مفتي مصر: لا يجوز حرمان شهيد كورونا من حق الدفن

السبت 11 أبريل 2020 06:12 م

أكد مفتي مصر "شوقي علام" أنه لا يجوز لإنسان أن يحرم أخاه خاصة ممن توفوا بفيروس كورونا من دفنه بعد موته. 

جاء تصريح المفتي بالتزامن مع محاولة أهالي قرية مصرية منع دفن سيدة كانت مصابة بفيروس كورونا المستجد المنتشر في أنحاء العالم.

وقال "علام" في كلمة له السبت إن دفن الإنسان تكريم له من الله حتى بعد موته وانتقاله إلى لقاء الله تعالى، ولا فرق في ذلك بين مسلم أو غيره ولا بين غني أو فقير ولا بين صحيح أو مريض، ومن أهم مظاهر تكريم الإنسان بعد خروج روحه التعجيل بتغسيله والصلاة عليه وتشييع جنازته ثم دفنه، وهذا ما أجمعت عليه أمة الإسلام منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا".

وأضاف أنه "لا يجوز لأي إنسان أن يحرم أخاه الإنسان من هذا الحق الإلهي المتمثل في الدفن الذي قال الله فيه (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) ولا يجوز بحال من الأحوال ارتكاب الأفعال المُشينة من التنمر – الذي يعاني منه مرضى كورونا شفاهم الله أو التجمهر الذي يعاني منه أهل الميت رحمه الله عند دفنه، ولا يجوز اتباع الأساليب الغوغائية من الاعتراض على دفن شهداء فيروس كورونا التي لا تمت إلى ديننا ولا إلى قيمنا ولا إلى أخلاقنا بأدنى صلة، فإذا كان المتوفى لقي ربه متأثرا بفيروس كورونا فهو في حكم الشهيد عند الله تعالى لما وجد من ألم وتعب ومعاناة حتى لقي الله تعالى صابرًا محتسبا".

وأوضح "علام" أنه إذا كان المتوفى من الأطباء المرابطين الذي يواجهون الموت في كل لحظة ويضحون براحتهم بل بأرواحهم من أجل سلامة ونجاة غيرهم، فالامتنان والاحترام في حقهم واجب والمسارعة بالتكريم لهم أوجب، فيجب على من حضر من المسلمين وجوبا كفائيا أن يسارعوا بدفنه بالطريقة الشرعية المعهودة مع اتباع كافة الإجراءات والمعايير الصحية التي وضعتها الجهات المختصة لضمان أمن وسلامة المشرفين والحاضرين، وبما يضمن عدم انتشار الفيروس إلى منطقة الدفن والمناطق المجاورة.

وتابع: "في الختام ندعو جميع المصريين، أن يعملوا جميعا على سد أبواب الفتن بعدم الاستماع إلى الشائعات المغرضة، وألا يستمعوا إلا لكلام أهل العلم والاختصاص، وأن يتناصحوا وأن يتراحموا وأن يتعاونوا على البر والتقوى، ولنكن كما قال صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)".

وفي وقت سابق السبت، أطلقت الشرطة المصرية الغاز المسيل للدموع على عشرات من أهالي قرية في دلتا النيل لرفضهم دفن سيدة توفيت إثر إصابتها بفيروس كورونا المستجد في مقابر القرية خوفا من انتقال المرض إليهم.

وأوضح مصدر أمني أن طبيبة متقاعدة تبلغ من العمر 65 عاما توفيت إثر إصابتها بالفيروس الذي انتقل إليها من ابنتها العائدة من أسكتلندا وتم نقل الجثمان لدفنه في مقبرة يمتلكها زوجها في قرية بمحافظة الدقهلية لكن أهالي هذه القرية تجمعوا ورفضوا دفن الجثمان الذي تم نقله في سيارة إسعاف معقمة، فأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الأهالي المتجمعين وتمكن فريق الإسعاف من دفن الجثمان.

وحتى الآن، توفي 135 شخصا في مصر جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد بينما بلغ عدد الإصابات الإجمالي 1794 حالة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كورونا فيروس كورونا خسائر كورونا

أهالي قرية مصرية يرفضون دفن طبيبة توفيت بكورونا (صور)

الأزهر: التنمر على المصابين بكورونا سلوك محرم

اعتقال 15 مصريا حاولوا منع دفن طبيبة توفيت بكورونا

الأزهر والأطباء العرب: بتدابير احترازية لا ينتقل كورونا من الموتى