كيف يوفر كورونا فرصة للتصعيد العسكري حول العالم؟

الجمعة 20 مارس 2020 03:16 م

مع استيلاء جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" على المزيد من الوقت والمال والاهتمام في العالم، تسلط أحدث موجة من العنف في "كشمير"، بين الهند وباكستان، الضوء على إمكانية تصرف الدول بقوة أكبر لاستغلال انشغال العالم.

لكن الحكومات ليست الجهات الوحيدة التي تحاول استغلال الفوضى الحالية. فمع تعثر الدول بسبب الفيروس والتداعيات الاقتصادية لجهود الاحتواء، تتاح الفرصة للجماعات الجهادية والجهات الفاعلة الأخرى من غير الدول لتعزيز مواقعها في النقاط الأمنية الساخنة حول العالم.

ولا يمكن لهذا فقط أن يزيد من خطر التصعيد العسكري في تلك المناطق على المدى القصير، ولكن يمكن أن يسمح أيضا للميليشيات بالظهور بمجرد أن تنحسر الأزمة الصحية العالمية في نهاية المطاف.

هجمات وسط ذعر كوفيد-19

وفي 18 مارس/آذار، قصفت باكستان مواقع على طول خط السيطرة في جامو وكشمير، وهو ما يعد رابع هجوم من هذا النوع يشنه الجيش الباكستاني على طول المنطقة الحدودية المتنازع عليها بين باكستان والهند في غضون أيام.

وفي حين كانت كشمير نقطة أمنية ساخنة دائما، يمثل هذا التسلسل من الهجمات ارتفاعا ملحوظا في النشاط العسكري في المنطقة، ويسلط الضوء على رغبة باكستان في تحمل المزيد من المخاطر في الوقت الذي تتعامل فيه كل من الهند وباكستان، إلى جانب بقية العالم، مع الآثار المتزايدة لتفشي الفيروس التاجي.

ويثير هذا أيضا احتمال رد فعل عسكري هندي أكثر عدوانية من المحتمل أن يؤدي إلى تصعيد عسكري، على غرار الأزمة في فبراير/شباط 2019، التي دفعت كلا الدولتين النوويتين إلى حافة الحرب.

وسوف تزيد عواقب هذه المواقف الأمنية الأكثر عدوانية من قبل الحكومات من احتمال حدوث اندلاع أكبر للعنف ليس فقط في كشمير، ولكن في النقاط الأمنية الساخنة في جميع أنحاء العالم، حتى لو لم تحظى بنوع التغطية الإعلامية واسعة النطاق التي عادة ما تحصل عليها في الأوقات العادية، بسبب انشغال العالم بجائحة الفيروس التاجي.

وفي مثال آخر، بين 12 و 18 مارس/آذار، كانت هناك 4 ضربات صاروخية على الأقل مرتبطة بالميليشيات الإيرانية المدعومة ضد القوات الأمريكية في العراق. وشمل ذلك هجوما أسفر عن مقتل أمريكيين وبريطاني واحد، ما شكل زيادة كبيرة في النشاط على تلك الجبهة.

  • غطاء مناسب للمتشددين

ويمكن لتفشي كورونا عالميا أن يخلق أيضا فرصا للجهات الفاعلة من غير الدول، مثل الجماعات المتشددة، لإعادة التجمع والوقوف على أقدامها من جديد في نهاية المطاف.

وكان القيد الأساسي على نشاط المقاتلين عبر مختلف النقاط الأمنية الساخنة هو الضغط المستمر من قبل قوات الأمن. لكن تحويل الموارد والقوى العاملة من الخطوط الأمامية للعديد من هذه المعارك نحو جهود احتواء الفيروس سيخفف الضغط على هذه المجموعات.

وبالمثل، تواجه هذه المجموعات خطرا أقل للتأثر مباشرة بالفيروس، نظرا لأن العديد منهم يعملون في المناطق الريفية والمعزولة مثل الصحاري الواسعة والجبال الوعرة والغابات الكثيفة المعزولة إلى حد كبير عن العالم الخارجي. وسوف تتيح هذه التطورات لهذه المجموعات فرصا لإعادة التجمع وإعادة التنظيم والمشاركة في المزيد من التدريب، بالإضافة إلى التخطيط لنشاط جديد على المستويين التشغيلي والاستراتيجي.

وتتضمن الأمثلة على المجموعات المحتملة التي يمكنها الاستفادة من هذه التطورات، على سبيل المثال لا الحصر:

  • فروع تنظيم "الدولة الإسلامية" في مصر والعراق وسوريا ونيجيريا وغيرها.

  • حركة الشباب في الصومال وفروع القاعدة الأخرى حول العالم.

  • الناكساليون الماويون في الهند.

  • الجماعات المسلحة في جامو وكشمير.

وفي الأشهر المقبلة أو حتى الأعوام المقبلة، ستضعف الآثار الاقتصادية طويلة المدى التي تسببها أزمة الفيروس مواقف الحكومات ضد هذه الجماعات المتشددة، مما قد يجعل الأخيرة أكثر خطورة. وسيكون لدى الحكومات موارد أقل لتخصيصها لقوات الأمن في القتال ضد هذه الجماعات، خاصة في البلدان الأقل نموا التي تكافح بالفعل. وقد يؤدي ذلك إلى توسيع مناطق عمليات تلك الجماعات في ضوء انخفاض الضغط.

وفي الواقع، قد يؤدي الانكماش الاقتصادي وفرص العمل الشحيحة وعدم الرضا عن الحكومات إلى جعل أولئك السكان أكثر عرضة للتجنيد من قبل هذه الجماعات المتشددة، التي ستكون قادرة على تقديم المال لهم، ومنحهم الشعور بالانتماء وطريقة للانتقام من الحكومة.

المصدر | توماس أبي حنا/ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فيروس كورونا جامو وكشمير تنظيم الدولة الإسلامية

الفيروس التاجي يقيّد التصعيد بين أمريكا وإيران بعد هجوم معسكر التاجي

هل يتعلم الحكام المستبدون الدرس من كورونا؟