«ستراتفور»: جبهة التحرير الشعبي .. رقم جديد على خط الاضطرابات في تركيا

الثلاثاء 11 أغسطس 2015 10:08 ص

كانت اسطنبول مسرحا لهجومين إرهابيين يوم 10أغسطس/آب. في البداية، كان هناك انفجار قنبلة وهجوم على مركز للشرطة في سيلوبي بولاية شرناق بجنوب شرق تركيا، ما أسفر عن مقتل ضابط شرطة واثنين من المهاجمين. بدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة بالقرب من المحطة حوالي الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي، وخرجت التقارير الإخبارية لتحكي عن إصابة سبعة مدنيين على الاقل وثلاثة من ضباط الشرطة. وفي وقت لاحق، هاجم مسلحون المحققين في مسرح الجريمة بموقع الانفجار، ما أسفر عن مقتل رئيس فريق التخلص من القنابل. وقتلت الشرطة اثنين من المسلحين في الاشتباك الناتج عن ذلك. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، ولكن الهدف المختار للهجوم وأسلوب الهجوم يتسق مع العمليات الماضية لجبهة التحرر الشعبي الثورية، وهي منظمة ماركسية مع جذور عميقة في الأوساط اليسارية الراديكالية في تركيا.

وبعد وقت قصير من الهجوم المسلح ضد الشرطة، هاجم فريق ثان من المسلحين القنصلية الأمريكية في اسطنبول. المبنى الذي هوجم أيضا في عام 2008، لديه تعزيزات أمنية قوية للغاية، وبالتالي فإن مثل هذه الهجمات لا يمكن لها أن تؤثر فيه. ولم تكن هناك أي إصابات لموظفي القنصلية، ولكن أحد المهاجمين، امرأة، أصيبت وأسرت. ويقال إنها عضو في جبهة التحرير الشعبي الثورية.

وعلى الرغم التغطية الإعلامية الموسعة لحملة تركيا في مجال مكافحة الإرهاب قد تركزت على السيطرة على تنظيم «الدولة الإسلامية» وحزب العمال الكردستاني، وفي الوقت الذي تستهدف فيه الضربات الجوية التركية تستهدف المسلحين في سوريا والعراق، فقد كانت هناك عمليات اعتقال من السلطات التركية لعشرات من أعضاء جبهة التحرير الشعبي الثورية. وكانت المجموعة قد اعادت بعث نفسها من مرقدها في 2013 خلال الاحتجاجات التي شهدتها اسطنبول، واستفادت كثيرا من مشاعر الرأي العام الناقمة ضد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، ولم يكن من المستغرب أن نرى هذه المجموعة تقوم بالرد وتسعى للثأر.

كما يتضح من الهجمات التي هي على شاكلة التفجيرات الانتحارية التي وقعت في فبراير/شباط 2013 بالقرب من السفارة الأمريكية في أنقرة أن جبهة التحرير الشعبي لديها تاريخ يفيد بأن طموحاتها أعلى من قدراتها، ولكنها أيضا مصرة على الاستمرار. وفي أواخر مارس/أذار، اقتحم عضوان من تلك الجبهة محكمة اسطنبول، واحتجزوا المدعي العام «محمد سليم كيراز» مع عدد من الرهائن. وفي أعقاب أزمة طويلة، دخلت السلطات التركية مكتب «كيراز» بعد سماع أصوات طلقات نارية كما ذكرت مصادر صحفية. وفي نهاية المطاف لقي كيراز حتفه وكل المتشددين في تبادل لإطلاق النار.

وتواجه تركيا تهديدات إرهابية متعددة، في ذلك من «الدولة الإسلامية» وحزب العمال الكردستاني. وخلال اليوم الماضي وحده، وفي محافظة سيرناك جنوب شرق تركيا، ذكرت مصادر أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني قتلوا أربعة من ضباط الشرطة عن طريق تفجير لغم في سيارة مدرعة تابعة للشرطة، وفي هجوم منفصل، قتل جندي بعد فتح النار على طائرة هليكوبتر عسكرية تركية. ومع ذلك، فإنه في ظل التركيز على حزب العمال الكردستاني، يجب ألا ننسى أن هناك تهديد تشكله جبهة التحرير الشعبي الثورية.

  كلمات مفتاحية

تركيا حزب العمال جبهة التحرير الثوري الدولة الإسلامية

تركيا ترحل 4 أجانب يشتبه بانتمائهم لـ«الدولة الإسلامية»

«أوباما»: تركيا لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد «الكردستاني»

«أردوغان» يتهم الإعلام المروج لـ«الإرهابيين» بالاشتراك في قتل المدعي العام

اعتقال عدد من أعضاء «جبهة التحرير الثوري» في حملة أمنية باسطنبول