شن التحالف الدولي، في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء، بقيادة الولايات المتحدة، غارات جوية على ميليشيات إيرانية، معظمها يتبع الحشد الشعبي العراقي، بالقرب من الحدود السورية العراقية، بعد ساعات من مقتل 3 من جنود التحالف، بينهم أمريكيان، في العراق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره لندن) إن الغارات استهدفت منطقة الحسيان وقاعدة الإمام في البوكمال بدير الزور، وأسفرت عن مقتل 18 من الميليشيات، بينما تداول متابعون روايات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى مقتل أكثر من 90 منهم.

واستهدفت الغارات، بحسب المرصد، مستودعات أسلحة وآليات للحشد الشعبي.

وأوضح مدير المرصد، "رامي عبدالرحمن" أن الغارات نفذتها "طائرات حربية" وليست طائرات مسيرة، وقد قدمت من أجواء العراق.

وكان المرصد قد قال، في وقت سابق، إن 10 ضربات جوية على الأقل استهدفت المنطقة، وسمع دوي انفجارات عنيفة في المنطقة التي يتواجد فيها معسكرات للحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني وميليشيات سورية موالية لإيران.

بدوره، أعلن النظام السوري أن "عدوانا جويا وقع على منطقة جنوب شرق البوكمال بريف دير الزور".

وأفاد التلفزيون السوري الرسمي أنه "تم تنفيذ الهجوم الطائرات بالقرب من نقطة تفتيش سورية على الحدود مع العراق، وتسبب ببعض الأضرار المادية".

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر قصفاً صاروخياً في ساعة متأخرة من الليل، وقالوا إنه للهجوم على الموقع السوري في البوكمال، لكن لم يتم التأكد من صحته.

وتأتي غارات التحالف بعد ساعات قليلة من الإعلان عن مقتل 3 جنود من قوات التحالف الدولي في العراق بينهم أمريكيان، إثر قصف استهدف قاعدة التاجي شمالي بغداد، في حادثة من شأنها أن تزيد التوتر الذي تشهده الساحة العراقية بين واشنطن من جهة وموالين لطهران من جهة اخرى.

وقال أحد المسؤولين إن اثنين من القتلى أمريكيان والثالث بريطاني، فيما أصيب نحو 10 جنود آخرين بجراح، وفق فضائية "الحرة" الأمريكية.

ومنذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسفرت الهجمات الصاروخية ضد جنود ودبلوماسيين ومنشآت أمريكية في العراق عن مقتل متعاقد أمريكي وجندي عراقي.

وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران على الأراضي العراقية بعد ذلك.

واستهدفت غارة أمريكية في مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، قائد فيلق القدس الإيراني السابق "قاسم سليماني" في بغداد، ثم ردت إيران بعد أيام بهجوم أطلقت خلاله صواريخ باليستية على قاعدتين عراقيتين تضمان قوات أمريكية، وأصيب 110 جنود أمريكيين بارتجاجات دماغية جراء الهجوم الصاروخي الإيراني.