اقتصاد دبي ينزف تحت وطأة كورونا

السبت 14 مارس 2020 07:14 م

تتجه مدينة دبي، لتكبد فاتورة خسائر باهظة، جراء التأثيرات السلبية لفيروس "كورونا"، ما يؤثر على اقتصاد الإمارة الغنية فى الخليج، ويفاقم من الركود الذي تعانيه في قطاعات عدة. 

ودبي هي إحدى المدن الرئيسية في الإمارات، وهي مركز للتجارة والتمويل والنقل بالشرق الأوسط، فضلا عن كونها وجهة سياحية، أي أنها ذات اقتصاد متنوع الموارد، لا يعتمد على الإيرادات النفطية فحسب.

وحال استمر تفشي الفيروس، دون التوصل إلى مصل لعلاجه، سيزداد نزيف الخسائر، لاقتصاد دبي، التي تعرف بأنها عاصمة المال والاستثمار في الإمارات والشرق الأوسط.

تضرر السياحة

ويظهر الضرر الواضح على دبي، في تراجع أنشطة المدينة، جراء تباطؤ حركة السفر العالمية، وقرار دول منها السعودية والبحرين، بتعليق الرحلات الجوية من الإمارات لاحتواء انتشار فيروس "كورونا".

وأفادت بيانات أولية من "إس.تي.آر" المتخصصة في تحليل البيانات بأن معدلات إشغال الفنادق في دولة الإمارات العربية انخفضت بنسبة 6.6% على أساس سنوي، بينما تراجعت الإيرادات لكل غرفة متاحة بنسبة 21.4%.

وأوقفت "إعمار" العقارية في دبي، تلقي حجوزات في 3 من فنادقها للفترة من 15 مارس/آذار الجاري، إلى 31 أغسطس/آب المقبل.

وتضررت "الحبتور سيتي"، وهي مجموعة تضم ث3 فنادق، حيث وصلت نسبة الإشغال بها إلى 60%، وفق المدير العام للمجموعة "فريدريك راينيش"، الذي صرح قائلا: "كان يجب أن تكون نسبة الإشغال لدينا 90% في الوقت الحالي وبدلا من ذلك لدينا نسبة 60% فقط".

وتحظى المدينة بحصة جيدة من كعكة السياحة الصينية، حيث زارها نحو مليون صيني سنويا في 2019، لكن إلغاء حجوزات هذا العام، يعني توجه ضربة كبيرة لإيرادات المدينة من قطاعات السياحة، والفندقة، والترفيه، وغيرها.

تعطل سوق السفر والضيافة

ودفع استمرار تفشي "كورونا" (74 حالة في البلاد)، إلى تأجيل المعرض الإقليمي للسفر والسياحة إلى أواخر يونيو/حزيران المقبل.

ويعد المعرض، الذي كان من المقرر تنظيمه في الفترة من 19 إلى 22 أبريل/نيسان المقبل في مركز دبي التجاري العالمي، من أكبر المعارض السياحية في الشرق الأوسط.

وقال بيان أصدره القائمون على المعرض: "جاء قرارنا في هذا التوقيت كي نمنح أصحاب المصلحة أكبر قدر ممكن من الوقت بما يتيح لهم اتخاذ جميع الترتيبات اللازمة وإعادة جدولة خططهم وبرامجهم على هذا الأساس كي نضمن حضورا أقوى للمعرض في موعده الجديد شهر يونيو المقبل".

ويمثل المعرض ملتقى لـ40 ألف من المتخصصين في صناعة الضيافة والسفر والسياحة، وممثلين عن 150 دولة، وكان من المقرر أن يشارك فيه 2500 شركة عارضة من جميع أنحاء العالم.

ويتيح المعرض لكبار المسؤولين التنفيذيين والمتخصصين في قطاع السفر، عقد وإبرام صفقات بمليارات الدولارات، ما ينعش سوق السياحة في الشرق الأوسط عموما، ودبي تحديدا.

إكسبو دبي 2020

بلغ حجم إنفاق دبي على البنى التحتية المعدة لتنظيم "إكسبو 2020" 30 مليار درهم (8.17 مليار دولار)، وفق بيانات إماراتية، وهو المعرض العالمي الذي يهدد "كورونا" فرص إقامته، في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ويجرى إقامة معرض "إكسبو" مرة كل 5 سنوات، وكان من المقرر أن تشارك 192 دولة في معرض هذا العام، مع توقعات باجتذابه أكثر من 25 مليون زائر من جميع أنحاء العالم.

وتفيد توقعات صادرة عن شركة "أرقام كابيتال"، ومقرها دبي، أن الإمارة قد تجنبي تسعة مليارات دولار من عائدات السياحة خلال فترة المعرض.

ولكن في ضوء التطورات الجديدة، تتوقع وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيفات الائتمانية، أن تكون دبي أكثر المدن الخليجية تضررا من قيود السفر الناتجة عن تفشي فيروس "كورونا"، مشيرة إلى انخفاض كبير محتمل في عدد الزوار القادمين لمعرض "إكسبو دبي"، ناهيك عن احتمالية ألغاء المعرض بالكلية حال استمر تفشي الفيروس.

قطاع الطيران

وتطال تأثيرات "كورونا" قطاع الطيران في البلاد، خاصة بعد تعليق شركة طيران الإمارات (مقرها دبي)، الرحلات إلى إيران ومعظم أنحاء الصين، وحث السلطات المواطنين والمقيمين فيها على عدم السفر إلى الخارج.

وطلبت مجموعة الإمارات، التي تتبعها شركة طيران الإمارات والعديد من الكيانات العاملة في مجال الشحن والنقل الجوي، من العاملين بها، الحصول على عطلات بأجر ودون أجر، بسبب انتشار "كورونا".

وتفيد تقديرات بأن تفشي الفيروس قد يكلف شركات الطيران حول العالم ما يصل إلى 113 مليار دولار من الإيرادات.

خسائر أخرى

إضافة إلى الخسائر السابقة، يظهر مسح مؤشر "آي إتش إس ماركت" لمديري المشتريات في الإمارات تدهورا أكثر لأداء القطاع الخاص غير النفطي في فبراير/شباط الماضي، وانخفاضا في توقعات الإنتاج لأقل مستوى في عامين.

وانخفضت طلبيات التصدير أيضا بسبب فيروس كورونا بحسب المسح مما أضر بالمبيعات ككل.

ومن المتوقع استمرار ركود القطاع العقاري، في ظل تهاوي الصفقات العقارية في دبي بنسبة 41% على أساس شهري، خلال يناير/كانون الثاني الماضي.

وتكبد سوق دبي المالي خلال تعاملات شهر فبراير/شباط الماضي، خسائر بقيمة 17.63 مليار درهم (4.8 مليارات دولار).

وهبط المؤشر العام لسوق دبي المالية إلى مستوى تجاوز 7.2%، ليلامس مستوى 2590 نقطة؛ بخسارة بلغت نحو 200.42 نقطة، مقارنة بمستوى المؤشر نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي.

وألغت دبي فعاليات عدة، أبرزها إلغاء "طواف الإمارات" في 27 فبراير/شباط الماضي، بعد إصابة اثنين من المشاركين بالفيروس، في إشارة إلى تأثر الفعاليات الرياضية التي تستضيفها الإمارات بسبب كورونا.

كذلك تقرر تأجيل النسخة الرابعة مؤتمر دبي الدولي للفروسية المقرر في الفترة من 12 وحتى 14 مارس/آذار الجاري، وكذلك جرى تأجيل بطولة دبي الدولية للجواد العربي ومعرض دبي الدولي للخيل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات: لا إلغاء أو تأجيل أي مشروع استثماري رغم كورونا