شهدت أسواق النفط والأسهم والعملات والبورصات العالمية تراجعاً حاداً خلال الساعات الأخيرة، على خلفية انتشار فيروس "كورونا" الجديد من جهة، وتصاعد الحرب النفطية بين السعودية وروسيا من جهة أخرى.

وبدأت الأسواق الأوروبية، تداولات الخميس، على تراجع حد تجاوز 5%، بعد حظر السفر الذي فرضته الولايات المتحدة على الرحلات القادمة من دول أوروبا باستثناء بريطانيا، وجاء ذلك أيضا بعد أن شهدت الأسهم الأمريكية والأوروبية تراجعا حادا، الأربعاء.

كما ساهمت زيادة المخاوف بشأن فيروس "كورونا" الجديد، الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية "وباء عالميا"، الأربعاء، في تصاعد قلق المستثمرين تجاه أسواق الأسهم.

وبحلول الساعة 10:40 بتوقيت جرينتش، تراجع مؤشر داكس الألماني بنسبة 5.61% ليصل إلى 9852 نقطة، وتراجع مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 5.47% إلى 5558 نقطة، كما تراجع كاك الفرنسي بنسبة 5.4% إلى 4360.73 نقطة، وشهد مؤشر يورو ستوكس 50 تراجعا قدره 5.5% إلى 2745 نقطة.

وبنهاية تداولات الأسواق الآسيوية، تراجعت أسواق اليابان والصين وأستراليا خلال تداولات الخميس، وهبط مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 4.4% إلى 18559.63 نقطة، وتراجع مؤشر توبكس في بورصة طوكيو بنسبة 4% إلى 1327 نقطة.

وفي الصين، تراجع مؤشر هانج سينج بنسبة 3.66% إلى 24309 نقطة، كما تراجع مؤشر سي إس أي 300 بنسبة 1.92% ليغلق عند 3950.91 نقطة.

وفي استراليا، تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز 200 بنسبة 7.36% ليصل إلى 5304.6 نقطة.

وتراجعت العقود المستقبلية لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 3.47% إلى 2645.25 نقطة، كما تراجعت العقود المستقبلية لمؤشر ناسداك بنسبة 3.65% إلى 7711.75 نقطة.

فيما هوت بورصة وول ستريت، الأربعاء، دافعة المؤشر داو جونز الصناعي لزيادة خسائره إلى 20% في شهر واحد، للمرة الأولى منذ الأزمة المالية في 2008 بعد أن وصفت منظمة الصحة العالمية تفشي فيروس كورونا بأنه "وباء عالميا".

وفي أسواق النفط هبطت الأسعار 4%، الأربعاء، مع تجدد الضعف في أسواق الأسهم، بعد أن قالت منظمة الصحة العالمية إن التفشي العالمي لفيروس "كورونا" هو الآن "وباء"، ومع اعلان منتجين كبار للخام عن خطط لتصعيد حرب أسعار.

وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت جلسة التداول منخفضة 1.43 دولارا، أو 3.8%، لتسجل عند التسوية 35.79 دولارا للبرميل.

وتراجعت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.38 دولار، أو 4%، لتغلق عند 32.98 دولارا للبرميل.

وهوت الأصول العالية المخاطر طوال يوم الأربعاء، لكن خسائرها تسارعت في أواخر التعاملات مع تزايد عدد حالات الاصابة بفيروس "كورونا" وتقييد دول كثيرة السفر.

وخفضت كل من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتهما للطلب على النفط بسبب تفشي الفيروس، وتتوقعان الآن أن ينكمش الطلب في الربع الأول من العام.

وأعلنت السعودية والإمارات عن خطط لزيادة الطاقة الإنتاجية، في أعقاب انهيار تخفيضات انتاجية منسقة من السعودية وروسيا ومنتجين آخرين.

وأصدرت وزارة الطاقة السعودية توجيهات إلى شركة "أرامكو"، المملوكة للدولة، لزيادة طاقتها الانتاجية إلى 13 مليون برميل يومياً من 12 مليون برميل.

وأعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أنها سترفع إمدادات الخام إلى أكثر من أربعة ملايين برميل يوميا، وستعجل بخطط زيادة الطاقة الانتاجية إلى خمسة ملايين برميل يوميا، وهو هدف كانت، في السابق، تخطط للوصول إليه بحلول 2030.

ومع زيادة الإمدادات، تضيف الرياض وأبوظبي 3.6 ملايين برميل يومياً في أبريل/نيسان إلى السوق التي تعاني من تخمة بالفعل، وذلك مقارنة بالإنتاج الحالي الذي يقيده اتفاق مع روسيا ينتهي العمل به في نهاية مارس/آذار.

وتنتظر الأسواق الآن اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي المرتقب الخميس لترى هل سيخفض البنك أسعار الفائدة. 

وصنفت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، كورونا "وباء عالميا"، وذكرت أن الفيروس أصاب 118 ألف شخص في 114 دولة، وتسبب في وفاة 4219 آخرين، لافتة إلى عدم تسجيل 81 دولة أي إصابات بالفيروس.