خيارات معقدة أمام جانتس.. هل تتجه إسرائيل إلى انتخابات رابعة؟

الأربعاء 18 مارس 2020 10:23 م

خطوة بخطوة، يقترب الجنرال الإسرائيلي السابق "بيني جانتس" من تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، حيث تم تكليفه رسميا بمهمة تشكيلها، الإثنين، وذلك بعد جولة مشاورات أجراها الرئيس "ريفيلين" وحصل خلالها "جانتس" على توصيات من 61 عضوا، من أصل 120 عضوا في الكنيست الإسرائيلي.

وفى مقابل ذلك يبتعد رئيس الوزراء الحالي (المنتهية ولايته)، "بنيامين نتنياهو"، عن حلم تشكيل الحكومة رويدا رويدا، ليس ذلك فحسب، بل إنه أصبح معرضا للسجن؛ جراء اتهامه في قضايا فساد واستغلال نفوذ تنظره محاكماتها فور خروجه من منصبه.

غير أن مراقبين يتوقعون أن "نتنياهو" ربما ينجح في النهاية في استعادة منصبه، حال فشل "جانتس" في تشكيل الحكومة أو حال تم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، في حين يبقى سيناريو الانتخابات الرابعة حاضرا بقوة على الطاولة.

تكليف جانتس

وفي يوم الإثنين، تسلم "جانتس" كتاب التكليف بتشكيل الحكومة الجديدة، من رئيس الكيان الصهيوني "رؤوبين ريفلين"، وبذلك يصبح أمام زعيم حزب "أزرق - أبيض" مهلة مدتها 28 يوما قابلا للتمديد لمدة 14 يوما إضافية، لتشكيل الحكومة قبل تكليف شخص آخر بتشكيل الحكومة، في حال فشله.

وجاءت تلك الخطوة بعدما أوصى 61 نائبا في الكنيست الإسرائيلي، بينهم النواب العرب، الرئيس الإسرائيلي، بتكليف "جانتس" بتشكيل الحكومة، بعد تفوقه على رئيس الوزراء وزعيم حزب الليكود اليميني، "بنيامين نتنياهو"، الذي حصل على 58 توصية من نواب البرلمان البالغ عددهم 120.

وقال "جانتس" إنه سيسعى لتشكيل الحكومة في غضون أيام قليلة، مضيفا "سأبذل جهدي من أجل تشكيل حكومة وطنية واسعة".

وفى خطاب بعد تكليفه من الرئيس الإسرائيلي، دعا "جانتس" إلى تشكيل حكومة وطنية واسعة (بما في ذلك القائمة العربية المشتركة)، موضحا أن البلاد تمر بأزمة لم تعهدها من قبل.

وقال: "إسرائيل تتواجد في بداية أزمة عميقة، حيث تتواجد مئات آلاف العائلات في حجر وعزل بمنازلها، وهي قلقة حيال إمكانية تفشي فيروس كورونا في البلاد".

وأضاف أن الجمهور الإسرائيلي ضاق ذرعا من الحقد والكراهية وتعميق الشرخ وعدم الوضوح، لافتا إلى أن الجمهور يتوقع منه أن يخرج البلاد من حالة الشلل الحالية.

وأضاف: "رافق عملية المشاورات للتوصية عليه لتشكيل الحكومة، تصريحات عنصرية ومحاولات غير شرعية من قبل رئيس الحكومة الحالي للتنصل من إجراءات القضاء والمحاكمة، ومحاولات لتقويض الجهاز القضائي".

من جانبهم، أعلن رؤساء أحزاب "كتلة اليمين" الموالية لـ"نتنياهو" أنهم سيرفضون مرة أخرى الجلوس مع جانتس" في حال وجه إليهم دعوة لجلسة مشاورات، مشددين على ضرورة استبعاد القائمة العربية المشتركة قبل أي تفاوض.

وفى وقت سابق، أشارت تقارير أن "ريفلين" حاول إقناع "جانتس" و"نتنياهو" بضرورة تشكيل حكومة وحدة أو حكومة طواري، متذرعا بانتشار فيروس "كورونا" في البلاد.

 سيناريوهات

من جانبه، يرى وزير العدل الإسرائيلي الأسبق "يوسي بيلين" إن الانتخابات الأخيرة تشبه إلى حد كبير الجولتين السابقتين، لكن هناك اختلافان رئيسيان، الأول هو تأثير فيروس "كورونا"، والثاني هو الإجماع المتزايد على أن (إسرائيل) لا تتحمل الذهاب إلى جولة انتخابية رابعة.

وأضاف في مقال بموقع "المونيتور" أنه مع وجود الكثير من الأشخاص في الحجر الصحي وعدم معرفة متى سيختفي "كورونا"، فإن تحديد موعد لانتخابات جديدة يبدو أمرا مستحيلا.

وذكر أنه بالنسبة لرئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، فإن أي ترتيبات قد تبقيه في منصبه – حتى ولو لبضعة أشهر أخري في حكومة انتقالية – يعد خيارا جيدا، مشيرا إلى أن "نتنياهو" يري كل شيء من خلال منظور واحد وهو موعد محاكمته التي كان من المقرر أن تبدأ في 17 مارس/آذار، وتم تأجيلها حتى 24 مايو/أيار بسبب فيروس "كورونا" الذي قلل من أنشطة المحاكم"، حيث يعتقد "نتنياهو" أن دخوله إلى المحاكمة وهو ما يزال رئيسيا للوزراء يعد الخيار الأفضل له.

وذكر أن الأمور تبقى أقل وضوحا بالنسبة لـ"جانتس"، الذي تعهد بعدم الدخول في جولة رابعة من الانتخابات، لكنه في الوقت ذاته يجد صعوبة كبيرة في تشكيل حكومة تضم القائمة العربية المشتركة.

ولفت إلي أنه إذا لم يتمكن "جانتس" من التغلب على معارضته الداخلية، وإذا لم يتمكن من خرق تعهده خلال حملته الانتخابية بعدم الاعتماد على القائمة العربية في تشكيل الحكومة (وهو الفخ الذي نصبه له "نتنياهو") فسوف يضطر إلى خرق واحد من اثنين من وعوده الانتخابية الأخرى، وهي عدم الذهاب إلى جوله رابعة من الانتخابات وعدم المشاركة في حكومة بقيادة "نتنياهو".

من جانبه، يرى المحلل السياسي والنائب السابق بالكنسيت الإسرائيلي، "شكيب شنان" أن هناك 3 سيناريوهات لتشكيل الحكومة، الأول هو حكومة بأغلبية ضيقة بقيادة "جانتس"، والثاني حكومة طوارئ، والثالث حكومة وحدة وطنية.

من جانبه رأي الأكاديمي الفلسطيني المتخصص في الشأن الإسرائيلي "صالح النعامي "، أن تكليف "جانتس" بتشكيل الحكومة الصهيونية لا يعني أن هذا ممكنا.

وأضاف في تغريدة على حسابه على "تويتر"، قائلا: "لا يمكن تشكيل حكومة بدون الليكود بقيادة نتنياهو ونتنياهو معني بحكومة تضمن له الحصانة من المحاكمة، وهذا يبدو صعبا، لكن لا أحد يرغب فب حكومة تستند إلى دعم القائمة العربية وهذا يعني أن فرص حدوث انتخابات رابعة تتعاظم".

وتابع: "قادة الليكود والأحزاب الدينية الحريدية يرفضون لقاء جانتس بعد تكليفه بتشكيل الحكومة القادمة في خطوة تهدف إلى تعطيله ومنح المهمة لنتنياهو، مما يحسن من قدرة الأخيرة على المناورة"، مرجحا مجددا سيناريو الذهاب إلى انتخابات رابعة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الانتخابات الإسرائيلية الانتخابات البلدية الإسرائيلية

جانتس لنتنياهو: خضت 3 انتخابات ولا أخشى الرابعة