نائب مرشد الإخوان: لا مصالحة مع السيسي ولا زلنا أقوياء

الجمعة 10 أبريل 2020 09:06 م

قال نائب مرشد جماعة "الإخوان المسلمون" إن مصطلح "المصالحة الوطنية"، غير موجود في قاموس الجماعة، عندما يكون في الطرف الآخر الانقلاب أو (الرئيس المصري) "عبدالفتاح السيسي"، لافتا إلى أن الجماعة لا تزال قوية ولها تواجد في الشارع.

جاء ذلك، في حوار له، نشره موقع "عربي21"، الجمعة، قال فيه إن "السيسي" شخص غير وطني من الأساس، ولا يوجد لدى الإخوان تعبير "مصالحة وطنية" مع الانقلاب.

وأضاف: "السيسي هو أصل كل شر، وسبب كل بلاء، وقد نطق بخطاب استئصالي في الوقت الذي تحتاج فيه بلادنا لكل جهود المصريين على اختلاف أطيافهم".

وبعد أشهر من الانقلاب على "محمد مرسي" أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا والذي كان منتميا لجماعة الإخوان، اعتبرت السلطات المصرية الجماعة "محظورة"، وهو توصيف اعتادت عليه الجماعة، منذ تأسيسها عام 1928، من أغلب أنظمة الحكم بمصر، قبل أن تصنفها لاحقا "إرهابية".

وتابع "منير": "الرجل بلا عقل وليس لديه أي رشد، ولا يهمه سوى أن يظل في منصبه الزائل، ويؤسس وجوده على الفرقة والخلاف والانقسام المجتمعي والسياسي، فهذا هو سر وجوده وبقائه واستمراره حتى الآن".

ولفت إلى أن الإخوان لا تقبل بمصطلح "المصالحة الوطنية" مع "السيسي"، لأنه شخص غير وطني من الأساس، متسائلا: "كيف نتصالح معه؟".

وأضاف: "قولا واحدا لن تكون هناك أي مصالحة بيننا وبين السيسي، فلا توجد أي مساحة لمصالحة مع الانقلاب، ولا يوجد لدى الإخوان تعبير مصالحة وطنية مع الانقلاب، بعدما فرّط في مقدرات الدولة المصرية، ونهب خيراتها، وأهدر دماء أبنائها".

وعلى مدى أكثر من 4 سنوات، تبنت أطراف عدة، بينهم مفكرون مصريون وأحزاب ودبلوماسيون غريبون، مبادرات لتسوية سياسية تنهي حالة الانقسام المجتمعي في البلاد، وتقود إلى مصالحة شاملة، لكن دون جدوى.

وما لبثت أن تراجعت تلك الفعاليات في السنوات الأخيرة، مع تولي "عبدالفتاح السيسي"، فترة رئاسة ثانية للبلاد، حتى 2022.

وأشار "منير" إلى أنه "لا يمكن لأحد أن يعطي السيسي الأمان، والأمهات الثكلى والأرامل والأيتام وأسر الشهداء والمعتقلين والمطاردين بكل تأكيد لن يمنحونه هذا الحق".

وتساءل: "هل يتصور أي أحد أن تنسى جماعة الإخوان تلك الحقوق والدماء يوما ما؟، نحن لم ولن ننساها مهما حدث، وستظل في رقابنا وفي رقبة كل المصريين".

إلا أنه أضاف: "المصالحة الوطنية الحقيقية تكون مع الشعب المصري، وجميع التيارات الوطنية على اختلاف أطيافها، ومع جميع العقلاء والحكماء والشرفاء في جميع مؤسسات الدولة المصرية".

وزاد: "نحن مع أي محاولة جادة ومعقولة لإنقاذ مصر، وإعلاننا تأجيل الخلافات السياسية لم يكن من أجل السيسي على الإطلاق، بل من أجل شعبنا الذي يعاني الويلات وأزمات تلو الأزمات".

واستطرد نائب مرشد الإخوان: "سنظل نتواصل مع الشعب المصري، ونقف بجواره ونسانده في أزمة كورونا، وغيرها من الأزمات، التي نسعى لتقليل آثارها وفق إمكانياتنا وما نملكه من أدوات، ولن نتخلى يوما عن شعبنا".

وأضاف: "نحن لا نطلب أن نكون رؤساء، ولا نريد المشاركة في الحكم مرة أخرى، وهذا الرجل الذي قام بالانقلاب بمفرده سيظل بمفرده يأكل الآخرين حتى يأكله الآخرون يوما ما".

وتابع: "الفرقة والانقسام المجتمعي والسياسي سر وجود السيسي، واستمراره في الحكم حتى الآن، فهو يسعى لإشعال نيران الأزمة المصرية، ويتوهم أنه يجلس في قمة عالية ولن يطاله أحد".

وشرح حديثه قائلا: "السيسي يتبع الاستراتيجية المعروفة بضرورة خلق الأعداء لتنفيذ مخططاته، ولمحاولة ضمان بقائه في الحكم لأطول فترة ممكنة، ولتبرير فشله الذريع على كل المستويات".

وأضاف "منير" متحدثا عن "السيسي": "حتى لو لم يكن له أعداء سيخلق بنفسه أعداءً له، ويصنعهم على عينيه، وهذا نهج معروف لكل الطغاة والمستبدين، وبالتالي لن يتغير نهج الانقلابيين الذين يزعمون أن عودة الإخوان أو الآخرين ممن يصفونهم بالأشرار تمثل تهديدا مباشرا للسلطة".

ولفت نائب مرشد الإخوان إلى أن حديث "السيسي"، عن عودة الإخوان خير دليل على قوة الجماعة، وحضورها في المشهد، وأنها ما زالت قادرة على التغيير.

وأضاف: "رصيد الجماعة الآن تضاعف في الداخل والخارج، مقارنة بما حصلت عليه الإخوان في انتخابات عام 2012".

وتابع: "نحن لم ننتهِ، ولم ننقطع عن الشعب المصري حتى نعود إليه مرة أخرى، وهذا الرجل يقرأ التاريخ قراءة خاطئة تماما، ولا يملك التحكم في أفكار وقناعات الشعب أو حتى مكونات الدولة المصرية".

واستطرد: "جماعة الإخوان فكرة، والفكرة لا تموت".

وتوقع "منير"، مصيرا لـ"السيسي"، مشابها للزعيم الشيوعي السابق "نيكولاي تشاوشيسكو"، الذي كانت بلده تحترق تحت أقدامه، وظل رافضا لأي إصلاح سياسي، مُستدعيا الخلافات السياسية مع شعبه، واهما أن إرادته حتما ستنتصر على إرادة الجماهير، مُتلبسا دور الزعامة.

وأشار إلى أن "السيسي" يسير على نفس الخطى، وسيفاجأ بمصير لن يقل سوءا عن مصير الأحمق السابق.

وزاد: "نرى ونستشعر قرب نهايته".

وختم "منير" حديثه بالقول: "الأزمة في عهد (الرئيس الأسبق) جمال عبدالناصر استمرت نحو 16 عاما، وانتهت بوفاته، بل كانت نهايتها الفعلية قبل أن يموت عقب نكسة 1967، وبكل تأكيد سيرحل السيسي ولن يعيش أبد الدهر، وقد تنتهي الأزمة قبل وفاته".

وكرر "السيسي" أكثر من مرة بأن قرار الحوار مع الإخوان "بيد الشعب"، ويعيب عليهم عدم القبول بانتخابات رئاسية مبكرة كانت مطروحة قبيل الانقلاب، الذي قاده "السيسي" نفسه على الرئيس الراحل "محمد مرسي" في 2013.

في المقابل يقول الإخوان إنهم يواجهون محاكمات "سياسية جائرة" بحق آلاف من قياداتهم وكوادرهم، ويرفضون الأحكام الصادرة ضدهم.

وحاليًا يُحاكم مرشد الإخوان "محمد بديع"، وأغلب قيادات وكوادر الجماعة، بتهم مرتبطة بالعنف، وهو ما تنفيه الجماعة، وتقول إنها تتمسك بالسلمية في رفضها الانقلاب العسكري.

وتشير تقارير حقوقية محلية ودولية متواترة، إلى أنه منذ انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، جرى اعتقال عشرات الآلاف من معارضي الانقلاب وعلى رأسهم قيادات وأفراد جماعة الإخوان، وحبسهم في ظروف لا إنسانية، أدت إلى مقتل المئات تحت التعذيب وجراء الإهمال الطبي المتعمد فضلا عن الإخفاء القسري.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إبراهيم منير إخوان مصر انقلاب مصر عبدالفتاح السيسي المصالحة الوطنية

وزير خارجية مصر: لا نية للمصالحة مع الإخوان

الإخوان تدعو من باعدته الأحداث للعودة إليها 

أمريكان كونسرفاتيف: بذور الثورة في مصر.. يجب رفع الدعم عن الفرعون

السجن 25 عاما غيابيا للقائم بأعمال مرشد إخوان مصر