استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الشيخ «ثاني بن عبد الله» وجامعة «راف» العالمية

الجمعة 7 أغسطس 2015 07:08 ص

أعلم أن الشغل الشاغل اليوم هو الهم السوري والعراقي واليمني والفلسطيني والاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، وأعلم أن الكثير من أهل الخليج على وجه التحديد انشغلوا باجتماعات الدوحة التي تمت في الأسبوع الماضي بين القوتين العظميين في النسق الدولي والقيادة السياسية القطرية، إلى جانب المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون.

(2)

لا جدال، بأن الدوحة في الأسبوع الماضي، كانت عاصمة الشرق الأوسط، باحتضانها اجتماعات المجلس الوزاري، لدول مجلس التعاون، والاجتماعات الثنائية، والمتعددة الأطراف، مع وزير الخارجية الروسي، «سيرجي لافروف»، ووزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري»، بهدف بحث أنجح الحلول وأسرعها لإنهاء الحروب في منطقتنا العربية، وقد أدليت بآرائي في تلك الشؤون المطروحة على جدول اجتماعات الدوحة وما سيترتب عليها من نتائج عبر وسائل إعلام عربية ودولية.

تلك الاجتماعات، وما نتج عنها وما تمناه الخلق، تناولها كتاب الأعمدة اليومية، وكتاب المقالة السياسية، في صحافتنا المحلية، أذكر منهم على سبيل المثال، لا الحصر في صحيفة الشرق، مقال رئيس التحرير الأستاذ «جابر الحرمي»، والدكتور «أحمد عبدالملك» وغيرهما ولا أجد ما أضيفه إلى ما كتبوا في شأن ماراثون الدوحة السياسي.

(3)

الجديد في الصحافة اليوم، واللافت، تقرير صحيفة الشرق عن احتفال «جامعة راف العالمية في كينيا» التي أسسها الشيخ «ثاني بن عبد الله آل ثاني» عام 2010، بتخرج عدد 60 طالبا وطالبة من كليتي الشريعة والتربية. والهدف من التركيز على كلية الشريعة، هو خدمة الأقليات المسلمة في منطقة القرن الإفريقي، كما جاء في التقرير وتعزيز العلاقة مع العالم الإسلامي.

لقد اعتمدت مؤسسة راف الخيرية التي أسست الجامعة المذكورة، أربع مراحل، الأولى: إنشاء أربع كليات هي (كلية الشريعة والقانون، كلية الإدارة وعلوم الحاسوب، وكلية التربية وأخيرا كلية التمريض) . المرحلة الثانية: اعتمدت إنشاء كلية زراعة بتخصصاتها المتعددة، كما جاء في البيان، ومعهد التدريب المهني، والمرحلة الثالثة: إنشاء كلية علوم. أما المرحلة الرابعة: إنشاء كلية طب ومستشفى تعليمي.

وحق اليقين، أني لم أكن متحمساً لبدء جامعة راف في كينيا، بكلية شريعة لأن المسلمين في هذه الدولة لا يزيد عددهم، حسب الإحصاء الرسمي عن 10%، بينما يشكل المسيحيون ما يزيد عن 65% من تعداد السكان، والمقدر بأكثر من 35 مليون نسمة، وكنت أتمنى أن يبدأ بالعلوم التطبيقية ليكون لها القدرة على استقطاب أعداد كبيرة من الطلاب. المتحدث الرسمي في ذلك الحفل لم يذكر بأي لغة تعلم هذه الجامعة طلابها، علما بأن اللغة الرسمية في البلاد، الإنجليزية، واللغة القومية هي السواحيلية فبأي لغة ستعلم كلية الشريعة؟

الجدير بالذكر أن الجامعة المذكورة اهتمت بنشر اللغة العربية في دول القرن الإفريقي فأسست معهداً لتعليم اللغة العربية للبنين والبنات، ويدرس في جامعة راف اليوم 500 طالب وطالبة معظمهم من كينيا.

(4)

يلاحظ من العرض الذي قدم في الحفل المعني عن الكليات المقدر لها أن ترى النور حسب الجدول المطروح لاكتمال المراحل الأربع، غياب كلية العلوم الإنسانية، والتي في الواقع تهتم بتعليم العلوم الإنسانية منها التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والاقتصاد.

فدراسة التاريخ وخاصة تاريخ شرق القارة أمر في غاية الأهمية وخاصة في هذه المنطقة من القارة الإفريقية نظرا لوجود عامل ارتباط هام عبر التاريخ بين العرب والأفارقة، وأن هناك تشويها لتاريخ العرب في القارة الإفريقية أهمها أن العرب كانوا تجار رقيق، يخطفون الشباب والفتيات الأصحاء من إفريقيا ويتم بيعهم في أسواق النخاسة في الكثير من المدن العربية المشرقية، وتقوم إيران عبر مؤسساتها النشطة في إفريقيا بتشويه إسلام أهل السنة والجماعة وتاريخهم، كما هو مطبق في مناهج تعليم إيران اليوم، ومن هنا أقول إن أهمية تعليم التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع لطلاب جامعة راف الكينية أمر في غاية الأهمية وضرورة إسلامية وعربية.

إن تعليم الجغرافيا والتاريخ وعلم الاقتصاد كان يجب أن تكون لها الأولوية إلى جانب كلية الهندسة والحاسوب والطب، لأن خريجي هذا العلوم سيجدون مكانهم التنافسي مع خرجي الجامعات الأخرى في كينيا وغيرها من دول شرق إفريقيا، وقد يصل البعض من خريجي هذه الجامعة إلى قمة صناعة القرار السياسي في كينيا بل في دول القرن الأفريقي، الأمر الذي يعود بالنفع العظيم للعرب والمسلمين في إفريقيا.

قد يقول قائل، هل يمكن أن ينافس خريجو جامعة راف في كينيا خريجي الجامعات المحلية والأجنبية؟ الجواب نعم، يستطيع الخريجون من تلك الجامعة منافسة بل التفوق على نظرائهم خرجي الجامعات المذكورة، إذا أحسنا التأسيس على أفضل النظم العلمية واختيار خيرة أعضاء هيئة التدريس المشهود لهم بالعطاء العلمي، في تلك الحالة نستطيع المنافسة.

ونحن في مراحل التأسيس الأولى، يسهل علينا من البداية وضع البرامج ومناهج التعليم المتطورة بدلا من الترقيع في مستقبل الأيام، تكون الجامعة لا سمح الله خسرت سمعتها العلمية وفقد خريجها القدرة على المنافسة مع زملائهم الخريجين من جامعات أخرى.

آخر القول: شكراً لـ«الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني» على هذا المشروع الضخم، متمنياً الاهتمام بكلية العلوم الإنسانية لتصحيح المفاهيم التاريخية والدينية عند الأفارقة عن العرب، وربط هذه المنطقة من إفريقيا بالعالم العربي، فنحن معهم شركاء فيما خلفه الاستعمار الأوروبي لنا ولهم.

  كلمات مفتاحية

قطر مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله جامعة راف العالمية كينيا

«راف» القطرية: 4.8 مليون دولار لإفطار فقراء 63 دولة في رمضان