كورونا يغلق المحال ويضرب السياحة في بيت لحم

الأحد 8 مارس 2020 09:50 ص

"مدينة بلا سكان وشوارع بدون مارة ومحال مغلقة".. هكذا بدت مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، خلال اليومين الماضيين، حتى تحولت إلى "مدينة أشباح"، إثر ظهور إصابات بفيروس "كورونا" المستجد.

وسجلت السلطات الفلسطينية، 19 إصابة مؤكدة بالفيروس، في بيت لحم، قبل تحويل الفندق الذي اكتشفت فيه الإصابات، إلى مركز للحجر الصحي.

وعلى إثر ذلك، أعلن الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، حالة طوارئ، وقرر رئيس الوزراء "محمد إشتية"، إغلاق المدارس والجامعات والمعاهد.

كما أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدينة بيت لحم، حتى إشعار آخر، حيث منع دخول أو خروج الفلسطينيين والإسرائيليين من المدينة.

وبدت أسواق المدينة شبه خالية، فيما أُغلقت المساجد والكنائس والمؤسسات التعليمية والمحلات التجارية.

ونشرت قوات الأمن الفلسطينية حواجز على جميع مداخل المدينة، وقيّدت حركة الدخول والخروج منها.

ومُنعتْ التجمعات العامة، خاصة إذا كان سيحضرها زائرون من دول أخرى، إلى جانب اتخاذ إجراءات وقائية بتعقيم الأماكن التي يقصدها السياح في المدن الفلسطينية المختلفة، وخاصة داخل كنيسة المهد ببيت لحم المعرضة للإغلاق بشكل كامل في حال تم إقرار حظر على التجمعات في المدينة.

وأشارت مديرة العلاقات العامة في بلدية رام الله "مرام طوطح"، إلى أن حملة التعقيم بدأت ضمن سلسلة من الإجراءات الوقائية التي اتخذها مجلس البلدية بجلسته الطارئة.

وأضافت: "تم تعقيم المساجد والكنائس، وبالمرحلة الثانية سيتم تعقيم بيوت المسنين والجمعيات، وسيعقبها أيضا تعقيم المدارس ضمن خطة إجرائية وقائية".

ودعت "طوطح" المواطنين للالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة من الجهات المختصة.

كما خلت فنادق بيت لحم من السائحين، بعد أن كانت ممتلئة، حسبما أكد رئيس جمعية الفنادق العربية في فلسطين "ياسر العرجة".

وقال "العرجة": "بيت لحم تضم 5 آلاف غرفة فندقية، كانت جميعها ممتلئة، قبل أن يتم العمل على إخراج السائحين جميعهم بعد اكتشاف الإصابات بأحد الفنادق الخميس".

وتابع: "اليوم نقول إن الغرف الفندقية في بيت لحم فارغة تماما من السياح؛ فالوباء جاء عن طريقهم ومخالطتهم للموظفين في الفندق".

كما قال رئيس لجنة شكلتها السلطات الفلسطينية من وزارات الصحة والسياحة والآثار والخارجية والداخلية ورئاسة الوزراء لمواجهة الفيروس "أسامة النجار"، إنه تم إلغاء حجوز السياح القادمين من الدول المحظورة فلسطينيا.

هذه الإجراءات، حسب "النجار"، تراقب ما تعلنه الدول التي يتفشى فيها المرض، و"اللجنة منعقدة بشكل دائم وتحدث تقريرها يوميا، بينما أصبح الوضع مقلقا مع الاشتباه بإصابات في بيت لحم رغم عدم خطورتها صحيا، ووجود 25 إصابة في (إسرائيل) التي تم البدء بمراقبة القادمين منها نحو الضفة الغربية المحتلة".

من جانبه، وضع رئيس جمعية الفنادق العربية في فلسطين وصاحب أحد فنادق بيت لحم "إلياس العرجا"، علبة لتعقيم اليدين، عند مدخل فندقه كإجراء احترازي للحماية الأولية من الفيروس.

وقال إن نسبة الحجوز في الغرف الفندقية انخفضت 35% مع بداية مارس/آذار الجاري، فقرابة 11 ألف غرفة فندقية في فلسطين، نصفها تقريبا في بيت لحم، كانت فيها نسبة الإشغال في الفترة الممتدة من مارس/آذار وحتى مايو/أيار من كل عام، تصل إلى 90-95%.

بينما لم يتجاوز إشغالها 60% قبل الإعلان عن الإصابات بالفيروس في بيت لحم، وهو ما يعني احتمال عدم استقبال الفنادق للسياح نهائيا.

وربط "العرجا" تأثر عمل الفنادق بالعاملين فيها والحافلات الحاملة للسياح التي بدت خالية أمام فندقه.

وأضاف أن الفنادق أول ما يتضرر بسبب الحجوز التي تتم قبل أكثر من 6 أشهر، ولأنها آخر ما يعود للعمل الطبيعي، بالإضافة إلى تأثر المطاعم والمحال التي تبيع التحف والأدلاء السياحيين الذي ينتظرون منذ أشهر وصول مجموعات سياحية للعمل معها؛ كل ذلك ألغي بشكل مفاجئ وسريع.

وتشير الإحصاءات الرسمية الفلسطينية اليومية إلى أن عداد زائري فلسطين، وخاصة كنيسة المهد في بيت لحم، زاد خلال فبراير/شباط الماضي بنسبة سنوية بلغت 10%.

لكن الحال اختلفت تماما مع بداية مارس/آذار الجاري، حيث انخفض العدد بشكل ملحوظ لأن إجراءات الوقاية يتم تحديثها يوميا.

ولا تملك فلسطين حدودا مستقلة أو مطارا خاصا، فالقادمون إليها يجب إما أن يمروا إلى الأردن ومن ثم إلى الضفة، أو أن يصلوا إليها من المطارات والمعابر الإسرائيلية.

وحضرت السلطات الفلسطينية دخول السياح من 9 دول حول العالم، هي: الصين وكوريا الجنوبية واليابان ومكاو وسنغافورة وتايلند وهونغ كونغ وإيران وإيطاليا، وذلك ضمن إجراءاتها الاحترازية لمنع انتشار الفيروس في فلسطين.

وتصدر الشرطة السياحية الفلسطينية قوائم بتاريخ دخول الزوار ومغادرتهم ومن أي حدود وصلوا وأسماء الفنادق التي مكثوا فيها، حتى إذا ما وُجد أي خلل فإن ذلك يسمح للشرطة السياحية باتخاذ الإجراءات اللازمة، وهو ما حصل مع الفندق الذي اشتبه بوجود حالات إصابة لأشخاص كانوا فيه.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

بيت لحم كورونا فيروس كورونا إصابات كورونا

الصحة الفلسطينية تنفي مجددا وجود إصابات بفيروس كورونا

فلسطين تغلق المساجد والكنائس ببيت لحم بسبب كورونا

أوميكرون يفسد موسم سياحة أعياد الميلاد في بيت لحم