الرابحون والخاسرون من الاتفاق التركي الروسي حول إدلب

الاثنين 9 مارس 2020 08:16 ص

أصبح وقف إطلاق النار العسكري ساري المفعول في آخر معقل للمعارضة في سوريا بعد محادثات مكثفة بين "أردوغان" و"بوتين".

وهناك 3 نقاط رئيسية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ونظيره التركي "رجب طيب أردوغان" في موسكو:

1. أوقف الاتفاق جميع الأعمال العسكرية على طول خط التماس في منطقة التصعيد بإدلب بدءاً من صباح 6 مارس/آذار 2020.

2. سيتم إنشاء "ممر آمن" بعمق 6 كم على جانبي الطريق السريع "M4". وسيتم الاتفاق على معايير محددة لعمل "الممر الآمن" بين وزارتي الدفاع التركية والروسية في غضون 7 أيام.

3. في 15 مارس/آذار 2020، ستبدأ الدوريات التركية الروسية المشتركة على طول الطريق السريع "M4" من بلدة "ترومبا" (2 كم إلى الغرب من سراقب) إلى بلدة "عين حفار".

دعونا نلقي نظرة سريعة على الربحين والخاسرين في هذه الصفقة.

الرابحون

قوات النظام السوري

كانت السيطرة على الأراضي تتحرك في الأيام الأخيرة بين المعارضة وقوات نظام "الأسد" مع اشتداد القتال في إدلب.

لم يكن النصر مضمونًا بأي شكل من الأشكال لقوات النظام، خاصة مع جهد المعارضة المتجدد الذي كان بمثابة قوة برية فعالة تدعمها المدفعية التركية وطائرات بدون طيار.

تم تدمير العديد من الدبابات، وأسقطت 3 طائرات حربية خلال 72 ساعة فقط، وتشير بعض التقديرات إلى خسائر في قوات النظام بنحو 2000.

كان من الصعب للغاية على قوات "الأسد" الحفاظ على هذi الوتيرة، وتحديداً لأنه لم يعد لديهم القوة البشرية لشن هجمات متزامنة في أكثر من مكان، كما كان ذلك واضحًا عندما ألغى النظام هجوما قبل 3 أسابيع خارج "دارعزة" ونقل قواته الهجومية إلى جنوب إدلب بدلاً من فتح جبهة أخرى.

روسيا

يعطي وقف الأعمال القتالية قوات النظام الاستراحة التي تحتاجها بالضبط. بالإضافة إلى ذلك، كانت روسيا وتركيا تقتربان أكثر فأكثر من الصراع وقد شعرت كلتا الدولتين بذلك.

من الواضح أنه عندما يستخدم الجنود الأتراك منظومات الدفاع الجوي المحمولة على الكتف فهم لا يعرفون في الواقع ما إذا كانت الطائرة التي يستهدفونها تقاد بواسطة طيار سوري أو روسي.

وإذا كانوا سيُسقطون طائرة روسية فإن ذلك سيؤدي إلى رد من موسكو.

كان من المحتم أن يحدث مثل هذا السيناريو عاجلاً وليس آجلاً.

وأعطي ذلك روسيا دافعا لإعادة التموضع والحفاظ على علاقاتها مع أنقرة نسبيا في هذه العملية.

تهتم روسيا جدًا بالحفاظ على خط الأنابيب الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات والذي اكتمل للتو والذي سيؤدي إلى نقل الغاز الروسي على طول البحر الأسود وجنوب تركيا حيث سيقوم الأتراك بتوزيع الغاز على 15 مليون منزل في تركيا وأوروبا الشرقية.

تركيا

أعطى وقف إطلاق النار تركيا فرصة لحماية جنودها. وبالفعل قتل ما لا يقل عن 35 منهم في إدلب.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنهم أيضًا الحفاظ على علاقاتهم مع موسكو وتأمين مصالحهم في صفقة خط أنابيب الغاز. وليس ذلك فحسب ولكن يمكنهم أيضًا التأكد من أن نظام الدفاع الجوي "S-400" الذي تم شراؤه من موسكو سيصبح حقيقة.

مازالت تركيا بحاجة إلى الخبرة الروسية والتدريب وقطع الغيار للبدء عمليا. ربما لم تكن روسيا مستعدة للمساعدة في ذلك في حال إطلاق هذه المنظومة النارعلى طائرات روسية في سوريا.

كما أن الاتفاق يوفر لتركيا فرصة لمحاولة إعادة بعض اللاجئين إلى وطنهم بضمانات تركية. وسيُنظر إلى ذلك على أنه فوز كبير لـ"أردوغان" محليًا.

الخاسرون

قوات المعارضة

يعرف المعارضون تمام المعرفة أن نظام "الأسد" لم يحترم اتفاق وقف إطلاق النار الوحيد الموقع منذ بدء النزاع.

بدلاً من ذلك، تستخدم قوات النظام هذه الفرص لتحصين مواقعها بطرق لا يمكنها القيام بها أثناء تعرضها للنيران.

هذا يعني أن الصعوبات التي تواجهها المعارضة في إجبار قوات "الأسد" على الخروج ستكون أكثر صعوبة بمجرد أن تتاح لهم الفرصة لجلب معدات جديدة وتحديث تحصيناتهم.

تشعر قوى المعارضة منذ التوقيع على الاتفاقية بأنها تعرضت للخداع حيث أنها تجد نفسها متورطة في صفقة أخرى "لخفض التصعيد" بينما لم يتم الالتزام بحدود أي من صفقات "خفض التصعيد" السابقة .

هذا ما يشعر به أفراد من "الجيش الحر" الذي تدعمه تركيا، والمقاتلون المتحالفون مع "هيئة تحرير الشام" وغيرها من الجماعات المسلحة التي عملت جميعها إلى جانب تركيا.

مرة أخرى، كما حدث سابقًا، كانت كل من تركيا وروسيا ضامنتين لواحدة من صفقات "خفض التصعيد" الفاشلة.

ليس هناك مقاتل من المعارضة أو قائد تحدثنا معه شعر بأن هذا الترتيب سيكون مختلفًا.

اللاجئون السوريون

بينما يبدو الأمر على الورق وكأن نسبة جيدة من المليون لاجئ الذين فروا من القتال في الأسابيع الماضية ستتاح لهم فرصة للعودة إلى ديارهم، فإن الواقع مختلف تمامًا.

بالنظر إلى حقيقة أن نظام "الأسد" لم يحترم أي اتفاق لوقف التصعيد في الماضي، إلى جانب عدم فعل تركيا أي شيئ في السابق لمنع الطائرات الحربية الروسية من قصف المنازل والمدارس والمستشفيات، فإن العديد من اللاجئين سوف يشعرون أنه من الأفضل العيش في خيام أو البقاء في منازل أقاربهم على الحدود التركية بدلاً من العودة إلى خدعة محتملة أخرى تحت ستار "خفض التصعيد".

في النهاية، من غير المرجح أن تستمر هذه الاتفاقية.

لم يتم البت في النقطة الثانية المذكورة في الاتفاق بشأن "الممر الآمن" بالكامل حتى الآن. ولا يزال يتعين مناقشتها والاتفاق عليها.

أما النقطة الثالثة فهي مشروطة بتسوية النقطة الثانية. إذا لم يكن هناك اتفاق بشأن معايير "الممر الآمن" ، فإن الإشارة إلى من سيقوم بالدوريات في المكان تصبح غير ذات صلة.

وهذا يدل على أنه لم يتم تسوية الكثير في اجتماع يوم الخميس بخلاف أن روسيا وتركيا تريدان منع مسار صراع محتمل يندلع بين قواتهما.

المصدر | بلال عبدالكريم - ميدل ايست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

معركة إدلب العلاقات التركية الروسية قوات النظام السوري

الأسد: الاتفاق الروسي التركي خطوة إيجابية لتحرير المنطقة

أردوغان: انتهاكات هدنة إدلب بدأت ولن نتردد بشن عمل عسكري

هكذا كانت إيران دافعا للاتفاق التركي الروسي حول إدلب