كورونا يوقف الطيران عالميا والشركات على حافة الإفلاس

السبت 21 مارس 2020 10:57 ص

ما زال تفشي فيروس "كورونا" يطيح بقطاعات اقتصادية عالمية، ويزيد الضغوط على قطاعات حيوية كالنقل الجوي وشركات الطيران، التي كانت تعاني أصلا قبل ظهور المرض؛ ما يسرع وتيرة إفلاس بعض الشركات.

وزادت وتيرة إلغاء الرحلات الجوية بنسبة قاربت 85% لدى بعض الشركات مثل الخطوط الجوية النيوزيلندية. وبدأت شركات الطيران في تسريح فوري للعمالة، وسط حالة رعب ينشرها "كورونا"، والتي دفعت إلى إلغاء فاعليات ترفيهية واقتصادية حول العالم.

وبدأت الآثار السلبية على الشركات في الظهور، وقرر عدد من الشركات تجميد التوظيف وتقديم إجازات طوعية غير مدفوعة الأجر.

وحتى صباح السبت، أصاب "كورونا"، أكثر من 277 ألفا في 186 بلدا وإقليما بينهم نحو 11 ألف و500 وفاة، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة.

 

  • خسائر مليارية

وقدرت "الرابطة الدولية للنقل الجوي" (إياتا)، في بيان، خسائر شركات الطيران حول العالم قد تصل إلى 113 مليار دولار، كإحدى تبعات تفشي "كورونا".

واعتبرت الرابطة أن بقاء الفيروس دون توسع عن مستواه الحالي جغرافيا يشير إلى خسائر حتى 63 مليارا دولارا، ويصعد الرقم ليبلغ أقصاه 113 مليارا في حال أخذ نطاقا أوسع نحو بلدان إضافية في أوروبا والأمريكيتين.

وأوضحت أن الهجمات الإرهابية عام 2001، التي دمّرت صناعة الطيران الأمريكية، كان لها تأثير أقل مقارنة بتداعيات "كورونا"؛ حيث خفّضت الإيرادات بنحو 20 مليار دولار حينها.

  • إفلاس شركات

وتوقعت شركة "سي إف إي" المتخصصة باستشارات الطيران أن تشهر معظم خطوط الطيران الجوية إفلاسها بحلول مايو/أيار؛ بسبب الخسائر المترتبة على قيود حظر الرحلات حول العالم بسبب تفشي "كورونا".

وأوضحت الشركة، في تقرير حديث لها، أنه مع انتشار "كورونا" وتتابع ردود الأفعال الدولية وحظر السفر عليها، فإن بعض الشركات ستعلن إفلاسها في حين ستتخلف بعض الشركات عن سداد ديوانها.

وخصصت الحكومة الإيطالية 500 مليون يورو (550 مليون دولار) من أجل إنقاذ شركة الخطوط الجوية الإيطالية "أليتاليا" التي تقترب من الإفلاس.

يشار إلى أن "أليتاليا" حصلت على حزم إنقاذ حكومية بقيمة 1.3 مليار يورو (1.44 مليار دولار)، لكن القيود على الحركة الجوية للطيران بسبب "كورونا" صعبت من وضع الشركة.

وتعد حزمة الإنقاذ الجديدة جزءا من حزمة إجراءات بقيمة 25 مليار يورو (27.7 مليار دولار)، وافقت عليها الحكومة للحد من التداعيات الاقتصادية لتفشي الفيروس.

  • تقديم الدعم

من جانبه، أكد مجلس المطارات الدولي، في تقرير، أن أزمة تفشي "كورونا" تؤثر بنحو بالغ على قطاع الطيران العالمي بأكمله سواء مطارات أو شركات الطيران وهو ما يلزم بتقديم الدعم لتجنب الانهيار.

وأوضح المجلس، الذي يتخذ من جنيف مقرا له، الإثنين، أن مشغلي المطارات حاليا يواجهون انخفاضات غير مسبوقة في تحركات الطائرات وحركة الركاب؛ ما يعيق بشكل كبير قدرتهم على تلبية تكاليف التشغيل وتكاليف النفقات الرأسمالية الثابتة.

ويرى المجلس أن السلطات الوطنية لديها الآن دور رئيسي تؤديه لضمان استدامة نظام الطيران بأكمله، من خلال منح إعفاءات من ضرائب المطار والضرائب على الركاب والضرائب على النقل الجوي بشكل عام، لتحفيز عودة ثقة الركاب للسفر.

  • حظر أمريكي

وخلال الأسبوع الماضي، حظر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، دخول أغلب المسافرين القادمين من 26 دولة أوروبية إلى الولايات المتحدة، لمدة 30 يوما كاملة، اعتبارا من مساء الجمعة الماضية.

وتأثرت الشركات الأمريكية من حظر "ترامب"، وهوت أسعار أسهمها بنسبة أكبر من 20%، في حين صرحت مجموعة الخطوط الجوية الأمريكية "أمريكان إيرلاينز" بأنه تم خفض مزيد من رحلاتها عبر الأطلسي.

وأضافت "أمريكان إيرلاينز" أنه من المتوقع أن تستأنف الرحلات الجوية المعلقة في وقت مبكر من 7 مايو/أيار 2020، وسط توجه لخفض رواتب 100 ألف موظف.

فيما توقعت "يونايتد أيرلاينز" الأمريكية أن تسجل خسائر في الربع الأول 2020 لأول مرة منذ 6 سنوات.

وقالت الشركة، في بيان، إن مبيعات التذاكر في الولايات المتحدة انخفضت من 25% إلى 70% في الأيام الأخيرة، بعد إلغاء كبير للرحلات، والذي يعد الأسوأ في آسيا وأوروبا.

أما شركات الطيران الصينية فسجلت خسائر إجمالية تبلغ 20.96 مليار يوان (3 مليارات دولار) خلال فبراير/شباط، بضغطٍ من انتشار "كورونا"، وتأثيره على حركة السفر العالمية، حسب بيان لهيئة الطيران المدني الصينية.

والخميس، قالت "إياتا" إن خسائر شركات طيران الشرق الأوسط بسبب تفشي كورونا بلغت 7.2 مليارات دولار حتى 11 مارس/آذار الجاري.

وذكرت "إياتا" أن 16 ألف رحلة طيران للركاب في الشرق الأوسط تم إلغاؤها.

واضطرت شركات الطيران في المنطقة العربية إلى وقف عديد الطائرات لديها خاصة ذات الأحجام الكبيرة؛ بسبب تراجع الطلب العالمي على الطيران، وفرض إجراءات دولية على الرحلات المقبلة.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

كورونا فيروس كورونا إصابات كورونا تداعيات كورونا مكافحة كورونا

29.3 مليار دولار خسائر شركات الطيران بسبب كورونا

بسبب كورونا.. العالم في عزلة واقتصاده يهتز بشدة

شركات الطيران الأمريكية تلوح بتدابير قاسية

كورونا يمدد تعليق إنتاج بوينج في واشنطن