فرضت السلطات المصرية، قيودا على صلاة الجنازة، في ظل تفشي فيروس "كورونا" المستجد في البلاد، في وقت نفت فيه أن تكون جثث المتوفين بـ"كورونا" تنقل العدوى.

وقال وزير الأوقاف المصري "محمد مختار جمعة"، في بيان الأحد: "يتطلب في الظرف الراهن تقليل عدد المشيعين للمتوفى إلى الحد الأدنى، الذي تتحقق به الكفاية من الأهل والأقربين".

وأضاف: "لكل من حبسه العذر عن شهود الجنازة -ولا شك أن خشية انتقال عدوى فيروس كورونا عذر معتبر شرعا- ألا يحرم نفسه من الأجر والثواب، وأن يصلي صلاة الغائب في بيته على من فقد ممن يحب".

وتابع الوزير المصري: "فيصير بذلك من صلى على كل جنازة عشرات الآلاف، بل ربما عشرات الملايين من المصلين، وفي ذلك كثير من الرحمة للميت ومواساة لأهله".

وأضاف البيان: "إذا كان ذلك جائزا في غير وقت الجائحة، فإنه في أوقات الجوائح أولى، مع تأكيدنا على عدم جواز الاجتماع لذلك في الظروف الراهنة".

من جانبها، قالت وزارة الصحة، إنه لا دليل على إصابة الأشخاص بالعدوى، جراء التعرض لجثث الأشخاص الذين توفوا بسبب فيروس "كورونا" المستجد.

وأضاف المتحدث باسم الوزارة "خالد مجاهد"، إن "جثث المتوفين بفيروس كورونا المستجد لا تسبب العدوى إطلاقا".

ولفت إلى أن "إجراءات نقل الجثة بعد الغسل والتكفين، يتم تنفيذها بالطريقة الشرعية المتعارف عليها، ويكون الكفن له 3 طبقات، ويتم وضعه داخل كيس غير منفذ للسوائل، ونضع عليه علامة خطر الإصابة بالعدوى، ويتم توضيح هذا بأوراق رسمية، ويتم وضع الجثة داخل صندوق مُغلق قابل للتنظيف والتطهير، ثم يتم تسليمه للأهل لنقله".

الأمر ذاته، أكدته المستشارة الإقليمية للشرق المتوسط لمكافحة العدوى بمنظمة الصحة العالمية "مها طلعت"، حين قالت إن "العدوى لا تنتقل من المتوفى المُصاب بصورة كاملة، وهناك إجراءات خاصة عالمية لتغسيل الجثمان لمنع انتقال العدوى".

وفي وقت سابق، قالت منظمة الصحة العالمية، في بيان: "خلافا للاعتقاد الشائع، فلا دليل على أن الجثث تشكل خطرا بعد الإصابة بأمراض وبائية إثر كارثة طبيعية، لأن معظم الجراثيم المسببة للأمراض لا تبقى على قيد الحياة لفترة طويلة في جسم الإنسان بعد الموت".

وكانت مؤسسة الأزهر في مصر، أفتت السبت، بحرمة إيذاء المُصاب بفيروس "كورونا" المستجد، أو الإساءة إليه، أو امتهان من تُوفي جرّاءه.

وشددت في بيان على أن "التنمّر ضد مُصابي كورونا سلوك مرفوض ومُحرّم".

وفي وقت سابق، السبت، تجمهر أهالي قرية "شبرا البهو" التابعة لمدينة أجا في محافظة الدقهلية (دلتا النيل/شمال)، رافضين دخول جثمان طبيبة مصرية، تدعى "سونيا عبدالعظيم" للدفن بمقابر القرية، خوفا من إمكانية إصابتهم بـ"كورونا"، ما استلزم تدخل قوات الشرطة، التي اشتبكت مع بعض الأهالي، لتمكين أهالي المتوفاة من دفنها، واعتقلت أكثر من 20 شخصا.

ووفق أحدث إحصائية حتى فجر الأحد، سجلت مصر 1939 حالة إصابة بفيروس "كورونا" الجديد، توفي منهم 146، بينما تعافى 426.