مهمة «إيريني»: أكاذيب السلام الأوروبية حول ليبيا!

الجمعة 3 أبريل 2020 06:11 م

مهمة «إيريني»: أكاذيب السلام الأوروبية حول ليبيا!

يتخفى الاتحاد الأوروبي تحت أقنعة السلام ووقف الحرب وإنقاذ الليبيين لكنه يبقي الكثير من المفاتيح التي تظهر المعنى الحقيقي لما يريده.

كيف نجحت دول الاتحاد التي تتبادل الاتهامات في الاتفاق على تحرك يخص دولة غير أوروبية وفي توقيت حرج اقتصاديا وسياسيا وصحيا؟

لكي نفهم كيف يساهم بيع السلاح لدول متورطة في الصراع الليبي بـ«دعم عملية السلام» علينا تتبع الصراع على السيطرة على البحر المتوسط.

جاء إعلان "إيريني" بينما كشفت منظمات حقوقية أن دولا أوروبية كألمانيا أمنت عشرات الصفقات العسكرية لمصر والسعودية والإمارات.

*     *     *

قبيل مرور سنة على بدء هجوم الجنرال خليفة حفتر على قوات حكومة «الوفاق» الليبية (الذي يصادف غدا 4 نيسان/ابريل) وبعد إعلان قوات «الوفاق» هجوما على كافة المحاور وتحرير قاعدة «الوطية» الجوية من ميليشيات الجنرال خليفة حفتر بأيام أعلن الاتحاد الأوروبي، وبشكل مفاجئ، عن إطلاق مهمة بحرية جديدة في البحر الأبيض المتوسط.

وذلك، حسب بيان صادر عنه، بهدف «فرض حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا». وفي بيانه أكد الاتحاد على أن المهمة «ستكون قادرة على إجراء عمليات تفتيش للسفن في أعالي البحار قبالة سواحل ليبيا يشتبه في حملها أسلحة أو مواد ذات صلة من ليبيا وإليها».

خضعت هذه المهمة لمجموعة كبيرة من التجاذبات سابقا، وقد رفضت دول مثل إيطاليا والنمسا، قبولها، لكنها قوبلت بترحيب من قبل قوات حفتر، في حين طالبت وزارة الخارجية الليبية، في اتصال مع الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بـ«وقف تسليح ميليشيات حفتر عبر البر والجو»، وقد رد المسؤول الأوروبي بالقول إنه «على علم بالمساعدات العسكرية التي يتلقاها حفتر عبر البر والجو».

تجتمع في المهمة البحرية مجموعة من المفارقات، فالاتفاق حصل في وقت تغلق فيه الدول الأوروبية جميعها حدودها بين بعضها البعض، وتتبادل أشكالا من النقد تبدأ باللوم على انعدام التضامن بين بلدانها وحكوماتها، ولا تنتهي بإعلانات عن تفكك وتصدع معنى هذا الاتحاد والدعوات للتخلص منه.

فكيف نجحت دول الاتحاد التي تتبادل الاتهامات فيما يخص تعاونها بين بعضها البعض على الاتفاق على تحرك يخص دولة غير أوروبية، وفي هذا التوقيت الحرج اقتصاديا وسياسيا وصحيا لكل بلدانها؟

يذكر الاتحاد الأوروبي بالمثل المصري المعروف عن الشخص الذي تثير أقواله العجب من حسنها ولكن أفعاله تثير التعجب من قبحها، فقد جاء الإعلان في الوقت الذي كشفت فيه منظمات حقوقية أن دولا أوروبية، منها ألمانيا، أمنت عشرات الصفقات العسكرية لمصر والسعودية والإمارات.

لكن المنظمات الحقوقية، لسبب ما أوروبي أيضا على ما يبدو، ركزت على أن هذه الأسلحة تساهم في معاناة الحرب الأهلية اليمنية الجارية، ولكنها أغفلت أن جزءا من هذه الأسلحة يتوجه عبر البر والبحر إلى «الماريشال» حفتر وقواته التي لم تكف منذ عام عن استهداف المدنيين.

قال الاتحاد الأوروبي أن مهمته البحرية المذكورة سوف «تساهم في دعم عملية السلام في ليبيا»، ولكي نفهم كيف تساهم عمليات بيع السلاح إلى الدول المتورطة في الصراع الليبي في «دعم عملية السلام»، فعلينا أن نتابع أيضا خيط الصراع على السيطرة على البحر الأبيض المتوسط.

وخطوط التحالف الناشئة بين إسرائيل واليونان ومصر وقبرص حول آبار الغاز البحرية بمواجهة الحقوق التركيّة في البحر والغاز أيضا، وفي صد هجوم الثورة المضادة العربية ضد الحكومة الشرعية في ليبيا.  

ولعل الاتحاد الأوروبي أراد إظهار الترابط بين هذه الخطوط بشكل رمزيّ حين اختار كلمة «إيريني» اليونانية (والتي تعني السلام) لهذه «المهمة» البحرية، لتستبدل المهمة السابقة عليها والتي كانت أيضا، وبطريقة لا تخلو من الدلالات نفسها، «صوفيا»، والتي تذكر طبعا بكنيسة أيا صوفيا، أهم أثر تركته الإمبراطورية الرومانية الشرقية في عاصمتها القسطنطينية، التي صار اسمها بعد أن قام العثمانيون بفتحها، إسطنبول.

يتخفى الاتحاد الأوروبي تحت أقنعة السلام ووقف الحرب وإنقاذ الليبيين لكنه يبقي الكثير من المفاتيح التي تريد إظهار المعنى الحقيقي لما يريد فعله.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

كورونا يهدد ليبيا بعد عام من هجوم حفتر على طرابلس

السراج: إيريني تخدم الانقلابي حفتر

وزير دفاع تركيا: عملية إيريني الأوروبية تدعم حفتر

جاويش أوغلو: نواصل مباحثاتنا مع الروس لحل الأزمة الليبية

الاتحاد الأوروبي سيمدد مهمة إيريني لمراقبة حظر السلاح لليبيا حتى 2023