الفيروس التاجي يقيّد التصعيد بين أمريكا وإيران بعد هجوم معسكر التاجي

الجمعة 13 مارس 2020 03:18 م

ضربت القوات الأمريكية أهدافا للميليشيات المدعومة من إيران في العراق الخميس، بعد يوم من هجوم صاروخي أدى إلى مقتل جنود أمريكيين وجندي بريطاني في معسكر "التاجي".

وفي المرة الأخيرة التي وقع فيها مثل هذا الاشتباك، فقد تسبب في سلسلة من التصعيد انتهت باغتيال الجنرال الإيراني البارز "قاسم سليماني" وضربة صاروخية باليستية ضخمة أصابت 50 جنديا أمريكيا. ولكن هذه المرة، يبدو أن الدولتين مشغولتان بمرض كورونا الجديد "كوفيد-19"، وهو مرض غامض يتسبب فيه نوع جديد من الفيروسات التاجية نشأ في الصين نهاية العام الماضي، لكنه الآن يسبب فوضى في كل من الولايات المتحدة وإيران.

وصوت مجلس النواب في وقت متأخر من الأربعاء على عرقلة الحرب مع إيران، بينما اتخذت الحكومة الإيرانية خطوة غير مسبوقة في طلب المساعدة من صندوق النقد الدولي في واشنطن. ومن المتوقع أن يستخدم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" حق النقض ضد قرار قوى الحرب، الذي مرره مجلس الشيوخ الشهر الماضي. وفي غضون ذلك، بدأت القوات الأمريكية الرد.

وأعلنت وزارة الدفاع ليلة الخميس أن "الولايات المتحدة شنت في وقت سابق من هذا المساء ضربات دفاعية". وأضافت: "كانت هذه الضربات دفاعية ونسبية واستجابة مباشرة للتهديد الذي تشكله الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران".

وأشار وزير الدفاع الأمريكي "مارك أسبير" إلى أن الرد الانتقامي لن يمتد إلى إيران نفسها، قائلا للصحفيين: "نركز على الجماعات التي نعتقد أنها ارتكبت هذه الأفعال في العراق".

وكان "ترامب" قد أمر باغتيال اللواء الإيراني "قاسم سليماني" في يناير/كانون الثاني بعد هجوم صاروخي في ديسمبر/كانون الأول قتل متعاقدا أمريكيا في العراق. وردت إيران بإغراق قاعدة أمريكية أخرى في العراق بالصواريخ البالستية، لكن السلطات العراقية لاحقا شككت في ما إذا كانت إيران هي المسؤولة عن هجوم ديسمبر/كانون الأول.

وهذه المرة، كان مصدر الهجوم أكثر وضوحا. ووجه "إسبر" أصابع الاتهام إلى الميليشيات المدعومة من إيران في هجوم الأربعاء، وأصدرت ميليشيا "كتائب حزب الله" بيانا الخميس وعدت فيه بحماية المهاجمين.

وقال البيان: "بينما نجدد دعواتنا للأخوة الذين يؤمنون بضرورة العمل ضد قوات الاحتلال، فإننا سندافع عنهم ونحذر من استهدافهم أو استهداف أي من القوات أو الأفراد المعارضين لمشروع الاحتلال الخبيث".

وندد رئيس الوزراء العراقي المؤقت "عادل عبدالمهدي" بالهجوم الصاروخى، ووصفه بأنه "إرهاب".

وقال "إسبر" إن "ترامب" منحه الضوء الأخضر "للقيام بما يتعين القيام به". لكن الرئيس نفسه غاب عن الرسائل حول الاشتباكات.

ولم يتطرق "ترامب" للمعركة الدائرة خلال خطابه ليلة الأربعاء. وبدلا من ذلك، حاول تهدئة الأعصاب فيما يتعلق بوباء فيروس كورونا، وأعلن حظر السفر من أوروبا المنكوبة.

وقال "ترامب": "لن يكون للفيروس فرصة ضدنا. لا توجد دولة أكثر استعدادا أو أكثر مرونة من الولايات المتحدة".

وعرقل "كوفيد-19" الاقتصاد الأمريكي؛ حيث تم إغلاق المدارس والشركات في جميع أنحاء البلاد.

وحذر مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية "أنتوني فوسي"، الكونجرس الأربعاء من أن نظام اختبار الفيروسات التاجية في البلاد "فاشل"، وأن الوضع "سيزداد سوءا".

وتواجه إيران انتشارا أشد خطورة. وقلل المسؤولون في البداية من حدة شدة الوباء، لكنهم اضطروا للاعتراف بخطورة الموقف حيث يتزايد عدد الوفيات، وتهدد المناطق المصابة بالفيروس باضطرابات مدنية، ويتعرض المسؤولون أنفسهم للمرض.

وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن السلطات الإيرانية توسعت بشكل كبير في بناء مقابر بالبلاد استعدادا لتدفق ضحايا الفيروس منذ بداية تفشي المرض، ويبدو أن حصيلة الوفيات الحقيقية أعلى من الإحصاءات الرسمية. ويبلغ عدد الوفيات الرسمي 429 حتى بعد ظهر الخميس.

وأبطأت العقوبات الاقتصادية الأمريكية جهود إيران لشراء مجموعات اختبار فيروس كورونا في بداية تفشي المرض. وفي نهاية المطاف، رفعت إدارة "ترامب" بعض القيود التي فرضتها على البنك المركزي الإيراني. ثم عرض "بومبيو" على إيران المساعدة المباشرة، وهو ما رفضته وزارة الخارجية الإيرانية بعناد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "عباس موسوي": "إن دعوة دولة مارست ضغوطا واسعة النطاق على الشعب الإيراني ومارست ضده الإرهاب الاقتصادي، بل وعرقلت الطريق أمامه لشراء الأدوية والأجهزة الطبية، هو ادعاء سخيف ولعبة سياسية حقيرة". 

لكن الجليد الدبلوماسي قد يذوب مرة أخرى مع تعامل إيران مع الخطر الحقيقي للوباء. وتم تشخيص "علي أكبر ولايتي"، كبير المستشارين للمرشد الأعلى "علي خامنئي"، بالإصابة بـ "كوفيد-19" ليلة الخميس، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية.

وطلب وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" من صندوق النقد الدولي قرضا طارئا للمساعدة في مواجهة أزمة الفيروس التاجي، وهو أول طلب تقدمه الجمهورية الإسلامية للمنظمة المالية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها.

وتابع "ظريف" طلبه بنشر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يسرد  فيه الأجهزة الطبية التي يحتاجها نظام الرعاية الصحية الإيراني.

وكتب: "الفيروسات لا تميز. ولا ينبغي للبشرية أن تميز كذلك".

المصدر | ماثيو بيتي/ناشيونال إنترست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فيروس كورونا كتائب حزب الله العلاقات الإيرانية الأمريكية

قصف صاروخي لمعسكر يضم قوات أمريكية بالعراق

التحالف الدولي يعلن إصابة 3 من قواته في هجوم قاعدة التاجي بالعراق

كيف يوفر كورونا فرصة للتصعيد العسكري حول العالم؟