ستراتفور: الاتفاق التركي الروسي يمهد لجولة جديدة من التصعيد

الجمعة 6 مارس 2020 06:22 م

تبدو تركيا من خلال اتفاقها مع روسيا على تطبيق وقف إطلاق النار في شمال غرب سوريا صباح 6 مارس/آذار، مستعدة للتضحية بالأراضي المهمة التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة، لضمان توقف العنف في أقرب وقت ممكن.

من خلال القيام بذلك، تمنح تركيا كلا من روسيا والنظام السوري الفرصة للإعداد لهجومهما التالي في محافظة إدلب؛ دون أي حل حقيقي في الأفق بالنسبة للاجئين في المنطقة. 

تشير التفاصيل الأولية لوقف إطلاق النار التي أعلنها الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ونظيره الروسي "فلاديمير بوتين" في 5 مارس/آذار، إلى أن تركيا ستقبل بنطاق محدود من النفوذ في سوريا، لأن الخطوط الأمامية الحالية ستصبح مناطق ترسيم الحدود الجديدة بين الجانبين، وسيقطع "ممر آمن" منزوع السلاح عمقه إلى 6 كم على الجانبين؛ جزءا كبيرا من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة على طول الطريق السريع "M4".

وتهدف الدوريات المشتركة للقوات التركية والروسية، إلى ضمان وقف التصعيد على الطريق السريع "M4".

من المنظور العسكري، يؤثر الممر الأمني ​​على طول طريق "M4" بشكل كبير على قدرة قوات المعارضة التي تدعمها تركيا في الدفاع عن مدينة إدلب والمناطق الواقعة جنوبها. حيث تقع مدينة جسر الشغور بالكامل داخل الممر. ولن تتمكن قوات المعارضة بعد الآن من بناء مواقع دفاعية متقدمة.

 إذا استؤنفت المعارك في إدلب، فستتمكن قوات النظام من التقدم بسرعة إلى هذه المنطقة الأمنية منزوعة السلاح، وكذلك المناطق الواقعة جنوبها. على هذا النحو، سمح وقف إطلاق النار لتركيا بحماية الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة بشكل مؤقت، ولكن بتكلفة استدامتها في المستقبل.

بالرغم أن فوائدها العسكرية مشكوك فيها، فإن الصفقة تمثل نجاحًا دبلوماسيًا لتركيا، وإن كان محدودا. حيث كانت تركيا ستجد نفسها مضطرة إلى تحمل مخاطر عسكرية أكبر لردع تقدم النظام السوري.

مع وقف إطلاق النار، يمكن أن تبدأ تركيا في إعادة علاقاتها مع روسيا إلى مستوى أكثر استقرارًا، ويبدو أن علاقات تركيا مع روسيا في شمال شرق سوريا، وكذلك في المسائل الدفاعية الأخرى، متوقفة في الوقت الحالي على الأقل.

بالنسبة لعلاقة تركيا المستقبلية مع أوروبا، قد يكون هناك تغيير طفيف في استراتيجية أنقرة الحالية للاجئين. تتعرض تركيا لضغوط داخلية لتخفيف حصتها من اللاجئين، وبدون أي انتكاسات عسكرية في إدلب، سيواصل بعض لاجئي إدلب التوجه إلى تركيا خوفًا من انهيار وقف إطلاق النار.

من المرجح أن تستمر تركيا في استخدام اللاجئين السوريين كأداة ضغط ضد أوروبا للحصول على دعم جديد في مواجهة هذا التحدي المستمر.

أخيرًا، تبدو علاقة تركيا بالولايات المتحدة دون تغيير، مع القليل من الدعم الأمريكي المباشر لأنقرة في إدلب. لقد كان الدعم الخطابي حاضرا، لكن عندما دعت تركيا إلى إنشاء مناطق حظر طيران وإرسال معدات عسكرية وتحديداً أنظمة صواريخ "باتريوت" الأمريكية، لم تُظهر واشنطن سوى رغبة ضئيلة لإشراك نفسها في سوريا بشكل أكبر، جاعلة من روسيا شريكا أكثر قيمة لتركيا.

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

درع الربيع معركة إدلب العلاقات التركية الروسية

خبير: تركيا قلبت الطاولة بإدلب وقد تحقق صفقة في موسكو 

الرابحون والخاسرون من الاتفاق التركي الروسي حول إدلب