"، على علم بهذا البيان، مشيراً إلى أنه تضمن مغالطات وإساءة للسفير.

وأضاف: "السفير لم يرتكب أي خطأ، وقام بعمله على أكمل وجه، وهو من أفضل الدبلوماسيين، بل من أساتذتهم".

وتابع "العبدولي": "سبب الإقالة خطير على مستقبل الدبلوماسيين وإساءة إلى الخارجية التونسية وللبعتي، وهو ضرب لمصداقية تونس، إضافة إلى أثر ذلك في القضية الفلسطينية".

وكانت الخارجية التونسية، قالت في بادئ الأمر، إن قرار إعفاء "البعتي" من مهامه، يعود إلى "ضعف الأداء وغياب التنسيق" معها في مسائل وصفتها بـ"المهمة".

في وقت قالت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة، إنه تم وضع حد لمهام "البعتي" على خلفية موقفه من مشروع قرار فلسطيني يدين خطة السلام الأمريكية "صفقة القرن" التي أعلن عنها مؤخرا.

وقال أحد المصادر لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، إن "البعتي ذهب أبعد مما أرادت السلطات التونسية في ملف الشرق الأوسط، وقدم دعما كبيرا للفلسطينيين يهدد بإفساد العلاقة بين تونس والولايات المتحدة".

وتشغل تونس منذ بداية يناير/كانون الثاني، ولعامين، مقعدا في مجلس الأمن الدولي وتمثل فيه البلدان العربية.

وقدمت تونس وإندونيسيا الثلاثاء، مسودة قرار ستطرح للنقاش الخميس، بين الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن، وفق ما قال دبلوماسيون، قبل أن يتم تأجيل  التصويت عليه بسبب ضغوط أمريكية.

ويعرف عن الرئيس التونسي "قيس سعيّد" دعمه المطلق للقضية الفلسطينية، وقد وصف في تصريحات سابقة خطة الإدارة الأمريكية بـ"مظلمة القرن"، وقال: "أُكرّرها، هي خيانة عظمى".

وكان "المنصف البعتي"، وهو دبلوماسي من ذوي الخبرة ويحظى بتقدير نظرائه، متقاعدا حين استدعي عام 2019 لاستئناف نشاطه وتولى منصب سفير في الأمم المتحدة فترة وجود تونس في مجلس الأمن.

وظل "البعتي" ناشطا في الأوساط الدبلوماسية أثناء تقاعده بصفته رئيس "الجمعية التونسية للأمم المتحدة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الرئاسة التونسية المندوب الأممي صفقة القرن رفض صفقة القرن ضغوط أمريكية

تونس تقيل سفيرها في الأمم المتحدة.. لماذا؟