بيانات مصر الرسمية عن حالات كورونا تثير الشكوك

الثلاثاء 31 مارس 2020 09:00 ص

شككت مصادر في وزارة الصحة المصرية في عدد الوفيات المعلن رسميا جراء الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، مشيرة إلى أن الإعلان يقتصر على حالات الوفاة المسجلة داخل المستشفيات المخصصة للعزل، في وقت يلقى فيه العديد من المصابين بالعدوى مصرعهم نتيجة سوء التشخيص، ورفض المستشفيات العامة والخاصة استقبال الحالات المصابة بناء على تعليمات الوزارة.

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن المصادر، أن الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس "كورونا" تذهب إلى أقرب مستشفى إليها فور ظهور الأعراض، غير أن المستشفيات لديها تعليمات مشددة بعدم احتجاز أي حالات مصابة، وعوضا عن ذلك الاتصال على الخط الساخن للوزارة، مبينة أن القائمين على هذه الخدمة لا يردون على الاتصالات إلا نادرا، ويشترطون على المتصل ضرورة مخالطة الحالة المشتبه في إصابتها لإحدى الحالات الإيجابية، حتى يمكن إرسال سيارة إسعاف لنقلها إلى إحدى مستشفيات العزل.

واستدلت المصادر بالعديد من وقائع الوفاة نتيجة الإصابة المؤكدة بفيروس "كورونا" خلال الأيام الأخيرة، وتعنت وزارة الصحة في تلقي هذه الحالات، حتى لا ترفع من الحصيلة الرسمية لأعداد الوفيات والمصابين، ومن بينها حالة المواطن المتوفى أمام مستشفى الحياة التخصصي في منطقة حمامات القبة بالقاهرة، والذي رفضت إدارة المستشفى استقباله بسبب تعليمات الوزارة، والباحثة الشابة "ياسمين أشرف عباس"، والمتوفاة الأحد، عن عمر ناهز 30 عاما فقط.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر مقطعا مصورا لعم الباحثة الراحلة، وهي خريجة كلية العلوم، وعائدة من أداء العمرة منذ 15 يوما، يكشف فيه عن مدى الإهمال والتعنت من القائمين على وزارة الصحة في تشخيص حالتها، وعدم رد الخط الساخن على اتصالاته لمدة يوم كامل، بعد تشخيصها على أنها مصابة بالتهاب رئوي في مستشفى عين شمس التخصصي.

لكن المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان "خالد مجاهد"، قال إن نتائج تحليل الفتاة لفيروس "كورونا" جاءت سلبية 3 مرات، مضيفا أنها شعرت بأعراض تنفسية وارتفاع درجة الحرارة واحتقان في الحلق وسعال بعد عودتها من العمرة، حيث تم حجزها في أحد المستشفيات الخاصة في مصر الجديدة، لمدة 6 أيام، واتخاذ مسحة أثناء هذه المدة.

وأوضح أنه تم تحويل الفتاة إلى وحدة الرعاية المركزة في مستشفى حميات إمبابة بتاريخ 27 مارس/آذار، وإجراء مسحة أخرى لفيروس "كورونا" في المعامل المركزية، قائلا إن العينة جاءت سلبية.

وذكر أن حالة المريضة تدهورت بعدها بيومين وعانت من التهاب رئوي حاد ونقص في الأكسجين، مؤكدا أنها لم تكن مصابة بـ"كورونا"، وجاءت نتيجتها سلبية للمرة الثالثة حتى عند التحليل بعد وفاتها.

وحول الفيديو الذي نشره عمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن "ياسمين" توفت إثر إصابتها بـ"كورونا"، أكد "مجاهد" أن ما جاء بالفيديو كلام غير صحيح، ذاكرا أن أعراض فيروس "كورونا" تشبه أعراض الإنفلونزا والالتهاب الرئوي.

وفاة أول طبيب

وعقب ساعات قليلة من وفاة "ياسمين"، لحقها أول طبيب مصاب بفيروس "كورونا" في البلاد، وهو "أحمد اللواح"، البالغ من العمر 50 عاما، ويعمل أستاذا للباثولوجيا الإكلينيكية في كلية الطب في جامعة الأزهر، والذي أثبتت التحاليل إصابته بفيروس "كورونا"، ولم يجد جهازا شاغرا للتنفس الصناعي في محافظته بورسعيد، ليلفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله إلى مستشفى "أبوخليفة" المخصصة للعزل بمحافظة الإسماعيلية، والتي نقل إليها بعد وساطات عديدة.

وتلقى الطبيب العدوى من عامل هندي توفى قبل أيام قليلة، وكان يعمل في أحد مصانع منطقة الاستثمار، جنوبي بورسعيد، وأجرى التحاليل الخاصة به بمختبر الطبيب قبل العلم بإصابته، وفور علم الطبيب بإيجابية حالة الهندي عزل نفسه ذاتيا حتى ظهرت عليه الأعراض، وتأكدت إصابته بفيروس "كورونا".

وحسب محادثة مسربة بين الطبيب المتوفى وأحد زملائه عبر تطبيق "واتس آب"، استغاث "اللواح" ليلة وفاته بزميله كي يرسل له عربة إسعاف مجهزة لنقله إلى مستشفى الحجر الصحي بالإسماعيلية، بعدما فشل في العثور على جهاز تنفس صناعي، وهو ما أثار حالة من الغضب بين الأطباء في مصر، الذين استنكروا عدم وجود عربات إسعاف مجهزة لمثل هذه الحالات الطارئة في بورسعيد، التي تعد المحافظة الأولى في تطبيق ما يُعرف بـ"نظام التأمين الصحي الشامل".

من جانبها، قالت "مي اللواح" شقيقة الدكتور "أحمد"، إنه اكتشف إصابته يوم الإثنين الماضي، وبدأ بعزل نفسه فور شعوره بأعراض المرض حتى استطاع معالجة نفسه مقررا عدم الذهاب إلى العمل، مضيفة أنه عزل نفسه وزوجته وأولاده منذ البداية، وأن حالته الصحية تدهورت يوم الخميس الماضي، إلى أن تأكد من إصابته المؤكدة بالفيروس عقب إجراء الأشعة والتحاليل اللازمة، وتم وضعه في الحجر الصحي بمستشفى العزل في اليوم التالي مباشرة.

وأوضحت أنه تم التأكد من إصابة ابنته 24 عاما، وتم وضعها أيضا بالحجر الصحي، لافتة إلى استقرار حالتها الصحية بجانب زوجة الطبيب الراحل وباقي أسرته.

وكانت وزارة الصحة المصرية قد أعلنت ارتفاع الوفيات بفيروس "كورونا" إلى 41 حالة، بينما بلغ عدد الإصابات 656 حالة، مشيرة إلى أن الحالات التي تم شفاؤها بلغت 150 حالة.

ويتصاعد قلق المصريين مع زيادة حالات الإصابة بفيروس "كورونا" التي تعلن عنها دول عدة لمصابين قادمين من مصر، وسط تأكيدات القاهرة أنها ملتزمة بالشفافية التامة في الإعلان عن الإصابات الجديدة، وتهديداتها بمحاسبة من وصفتهم بمروجي الشائعات حول انتشار الفيروس في البلاد.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

موافقة رسمية مصرية لبدء تجارب سريرية لأدوية كورونا

عزل قرية مصرية بعد انتشار كورونا بها

السيسي: الإجراءات المتبعة لمواجهة كورونا جيدة وتدعو للاطمئنان

كورونا.. حجر صحي على 4 عمارات سكنية في بورسعيد المصرية (فيديو)

محافظتان فقط في مصر تفادتا كورونا

تدهور صحة رجل أعمال مصري شهير إثر إصابته بالتهاب رئوي