كورونا يربك الأجندة العسكرية العالمية.. تدابير صارمة للجيش الأمريكي

الثلاثاء 3 مارس 2020 11:32 ص

لجأت وزارة الدفاع الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات استثنائية في خططها لمواجهة فيروس "كورونا" الجديد، التي اعتبرته عدوا يجب محاربته والقضاء عليه بعد أن داهم الفيروس أحد الجنود الأمريكيين في كوريا الجنوبية.

على نفس المنوال قامت عدد من الجيوش حول العالم بتأجيل وإلغاء مناورات عسكرية وتدريبات كانت مقررة مسبقا خشية انتقال الفيروس إلى جنودها نتيجة المخالطة مع عناصر من الدول الأخرى.

وسجلت الصين أول ظهور للفيروس الغامض في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، بمدينة ووهان، لكن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان؛ ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.

أول إصابة

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي أعلنت القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية، إصابة أحد عناصرها بفيروس "كورونا" المستجد.

وقالت قيادة القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية في بيان لها، إنّ الجندي المصاب يبلغ من العمر 23 عاما ويخدم في قاعدة كارول العسكرية الواقعة على بعد 30 كم شمال مدينة دايجو (بؤرة الوباء في كوريا الجنوبية) وقد طُلب منه أن يفرض على نفسه حجراً صحّياً في منزله الواقع خارج القاعدة العسكرية.

وأضاف البيان أنه "يجري حاليا تتبّع عمليات الاحتكاك التي تمت بين هذا الجندي وزملائه لبيان ما إذا كانت العدوى قد انتقلت إلى عسكريين آخرين أم لا".

وتعد هذه أول إصابة تسجّل في صفوف الجنود الأمريكيين المتمركزين في كوريا الجنوبية للدفاع عنها في مواجهة الشمال المسلّح نووياً والبالغ عددهم 28.500 جندي.

وتعد كوريا الجنوبية هي ثاني أكبر دول العالم من حيث عدد المصابين بـ"كورونا" حيث سجلت البلاد 4812 إصابة بالفيروس و28 حالة وفاة.

تدابير خاصة

ووفق موقع "militarytimes" فقد اشتملت التدابير الخاصة التي فرضها الجيش الأمريكي على عناصره على توزيع ألبسة واقية للأفراد، وإلغاء تدريبات عسكرية، وتقييد الوصول للمنشآت، وإلغاء الإجازات وتوسيع نطاق الحجر الصحي والعزل وغيرها من التدابير.

وجاءت هذه القيود كجزء من الإجراءات التي حددها مسؤولو الدفاع في إرشادات جديدة للقادة العسكريين للتعامل مع تفشي فيروس كورونا على نطاق واسع في مناطقهم حول العالم.

وذكر الموقع أن هذه التعليمات الصارمة جاءت خلال مذكرة صدرت في 25 فبراير/شباط، حذرت من أن "كورونا" يواصل انتشاره ويشكل تهديدا متزايدا للرعايا الصحية للقوات العسكرية في المناطق التي يعيش ويعمل فيها أفراد وزارة الدفاع الأمريكية.

وذكر الموقع أن هذ التعليميات كانت تحمل توقيع "ماثيو دونوفان" وكيل وزارة الدفاع لشؤون الأفراد والتجهيزات، لافتا إلى أن هناك خطوات اتخذت بالفعل، مثل تعليق القيادة المركزية للإجازات الممنوحة، وأيضا تقييد حركة المسؤولين المدنيين في وزارة الدفاع داخل مناطق عملهم فقط.

أجندة مرتبكة

وخلال الأسبوع الماضي، كان على المسؤولين في الجيش الأمريكي اتخاذ عدد من القرارات بسبب انتشار الفيروس بسرعة، بما في ذلك إغلاق بعض مدارس والمعاهد التابعة لوزارة الدفاع بالخارج، وأيضا تعليق تدريبات عسكرية كانت مقررة مع كوريا الجنوبية.

والخميس الماضي أعلنت واشنطن وسيول أنّهما أرجأتا "حتى إشعار آخر" المناورات العسكرية المشتركة التي كانتا تعتزمان إجراءها، وذلك بسبب وباء "كورونا".

وقالت القيادة العسكرية المشتركة في بيان إنّ قرار الإرجاء اتّخذ بعدما أعلنت سيول درجة التأهب "القصوى" لمواجهة خطر الوباء الذي حصد حتى اليوم أرواح 28 شخصاً في كوريا الجنوبية ووصل عدد المصابين به في هذا البلد إلى حوالى 4812.

وكان مقرّراً أن يجري البلدان في الربيع "تمرين مركز القيادة" لتعزيز التنسيق بين مراكز القيادة العسكرية في كلا الجيشين، وأتى قرار إرجاء المناورات غداة إعلان القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية أنّ أحد جنودها أصيب بالفيروس.

وعلى صعيد آخر، خيمت المخاوف من انتشار فيروس كورونا على الجيش الإسرائيلي، مع صدور تعليمات بفرض الحجر الصحي على بعض الجنود العائدين من إيطاليا، بخلاف وجود مخاوف وقلق لدى ضباط إسرائيليين من المقرر أن يشاركوا في مناورات عسكرية كبيرة مشتركة لسلاح الجو الإسرائيلي مع نظيره الأمريكي بعد أسبوعين.

ووفق تقارير عبرية فإن سلاح الجو الإسرائيلي يدرس فرض قيود على المشاركين في التدريب العسكري، بما يشمل حظر المصافحة مع المشاركين الأمريكيين.

ووفق "militarytimes" فإن لدي مسؤولي الدفاع والخدمة العديد من الإرشادات السابقة يعود تاريخها إلى 30 يناير/كانون الثاني تحدد خطط وزارة الدفاع للتعامل مع تفشي فيروس كورونا بناء على توجيهات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، من بينها مراقبة الافراد العائدين من الصين.

وبلغ إجمالي عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد صباح اليوم قرابة 91 ألف حالة حول العالم، في حين تسبب الفيروس في أكثر من 3120 حالة وفاة عالميا معظمها في الصين.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

كورونا فيروس كورونا إصابات كورونا وفيات كورونا

هل يكتب كورونا شهادة وفاة أوبك بلس؟

تسجيل أول إصابة بكورونا في الأردن

خسائر شركات طيران الشرق الأوسط 100 مليون دولار بسبب كورونا

أمريكا تدرس منع السفر إلى مناطق تفشي كورونا