نفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن يكون لها مكتب في القاهرة، بعد إعلان السلطات المصرية إغلاق مكتب الصحيفة لديها، ردا على نشر الصحيفة دراسة أجرتها جامعة تورونتو الكندية، وقدرت عدد المصابين بفيروس "كورونا" في مصر بنحو 19 ألف شخص، وهو أعلى بكثير مما أعلنت عنه السلطات الرسمية.

وقالت صحيفة "القبس" الكويتية، الثلاثاء، إنه وصلها تأكيدات من إدارة الصحيفة البريطانية، بعدم وجود مكتب لها في مصر من الأساس، تعليقا على القرار الذي قالت هيئة الاستعلامات المصرية (حكومية)، بإغلاق مكتب "الجارديان" في القاهرة وسحب اعتماده.

وقالت "القبس" إنها استعلمت من "الجارديان" عن تفاصيل قرار إغلاق مكتبها بالعاصمة المصرية، فأرسلت لها الصحيفة البريطانية ردا على لسان "روس بيترسون"، رئيس ترخيص شركة "جارديان نيوز آند ميديا"، يؤكد فيه أن الصحيفة لا يوجد مكتب لها في القاهرة من الأساس.

وكانت "الجارديان" قد نقلت نشرت دراسة كندية أثارت جدلا بين الناشطين في مصر، وقالت إن "عدد المصابين بفيروس كورونا في مصر هو على الأرجح أعلى بكثير مما أعلنته السلطات الرسمية"، وقدرت أن عدد المصابين بالفيروس في مصر قد يبلغ 19 ألفا وفقا لبيانات رسمية عن حركة السفر ومعدل المصابين الذين غادروا مصر في الأيام الأخيرة.

ويشكك أطباء وصحفيون مصريون في الدراسة مع إقرارهم بغياب الشفافية في مصر، وقالوا إن فريق الدراسة لم يستطع نشرها في أي مجلة علمية، وإن المنهجية التي اعتمد عليها غير دقيقة، لأنها مبنية على تقديرات إحصائية وليست معلومات ميدانية.

ونفت وزارة الصحة المصرية، الدراسة، بينما شن إعلاميون وصحفيون مصريون هجوما لاذعا ضد كل من نشرها، وأبرزهم مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بالقاهرة، "ديكلان والش"، وصحيفة "الجارديان" البريطانية، وصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وقالت هيئة الاستعلامات في مصر، إنها وجهت إنذارا إلى "والش"، طالبته فيه بالرجوع إلى المصادر الرسمية في الأخبار التي يتم بثها عن البلاد، بينما أكدت أنها أغلقت مكتب "الجارديان" في القاهرة، وسحبت اعتماده، قبل أن تنشر "القبس" الكويتية رد الصحيفة البريطانية.

ووصل عدد المصابين بفيروس "كورونا" الجديد في مصر، وفقا لأحدث بيانات وزارة الصحة، إلى 196 شخصا، توفي منهم 6 أشخاص، بينما تعافى 26.

وعلقت القاهرة الدراسة بالمدارس والجامعات، وأوقفت حركة الطيران الدولية، وطالبت المواطنين بعدم التجمع، وعزلت 300 أسرة بمدينة في وسط دلتا النيل، علاوة على أنباء بفرض حجر صحي، غير رسمي، على مدينة الغردقة السياحية، شرقي البلاد.

وحتى مساء الثلاثاء، أصاب الفيروس أكثر من 198 ألفًا في 163 دولة وإقليما، توفي منهم أكثر من 7900، أغلبهم في الصين، وإيطاليا وإيران، وإسبانيا، وكوريا الجنوبية، وألمانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة، بينما تعافى ما يزيد على 82 ألف حالة.