أمريكا.. انسحاب بوتيدجيدج وعودة قوية لبايدن قبل الثلاثاء الكبير

الاثنين 2 مارس 2020 06:24 م

يعزز انسحاب مرشح الرئاسة الأمريكية "بيت بوتيدجيدج" من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي فرص منافسه الوسطي "جو بايدن" ليكون مرشح الحزب في مواجهة الرئيس الجمهوري "دونالد ترامب".

ويتوقع أن يترك انسحاب "بوتيدجيدج" (38 عاما) المفاجئ الأحد أثره على السباق قبل "الثلاثاء الكبير" الذي تصوت فيه 14 ولاية.

كما يُتوقع أن يزيد قراره من فرص منافسه "بايدن" الذي حقق نصرا كبيراً في انتخابات ساوث كارولاينا التمهيدية السبت، قبل المواجهة مع "ترامب" الذي يأمل في الفوز بولاية ثانية مدتها 4 سنوات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأصبح "بايدن" المنافس المعتدل الرئيسي لـ"بيرني ساندرز" اليساري الذي أحرز تقدما كبيرا في السباق ويسعى الى تحقيق مكاسب كبيرة الثلاثاء في ولايات بينها ولاية كاليفورنيا المهمة.

وتحدث "بوتيدجيدج"، المحارب السابق والرئيس السابق لبلدية ساوث بند في ولاية إنديانا، إلى أنصاره في بلدته، قائلا: "الحقيقة هي أن طريقنا ضاق لدرجة أنه أصبح مغلقا أمام ترشيحنا، وهذا لا يخدم قضيتنا".

ولم يذكر "بوتيدجيدج" بالتحديد "ساندرز" (78 عاماً) بالاسم في كلمته، لكنه افصح علنا عن اعتقاده بأن نهج السيناتور السياسي "غير المرن" سيفشل في منافسة "ترامب".

وقال: "نحن بحاجة الى أجندة واسعة تستطيع تقديم ما يحتاجه الشعب الأمريكي، وليس أجندة تضيع في الإيدولوجيا".

ولم يعلن "بوتيدجيدج" أي تأييد سواء لـ"بايدن" أو أي مرشح آخر.

وبرز نجم "بوتيدجيدج" عندما فاز في تصويت ولاية أيوا وجذب اهتماما واسعا بفضل نهجه المتزن في معركة الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي.

لكن احتلاله المركز الثالث في ولاية نيفادا وأداءه الأسوأ في ساوث كارولينا يؤكدان أنه وجد صعوبة كبيرة في بناء ائتلاف واسع، بما في ذلك الحصول على دعم الناخبين السود الذين يشكلون شريحة سكانية مهمة للديمقراطيين.

وأدى انتصار "بايدن" المدوي السبت في أول ولاية جنوبية تصوت، إلى إعادته إلى المنافسة، بعد نتائج بائسة في الولايات الثلاث الأولى.

وبعد حصوله على 48% من الأصوات في ساوث كارولينا، حصل "بايدن" على أكثر من ضعف نسبة العشرين في المئة التي حصل عليها "ساندرز"، ما يجعله المنافس الرئيسي للسيناتور اليساري.

وصرح "بايدن" أمام حشد في نورفوك في ولاية فيرجينيا، إحدى الولايات التي ستصوت يوم الثلاثاء الكبير، "قبل أيام قليلة، أعلنت الصحافة وبعض المعلقين أن ترشيحي مات.. ولكن الآن وبفضل ساوث كارولاينا، قلب الحزب الديمقراطي، فأنا حي أرزق".

ويستمر "ساندرز" في تصدر استطلاعات الرأي في عدد من الولايات التي ستصوت في الثلاثاء الكبير ومن بينها كاليفورنيا.

وصرح لشبكة "سي بي إس" الأمريكية: "أعتقد أن أمامنا فرصة عظيمة للفوز في كاليفورنيا وتكساس وماساشوستس وعدد من الولايات".

وهنأ "بوتيدجيدج" على "حملته القوية والتاريخية"، داعيا أنصار هذا الأخير إلى الانضمام الى "معركة التغيير الحقيقي في هذا البلد".

وفي سباق الرئاسة الديمقراطي المضطرب، زاد فوز "بايدن" من حالة الغموض.

ويقول مدير مركز الأبحاث "سنتر فور بوليسيز" في جامعة فيرجينيا لاري ساباتو "السؤال الأكبر هو ما إذا كان هذا الانسحاب سيدفع جو بايدن نحو الفوز في عدد من ولايات الثلاثاء الكبير".

وكان الفوز الأحد المدعوم بأصوات السود، هو الأول لـ"بايدن" (77 عاما) في السباق، ولكنه جاء في وقت حرج وساعد في تبديد الشكوك حول مستوى القبول الذي يحظى به.

ضغوط للانسحاب

وأضفت نتائج انتخابات ساوث كارولاينا بعض الوضوح على السباق الرئاسي، فقد انسحب رجل الأعمال الملياردير "توم ستير" الذي أنفق 23 مليون دولار على حملته في تلك الولاية، وذلك بعد أن حصل فقط على 11% من الأصوات.

ويتزايد الضغط على الديمقراطيين الآخرين الذين لم يحصلوا على نسبة عالية من الأصوات ومن بينهم السيناتورة "إليزابيث وارن" والسيناتورة "إيمي كلوبوشار"، للانسحاب وتقديم الدعم للمرشح الأوفر حظا.

لكن "وارن" و"كلوبوشار" والملياردير "مايكل بلومبرج" أوضحوا أنهم سيبقون في السباق على الأقل حتى ما بعد الثلاثاء الكبير.

وأشاد "بلومبرج" بمنافسه "بوتيدجيدج"، وقال إنه "قاد حملة قوية ألهمت الجماهير وسجلت في التاريخ".

كما أشاد به "بايدن" قائلا إن حملته اتسمت بـ"الشجاعة والتعاطف والنزاهة".

ويستبعد أن يحول قسم كبير من أنصار "بوتيدجيدج" دعمهم إلى "بلومبرج" الذي اتهمه "بوتيدجيدج" صراحة بأنه يحاول "شراء" فوزه في الرئاسة بعد أن أنفق 500 مليون دولار من ثروته الشخصية على الإعلانات لحملته.

عامل المال

مع استمرار السباق، تسلط الأضواء على عامل المال، فقد زعم "بايدن" أن غيره من المرشحين أنفقوا أكثر منه بنسبة واحد إلى أربعين في ساوث كارولاينا، لكنه قال إنه جمع 10 ملايين دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع.

كما تمكن "ساندرز" من جمع مبالغ طائلة من المال على شكل تبرعات صغيرة، من بينها مبلغ 46 مليون دولار في فبراير/شباط فقط.

وقال "بايدن" الأحد إنه بوصفه وسطيا، سيكون أكثر فعالية من "ساندرز" الذي يصف نفسه بأنه ديمقراطي اشتراكي، في مواجهة "ترامب".

وأضاف في فرجينيا: "معظم الأمريكيين لا يريدون وعدًا بالثورة. ما يريدون هو النتائج".

ويقوم "بايدن" بحملة الإثنين في تكساس التي تضم ثاني أكبر عدد من المندوبين بين ولايات الثلاثاء الكبير، بينما يقوم "ساندرز" بحملات في ولاية يوتا، وكذلك في ولاية مينيسوتا مسقط رأس "كلوبوشار".

المصدر | أ.ف.ب

  كلمات مفتاحية

بيرني ساندرز جو بايدن

ساندرز يقول إنه قد يعيد مقر السفارة الأمريكية من القدس إلى تل أبيب