بينما أثار فيروس "كورونا" الذعر وتدابير الطوارئ في جميع أنحاء العالم، استجاب العديد من الفلسطينيين المحاصرين في غزة بروح الدعابة على وسائل التواصل، معتبرين أن القطاع المحاصر قد يكون الآن أكثر مكان آمن في العالم.

وقال الناشط الفلسطيني "لؤي حرازين": "أحد فوائد الحصار، وصعوبات السفر، وعزل غزة، هو أنه يصعب على الفيروس الوصول إلى غزة".

وشارك استشاري الموارد البشرية "تيسير البلبيسي" نفس الرأي، حيث قال في تغريدة: "مع انتقال الفيروس عبر الحدود، يبدو أن غزة المحاصرة ستكون المكان الأكثر أمانًا في العالم".

وبعد أن تحملوا الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأرض، وكذلك نقص الوقود، وانقطاع التيار الكهربائي، والمياه الملوثة والبنية التحتية المتهالكة، سخر آخرون من فكرة أن الفيروس يمكن أن يلحق بهم أي ضرر.

وقالت "أريج محمد"، (28 سنة) لـ"ميدل إيست آي" إنها قلقة بشأن كيفية تعامل نظام الرعاية الصحية المتداعي في غزة إذا وصل فيروس "كورونا"، لكنها قالت إن الناس تحملوا الكثير لدرجة أن الكثيرين اعتبروا أن التهديد "لعبة للأطفال".

وأضافت: "لقد عشت 3 حروب ورأيت كيف يبدو الموت، وبمجرد أن يعيش شخص ما مثل هذه التجربة، يصبح كل شيء ساذجًا وأقل خطورة.. إن الفيروس ليس مزحة، ونحن نعلم أن الأزمة ستضرب القطاع إذا وصلت إلينا بسبب انهيار قطاعنا الصحي، لكن الناس شاهدوا الكثير في غضون سنوات قليلة؛ لقد توصلوا إلى الاعتقاد بأن بإمكانهم التغلب على أي شيء".

وفي أعقاب أنباء تفشي المرض في البلدان المجاورة ، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أنها لم تسجل أي حالات بعد.

ولكن مع عدم قدرة مستشفيات غزة على تقديم العديد من الخدمات الصحية بسبب الاكتظاظ الشديد ونقص المعدات الطبية والأدوية، تساءل البعض عما سيحدث إذا وصل فيروس "كورونا" إلى غزة.

ووفقًا لجماعات حقوق الإنسان الدولية، فإن أقل من نصف الأدوية الطبية المطلوبة للسكان كانت متوفرة في غزة في بداية عام 2020، بينما تتجاوز فترات انتظار العديد من الناس للعمليات الجراحية  16 شهرًا.

أخبرت "ضحى السعدي"، البالغة من العمر 28 عامًا، وهي مدرسة، أن السبب في عدم اهتمام الناس في غزة بالفيروس هو "أنهم رأوا ما يكفي".

وأضافت: "لقد مر كل فلسطيني تقريبًا في غزة بتجربة غيرت حياته خلال الهجمات العسكرية الإسرائيلية أو بسبب ظروف الحياة الخانقة في القطاع.. من الطبيعي أن يروا أي شيء آخر أقل إثارة للقلق".

يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة على هامش الحياة منذ عقود، أقل ما يمكنهم فعله هو التعامل مع كل هذه الأزمات بشعور من الفكاهة السوداء المريرة.