هكذا يحاول حفتر استغلال انشغال تركيا في سوريا عسكريا وسياسيا

الاثنين 2 مارس 2020 01:30 م

بلا تردد، وكما كان متوقعا، حاول الجنرال "خليفة حفتر" استغلال فرصة انخراط تركيا في سوريا انتقاما لمقتل العشرات من جنودها الأسبوع الماضي علي يد قوات النظام السوري؛ من أجل تحقيق مكاسب خاطفة ليس فقط على المستوى العسكري والميداني، ولكن على المستوى السياسي أيضا.

فخلال اليومين الماضين، صعدت قوات حفتر من عملياتها العسكرية حيث استهدفت مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس وعدد من أحياء العاصمة بصواريخ جراد ما أدي لتعطل المطار الوحيد العامل في العاصمة، ناهيك عن الخسائر البشرية والمادية.

على الصعيد السياسي، وقعت دمشق والحكومة الموازية في ليبيا، المدعومة من "حفتر"، أمس الأحد 1 مارس/ أذار، مذكرة تفاهم تقضي بإعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية في كلا البلدين.

زيارة غريبة

ومطلع الأسبوع الجاري أثارت زيارة غريبة، لوفد مكون من عسكريين وساسة موالين لـ"حفتر" إلى سوريا التقوا فيها بمسؤولين من نظام "بشار الأسد"، أثارت المزيد من التساؤلات حول ما إذا كان الجنرال الليبي يخطط للتنسيق مع نظام "الأسد" لمواجهة الحضور التركي في ليبيا.

ووفق وكالة الأنباء السورية، "سانا"، وصل مدير مخابرات "حفتر" ونائب رئيس الوزراء في الحكومة الموازية في الشرق الليبي إلى "دمشق" صحبة عسكريين وسياسيين آخرين لتقديم عرض لآخر التطورات العسكرية في ليبيا، و"لتقديم التهنئة والدعم للنظام السوري على نجاحه في هزيمة المجموعات الإرهابية المدعومة من تركيا".

ووفقا لـ"سانا"، وقعت دمشق والحكومة الموازية في ليبيا، المدعومة من الجيش الوطني بقيادة "حفتر"، الأحد، على مذكرة تفاهم تقضي بإعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية في البلدين، وتنسيق مواقف البلدين في المحافل الدولية والإقليمية وعلى وجه الخصوص في مواجهة "التدخل والعدوان التركي على البلدين"، بحسب وصف البيان.

وجاء توقيع مذكرة التفاهم، في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين أنقرة ودمشق، وقد انعكس ذلك في مواجهات على الأرض في شمال غرب سوريا اوقعت قتلى من الطرفين.

ويري مراقبون أن تقاطع المصالح بين "حفتر" و"بشار الأسد" تقتضي إلى التعاون في مواجهة تركيا التي تقدم الدعم لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في ليبيا، وللمجموعات المعارضة لنظام الأسد في شمال سوريا.

مصائب تركيا فوائد لـ"حفتر"

وردا على مقتل عشرات من جنودها الأسبوع الماضي، أسقطت تركيا طائرتين حربيتين سوريتين فوق إدلب يوم الأحد، وقصفت مطارا عسكريا حيويا للنظام في تصعيد كبير لعملياتها العسكرية.

وصعدت أنقرة هجماتها بما في ذلك هجمات الطائرات المسيرة ضد الجيش السوري منذ يوم الخميس الماضي عندما لقي 33 جنديا تركيا حتفهم في هجوم جوي شنه النظام السوري.

ونشرت تركيا بالفعل آلاف الجنود والمركبات العسكرية في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا خلال الشهر الماضي لوقف تقدم القوات الحكومية السورية والذي أدى إلى نزوح مليون شخص إلى مناطق قريبة من الحدود الجنوبية لتركيا.

وقال وزير الدفاع التركي "خلوصي أكار" إن القوات التركية دمرت خلال الأيام الأربعة الأخيرة ثماني طائرات هليكوبتر و103 دبابات و72 مدفع هاوتزر وراجمات صواريخ وطائرة مسيرة وستة أنظمة دفاع جوي. ووصف رابع عملية تقوم بها تركيا بأنها "درع الربيع".

ويهدد هذا القتال بنشوب صدام مباشر بين روسيا وتركيا. ورغم ذلك، يؤكد وزير الدفاع التركي أن بلاده "لا تنوي مواجهة روسيا"، وأن نيتها فقط "مواجهة النظام السوري وإنهاء المذبحة ومن ثم منع ووقف التطرف والهجرة".

وفى هذا الصدد يرى محللون أن سوريا بمثابة فخ وقعت فيه تركيا مشيرين إلى أن الرابحين الأكبر من هذا الوضع هم "بوتين" و"الأسد"، وأيضا "حفتر" الذي يستغل الانخراط التركي في سوريا في تحقيق مكاسب على الأرض.

في المقابل، يرى آخرون أن أنقرة تخوض معركة حتمية في سوريا دفاعا عن حدودها وأمنها القومي وأن تركيا لم يعد مقدورها تحمل آثار الحرب السورية واستقبال مئات الآلاف من اللاجئين الجدد داخل البلاد.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قوات حفتر ميليشيات حفتر مخابرات حفتر نظام بشار الأسد قوات بشار الأسد دعم بشار الأسد

كيف سترد تركيا على المذبحة الروسية لجنودها؟

المونيتور: روسيا درست خيارات شبه عسكرية ضد تركيا

أنباء عن زيارة حفتر إلى دمشق للتنسيق ضد تركيا