بدأت مصر في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، بناء جدار حدودي عازل على طول الشريط الفاصل مع قطاع غزة، سيمتد من معبر كرم أبو سالم إلى معبر رفح، على بعد حوالي كيلومترين، وسيصل ارتفاعه إلى 6 أمتار ويمتد 5 أمتار تحت الأرض، وسيمتد على طول 60 كلم، وأنجز منه 43 كلم أي ما نسبته 70% من إجمالي المشروع.
وبينما أظهرت لقطات تلفزيونية حصلت عليها قناة "الجزيرة مباشر" قيام السلطات المصرية ببناء الجدار، قالت القناة الإسرائيلية السابعة (خاصة) إن "مصر بدأت أواخر الشهر الماضي بتشييد الجدار الأمني الجديد لمنع المسلحين من العبور إلى البلاد عبر البر والأنفاق تحت الأرض".
وبحسب القناة، تأتي هذه الخطوة ضمن مشاريع مصر الجديدة التي تهدف لتحسين الأمن على الحدود مع قطاع غزة،
إلى ذلك، كشفت صور منشورة في وسائل الإعلام الفلسطينية عن تسريع مصر أعمال بناء "جدار عازل" على طول الشريط الفاصل مع قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية فلسطينية إن عمليات البناء تسارعت في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، حيث تعمل السلطات المصرية على إنهاء عملية البناء في أقصر وقت ممكن، وذلك على امتداد المسافة التي تربط الأراضي المصرية بالحدود مع قطاع غزة.
ووفقا لتوقعات صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن أعمال بناء "الجدار العازل" ستنتهي بحلول نهاية العام 2020 الجاري، وسيتم دمج الجزء الغربي من الجدار، مع المنظومة التي أنشأتها (إسرائيل) تحت وفوق الماء في البحر المتوسط شمال القطاع، لمنع تسلل غواصين فلسطينيين إلى المستوطنات القريبة من غزة.
#مصر تبني جدارا أمنيا عازلا على الحدود مع #غزة ومراسل الجزيرة مباشر يشرح تفاصيل البناء pic.twitter.com/a4o4p0reg3
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 17, 2020
والجمعة الماضي، ذكر موقع "المونيتور" الأمريكي أن الجدار الجديد يتم إنشاؤه باستخدام الخرسانة المسلحة، ويأتي كجدار ثان مواز للجدار الصخري القديم الذي أنشأته مصر على الحدود مع القطاع مطلع يناير/كانون الثاني 2008، وتفصلهما مسافة لا تتجاوز 10 أمتار.
وفي 3 فبراير/شباط الماضي، أعلن الجيش المصري عن اكتشافه نفقا جنوبي ساحة معسكر رفح الأمني قادما من قطاع غزة إلى قلب مدينة رفح (المصرية الحدودية) بطول يبلغ حوالي 3 كيلومترات.
وجاء الإعلان عن اكتشاف هذا النفق بعيد مقتل 5 جنود مصريين وإصابة آخرين في اليوم ذاته بتفجير عبوة ناسفة في جنوب مدينة الشيخ زويد الحدودية مع القطاع.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة (تديرها حركة حماس) إحباط محاولة تسلل لمسلحين حاولوا العبور إلى مصر عبر الحدود الجنوبية للقطاع.
وبناء الجدار لا يعد الإجراء المصري الأول من نوعه الذي يهدف للقضاء على الأنفاق الفلسطينية من قطاع غزة، فقد أنشأت القاهرة منطقة عازلة على طول الحدود المصرية مع القطاع بمسافة 14 كيلومترا في أكتوبر/تشرين الأول 2014، بعمق 500 متر في الجانب المصري وعلى طول الحدود، ليصل عمق هذه المنطقة في أكتوبر/تشرين الأول 2017 إلى 1500 متر.
