بن زايد حاول عرقلة هدنة إدلب مقابل 3 مليارات دولار للأسد

الأربعاء 8 أبريل 2020 07:09 م

كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، حاول عرقلة اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، شمالي سوريا، والموقع بين الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ونظيره الروسي "فلاديمير بوتين".

ونقل الموقع عن مصادر مطلعة أن "محمد بن زايد" أجرى اتصالات برئيس النظام السوري "بشار الأسد"، حثه خلالها على شن هجمات على مجموعات المعارضة المعتدلة المدعومة من تركيا في محافظة إدلب، بغرض خرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين "بوتين" و"أردوغان".

وفي 5 مارس/آذار الماضي، أعلن الرئيسان التركي والروسي، توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب اعتبارا من 6 من الشهر نفسه، كما صدر بيان مشترك عن البلدين تضمن الاتفاق على إنشاء ممر آمن على عمق 6 كم شمالي الطريق الدولي "إم 4" و6 كم جنوبه.

أيضا تم الاتفاق، وفق البيان، على إطلاق دوريات تركية وروسية، على امتداد طريق "إم 4" (طريق دولي يربط محافظتي حلب واللاذقية) بين منطقتي ترنبة (غرب سراقب) وعين الحور، مع احتفاظ تركيا بحق الرد على هجمات النظام السوري.

وجاء الاتفاق على خلفية المستجدات في إدلب إثر التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة، الذي بلغ ذروته باستشهاد 34 جنديا تركيا أواخرا فبراير/شباط الماضي جراء قصف جوي لقوات النظام السوري على منطقة "خفض التصعيد".

ووفق مصادر "ميدل إيست آي"، فإنه قبل أيام من إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، أرسل ولي عهد أبوظبي شقيقه "طحنون بن زايد" وهو مستشار الأمن القومي في الإمارات، والمسؤول الأمني الإماراتي "علي الشامسي"، إلى سوريا لعقد صفقة مع "بشار الأسد".

وتتضمن الصفقة، وفق مصادر مطلعة، دفع الإمارات 3 مليارات دولار لـ"الأسد"، مقابل إعادة شن الهجمات على المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا في إدلب، وتم بالفعل دفع 250 مليون دولار من هذا المبلغ على أن يتم دفع مليار دولار آخر قبل نهاية مارس/آذار الماضي.

ووفق المصادر ذاتها، فإن الصفقة تمت في سرية تامة، حيث كانت أبوظبي قلقة من دعم واشنطن جهود الجيش التركي لمواجهة قوات "الأسد" في إدلب.

ونقل "ميدل إيست آي" عن مصدر رفيع المستوى، قوله إنه "خلال اشتباكات إدلب، التقى المسؤول الأمني الإماراتي علي الشامسي مع بشار وطلب منه العمل على عدم التوصل إلى اتفاق مع أردوغان بشأن وقف إطلاق النار، وكان هذا قبل لقاء أردوغان مع بوتين، ورد الأسد بأنه يحتاج إلى دعم مالي".

وبحسب المصدر؛ فإن "الأسد" أبلغ المسؤول الإماراتي بأن "إيران توقفت عن الدفع لأنهم لا يملكون أموالا، والروس لا يدفعون بأي حال، لذا نطلب 5 مليارات دولار دعما مباشرا لسوريا".

وأضاف المصدر أنهم اتفقوا على دفع 3 مليارات دولار، منها مليار دولار قبل نهاية مارس/آذار.

ووفق الموقع، فإنه "عندما بدأ الأسد في إعادة بناء قواته للضغط على المواقع التركية في إدلب، حصل الروس، الذين يراقبون التحركات العسكرية على الأرض عن كثب في سوريا، على تفاصيل الاتفاق بين الإمارات وبشار الأسد".

وآنذاك، أرسل "بوتين" وزير دفاعه "سيرجي شويجو" في زيارة غير مخطط لها إلى دمشق لإبلاغ النظام السوري بعدم إطلاق الهجوم مرة أخرى.

وقال المصدر: "كانت الرسالة التي أرسلها شويجو واضحة: لا نريدك أن تعيد هذا الهجوم.. روسيا تريد استمرار وقف إطلاق النار".

وأكد مسؤول تركي رفيع المستوى، بحسب الموقع، أن الإمارات قدمت هذا العرض للنظام السوري بالفعل، مضيفا: "كل ما يمكنني قوله هو أن محتوى التقرير صحيح".

وأشار الموقع إلى أنه حتى بعد هذه الزيارة، وبعد إبرام الاتفاق، لم تتوقف محاولات الإمارات لعرقلة تنفيذ وقف إطلاق النار، عبر محاولات مستميته لإقناع "الأسد" بذلك.

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ناتو يدرس تعزيز دعمه لتركيا بعد تطورات إدلب السورية

لماذا تسعى الإمارات لتعزيز نفوذها لدى الأسد؟