الدفاع الروسية تهاجم تركيا بعنف: اندمجت مع الإرهابيين في إدلب

الأربعاء 4 مارس 2020 09:29 ص

شنت وزارة الدفاع الروسية، فجر الأربعاء، هجوما حادا على تركيا وتحركاتها في إدلب، زاعمة أن نقاط المراقبة التركية هناك "اندمجت تماما مع تحصينات ومناطق الإرهابيين"، في إشارة إلى قوات المعارضة السورية المسلحة، وانتقدت الدعم الأمريكي والغربي للتحركات التركية بإدلب.

وكرر المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال "إيجور كوناشينكوف"، مزاعم موسكو حول عدم التزام أنقرة باتفاقية سوتشي التي تم توقيعها بين الجانبين، لاسيما في مسألة "فصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين، وإبعاد الإرهابيين عن الحدود الخارجية لمنطقة خفض التصعيد إلى عمق يتراوح بين 15 و20 كيلومترا، وسحب أسلحة المدفعية الثقيلة إلى هناك".

وأضاف "كوناشينكوف": "بدلا من ذلك، بعد حوالي ما يقرب من 18 شهرا من الاتفاقية، تم سحب الجماعات الإرهابية المعترف بها رسميا من قبل الأمم المتحدة، (هيئة تحرير الشام) و(الحزب الإسلامي في تركستان) و(حراس الدين) وجميع مقاتلي (المعارضة المعتدلة) إلى الشمال على الحدود التركية"، بحسب ما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وزعم المتحدث بأنه "تم دمج المناطق المحصنة من قبل الإرهابيين مع مراكز المراقبة التركية التي تم نشرها ضمن الاتفاقية".

وأكد أنه "جرى دفع إرهابيي هيئة تحرير الشام، الحزب الإسلامي في تركستان، وحراس الدين، إلى جانب الأسلحة الثقيلة، في عمق منطقة خفض التصعيد في إدلب".

ومضى قائلا: "أصبحت الهجمات والقصف العشوائي للمناطق المدنية المجاورة ولقاعدة حميميم الروسية الجوية بشكل يومي"، معتبرا أنه طوال هذا الوقت، لم يهتم أي شخص في أوروبا والولايات المتحدة بالوضع الإنساني الحقيقي في إدلب، وما حولها وأسباب عدم وفاء الجانب التركي بالتزاماته.

وزعم المسؤول العسكري الروسي بأن المساعدات الإنسانية التي قدمتها الدول الغربية والأمم المتحدة في إدلب، عبر الحدود التركية، لم تذهب إلى اللاجئين، ولكن إلى "الإرهابيين".

وأردف المتحدث: "سمعنا الرثاء فقط حول الحاجة إلى الحفاظ على اتفاقات سوتشي بأي ثمن".

وأشار "كوناشينكوف" إلى أن تصرفات تركيا "التي نقلت قوة هجومية إلى إدلب السورية في انتهاك للقانون الدولي، مع عدد من الفرق الميكانيكية"، أمر مخالف للاتفاقية، متهما الغرب بتجاهل هذا التطور.

وأضاف: "تسمي التهديدات العلنية بتدمير جميع وحدات قوات الحكومة السورية وإعادة الطريق السريع (M5) لسيطرة الإرهابيين، في الولايات المتحدة وأوروبا أنها (حق دفاع مشروع لأنقرة)"، مضيفا: "وماذا عن التصريحات الأخيرة للجولاني حول الكفاح المشترك ضد القوات السورية؟".

واستنكر متحدث "الدفاع الروسية"، انتقاد الأمم المتحدة والدول الغربية للأوضاع في إدلب، واتهامهم النظام السوري بارتكاب جرائم حرب، ودفع مئات الآلاف من اللاجئين إلى التدفق خارج إدلب، زاعما أن كل ما فعلته قوات "الأسد" كانت ردا على هجمات "الإرهابيين"، وفرض تنفيذ اتفاقات سوتشي بشأن إنشاء "منطقة منزوعة السلاح" على عمق يتراوح بين 15 و20 كيلومترا، من قبل القوات الحكومية السورية.

وزعم أن تحركات قوت النظام، مكنت أكثر من 100 ألف مدني من الحركة على طول الطريق السريع "M5" بين أكبر المدن السورية في حلب حماة وحماية المناطق السكنية المحيطة، من القصف.

وألمح "كوناشينكوف" إلى رعاية تركيا للإرهابيين، قائلا إن الولايات المتحدة عثرت على زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية"، "أبوبكر البغدادي" وقتلته في منطقة إدلب.

وفي وقت سابق، الإثنين، اتهم تقرير أممي، روسيا ، بمشاركة قوات النظام السوري، في ارتكاب جرائم حرب في سوريا بفترة سابقة بين يوليو/تموز 2019 و10 يناير/كانون الثاني 2020.

وخلص تقرير لمحققين من الأمم المتحدة، الإثنين، إلى أن هناك أدلة على مشاركة طائرات روسية في غارتين على إدلب لم تستهدفا مواقع عسكرية، ما تسبب بمقتل عشرات المدنيين.

وشملت الاتهامات أيضا "الجيش الوطني السوري" المدعوم من أنقرة، التي يمكن أن تتحمل المسؤولية، حسب التقرير، في حال علمها بالجرائم المرتكبة دون اتخاذ إجراءات لوقفها.

كما اتهم وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لودريان"، الثلاثاء، الحكومة السورية وروسيا بارتكاب جرائم حرب على ما يبدو في هجومهما في شمال غربي سوريا، وقال إن باريس ستوثق ذلك.

وشهدت الساعات الماضية، تضامنا من الولايات المتحدة ودول أوروبية مع تركيا في إدلب، وانتقاد ممارسات روسيا والنظام السوري هناك، لاسيما بعد قرار أنقرة فتح حدودها مع أوروبا أمام موجات المهاجرين، ما تسبب في مصادمات عنيفة بينهم وبين السلطات اليونانية، وتحرك قيادات بالاتحاد الأوروبي إلى أنقرة لبحث مسألة اللاجئين.

واستقبل الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الثلاثاء، في أنقرة، وزير الخارجية البريطاني "دومينيك راب"، الذي عبر عن دعم لندن للتحركات التركية في إدلب.

ومن المنتظر أن يلتقي الرئيسان التركي والروسي في قمة عاصفة، الخميس، بموسكو، حيث أعرب "أردوغان" عن أمله في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد تلك المحادثات.

وقال المتحدث باسم الكرملين، "ديميتري بيسكوف"، تعليقا على اللقاء المرتقب: "سيكون دون شك لقاء صعبا، لكن الرئيسين يؤكدان رغبتهما في تسوية الوضع في إدلب".

المصدر | الخليج الجديد + سبوتنيك

  كلمات مفتاحية

العلاقات التركية الروسية العلاقات الروسية التركية معركة إدلب وزارة الدفاع الروسية الجيش التركي

صراع أردوغان وبوتين يرسم ملامح نظام عالمي جديد

روسيا تسرع حشدها العسكري بسوريا تحسبا لفشل اجتماع أردوغان وبوتين