ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، الأحد، عن نيته فرض السيادة الإسرائيلية على الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة، فيما قال وزير الدفاع، رئيس تحالف أحزاب اليمين المتطرف "نفتالي بينيت" إنه صادق على تخطيط "مشروع المصعد" في الحرم الإبراهيمي.

وجاءت تلميحات "نتنياهو" وتصريح "بينيت"، والذي يشير إلى اقتراب إعلان (إسرائيل) رسميا فرض سيادتها على الحرم الإبراهيمي، خلال تدشين بؤرة استيطانية جديدة باسم "نوفي كراميم" في مدينة الخليل.

ويطالب المستوطنون في الخليل بفرض السيادة الإسرائيلية على الحرم الإبراهيمي، تنفيذا لمخطط الضم الذي أقرته خطة السلام الأمريكية، المعروفة باسم "صفقة القرن"، وهو ما يدفع "نتنياهو" لإعلان استجابته للأمر ضمن محاولاته ضمان المزيد من أصوات الناخبين.

واستعرض "نتنياهو"، خلال المراسم ما قام به، بحسب اعترافه، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بشكل منهجي وتدريجي للوصول إلى ما يعرف إعلامياً باسم "صفقة القرن"، بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، والهادفة أساساً لتصفية القضية الفلسطينية.

وأكد "نتنياهو" أن الخطة الإسرائيلية الأمريكية لن تتيح قيام دولة فلسطينية، وأنها وللمرة الأولى تقلب الصورة رأسا على عقب، إذ يتعين على الفلسطينيين أولا أن يقدموا التنازلات. وزعم أنه فقط بعد موافقة (إسرائيل) وإقرارها بأنهم نفذوا تعهداتهم، يمكن البدء في مفاوضات للحل الدائم.

وقال "نتنياهو": "قبل شهر كنت في واشنطن وتحدثت عن الخليل مدينة الآباء وعن (مستوطنتي) بيت إيل وشيلو، وبالطبع عن القدس عاصمتنا الأبدية. لكن قبل ذلك، العنصر الأول لخطة ترامب هو اعتراف الولايات المتحدة بملكيتنا على هذه الأرض، وفي الكتل وخارج الكتل" الاستيطانية.

وأضاف "نتنياهو" أن ترسيم خرائط حدود مخطط الضم بموجب "صفقة القرن" سينتهي الأسبوع الحالي.

من جانبه قال "بينيت" إنه من خلال مخطط الضم "نحن في الطريق نحو تطبيق حلم السيادة، ولا يوجد مكان يليق أكثر بسيادة إسرائيل من مدينة الآباء والأمهات، وقطعة دفن كبار أمتنا، ألا وهي مغارة المكفيلا" أي الحرم الإبراهيمي.

وأضاف "بينيت" أنه "قبل شهرين صادقت على دفع التخطيط لمشروع المصعد في مغارة المكفيلا. وبإمكاني القول لأول مرة أن المشروع اكتمل، ونحن نعطي اليوم ضوءا أخضر لتنفيذ المصعد، وأتوقع دعما من رئيس الحكومة ووزير الخارجية، ونحن بحاجة إلى مصادقتهم".

وتابع "بينيت": "نحن في فترة مميزة، حيث السيادة في أرض إسرائيل في متناول اليد".

وكرر "بينيت" تصريحات سابقة له، قائلا: "أعارض بشدة تسليم سنتمتر من أراضي أرض إسرائيل للعرب، والخليل ليست مذكورة في خريطة خطة ترامب، لكننا سنصر على أن مغارة المكفيلا، وأن يكون الييشوف اليهودي (البؤر الاستيطانية) في الخليل داخل خريطة السيادة التي سندفعها بعد الانتخابات مباشرة".

وعادة ما تغلق سلطات الاحتلال الإسرائيلية، الحرم الإبراهيمي، مرات عدة في السنة، بموجب قرارات لجنة "شمغار" الإسرائيلية التي تشكّلت عقب ارتكاب أحد مستوطني "كريات أربع" المقامة على أراضي الفلسطينيين شرق مدينة الخليل، مجزرة بحق المصلين في أثناء تأديتهم صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي عام 1994، حيث قسّمته اللجنة، ووضعت جدولاً بإغلاقه أمام المسلمين في الأعياد اليهودية.