اعتبر محللون سياسيون وعسكريون أردنيون أن الطرح الوارد في تصريحات مرشح الرئاسة الأمريكية «كريس كريستي» والمتضمن تسليح السعودية والإمارات والأردن ومصر بدلا من إرسال الجنود الأمريكيين لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» ما هو إلا دعاية انتخابية تعيد إنتاج سياسة «أوباما» في الانسحاب التدريجي من المنطقة.
وكان «كريستي» قال لشبكة «سي إن إن»: علينا النظر إلى النجاحات التي يحققها حلفاؤنا في المنطقة، حيث إن البديل الأول والمفضل بالنسبة لي عوضا عن إرسال جنود أمريكيين إلى أرض المعركة هو تسليح الأردنيين والمصريين والإماراتيين والسعوديين».
وفي تصريحات خاصة للأناضول، أكد «حسن المومني»، أستاذ الدراسات الدولية في الجامعة الأردنية (حكومية) إن تصريح «كريستي» «ليس بجديد، فإدارة أوباما اتبعت في سياساتها الانسحاب التدريجي من المنطقة، واعتمدت على حلفاء محليين في حربها مع الدولة الإسلامية، وما تحدث عنه المرشح الأمريكي هو ما يحصل بالفعل على أرض الواقع لأنه ليس هناك مشاركة فعلية لأمريكا».
ولم يستبعد «المومني» أن تتغير السياسة الأمريكية في المنطقة «حال حدوث أي تطورات تلامس مصالحها، ما يستدعي تدخلها المباشر».
واتفق المحلل السياسي «عامر السبايلة» مع وجهة نظر «المومني»، مضيفا إليها أن الدور الأمريكي «يقتصر على التدريب والدعم اللوجستي والاستخباراتي وما تشهده المنطقة بالنسبة لحلفائها هو حرب بالوكالة».
بدوره؛ شدد المحلل العسكري «فايز الدويري» على أن «تصريحات كريستي ما هي إلا رسائل انتخابية موجهة للشارع الأمريكي، والأمر المنطقي أن الدول العربية تسعى لحماية أمنها الوطني ، وهذه الدول حريصة على أمنها داخل حدودها الوطنية، وخارج حدودها الوطنية يحتاج إلى تنسيق، والتنسيق يحتاج إلى توجيه أمريكي».
اللواء العسكري المتقاعد والطيار المقاتل «مأمون أبو نورا»، قال للأناضول: «كثرة السلاح لا تربح المعركة، لأن الدول التي ذكرها كريستي ليست هي من تحارب، والأولى لأمريكا أن تسلّح الجيش الحر في سوريا والسنة في العراق».
يشار إلى أن الأردن عضو في تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية منذ أغسطس/آب الماضي، لمواجهة «الدولة الإسلامية» بسوريا والعراق.