الرئيس الجزائري يقيل مدير الأمن الداخلي.. ومعارضون: صراع الأجنحة يتجدد

الاثنين 13 أبريل 2020 10:36 م

اعتبر معارضون جزائريون أن خطوة إطاحة الرئيس "عبدالمجيد تبون"، بمدير الأمن الداخلي (المخابرات الداخلية) "واسيني بوعزة"، بمثابة ثمرة صراع قوي بين جناحي المخابرات والرئاسة من جديد.

والإثنين، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، تعيين الجنرال "عبدالغني راشدي" مديرا للأمن الداخلي بالنيابة، خلفا لـ"بوعزة" الذي أنهيت مهامه من المنصب.

وقالت الوزارة في بيان: "باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، أشرف اللّواء السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، اليوم، على التنصيب الرسمي للعميد عبدالغني راشدي، مديرا عاما للأمن الداخلي (المخابرات الداخلية) بالنيابة".
ونقل البيان عن "شنقريحة" قوله خلال مراسم التنصيب: "آمركم جميعا بالعمل تحت سلطته وطاعة أوامره، وتنفيذ تعليماته، بما يمليه صالح الخدمة، تجسيدا للقواعد والنظم العسكرية السارية، وقوانين الجمهورية، ووفاء لتضحيات شهدائنا الأبرار وتخليدا لقيم ثورتنا المجيدة".

 وجاء القرار بعد أيام من تعيين "راشدي" نائبا  لـ"بوعزة" بصلاحيات واسعة، وفهم حينها أن "تبون" بدأ في تقليم أظفار الجنرال المقال.

وأشيع أن "بوعزة" كان يعارض ترشح "تبون" لمنصب الرئاسة، وكان يدعم خصمه "عز الدين ميهوبي"، آخر وزير للثقافة في عهد الرئيس السابق "عبدالعزيز بوتفليقة".

ويتكون جهاز المخابرات الجزائري حاليا من 3 فروع منفصلة تتبع قيادة الأركان هي: المخابرات الداخلية والمخابرات الخارجية والأمن التقني.

ويتمتّع ضباط الأمن الداخلي بصلاحيات التحقيق في القضايا الأمنية وقضايا الإرهاب والمحافظة على الأمن، وأضيفت لهم مؤخرًا صلاحيات التحقيق في قضايا الفساد.

صراع أجنحة

من جانبه اعتبر عضو أمانة حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة الدبلوماسي السابق "محمد العربي زيتوت" أن إطاحة "تبون" بـ"بوعزة"، هو ثمرة صراع قوي بين جناحي المخابرات والرئاسة من جديد. وفقا لموقع "عربي 21".

وقال "زيتوت": "الإطاحة بواسيني بوعزة تمثل انتصارا لجناح الرئاسة ولأصدقاء مدير المخابرات السابق الجنرال محمد مدين (التوفيق) وبشير طرطاق منسق الأجهزة الأمنية والسعيد بوتفليقة شقيق الرئيس المعتقلين، إضافة إلى كونه انتصارا للرئيس عبدالمجيد تبون نفسه".

وأضاف: "لقد جاء صعود الجنرال واسيني بوعزة مستعجلا، فقد وصل إلى منصب مدير المخابرات في أبريل/نيسان من العام الماضي، بعد الإطاحة بـ(الرئيس) عبدالعزيز بوتفليقة".

وأضاف "زيتوت" أن "بوعزة" تمكن منذ ذلك الحين من إسقاط عدد من الجنرالات الأقوياء، وهو من أقنع قائد الأركان الراحل "قائد صالح" بألا يضع واسطة بينه وبين المخابرات، وباعتقال القيادات الأمنية والسياسية السابقة، وظلت قناة التواصل بينهما مباشرة.

وأشار "زيتوت" إلى أن "الجنرال واسيني بوعزة، الذي أصبحت له الكلمة العليا في عهد رئيس الأركان الراحل، ارتكب خطأ قاتلا في الانتخابات الرئاسية الماضية".

وأوضح "زيتوت" قائلا إنه "بينما كان قائد صالح مع دعم عبدالمجيد تبون عمل واسيني بوعزة على دعم عزالدين ميهوبي، وقد وصل الخبر إلى قائد صالح الذي كان يومها على فراش المرض، فغضب وكاد يأمر باعتقاله لولا أن الموت أدركه".

وذكر "زيتوت" أن "عبدالمجيد تبون، الذي كان على علم أيضا بميول واسيني بوعزة في الانتخابات الرئاسية، عمل منذ وصوله إلى منصب الرئاسة، على تشكيل فريق ضم عددا من الأسماء ذات الصلة بقيادات النظام السابق المعتقلين، ومنهم عبدالعزيز مجاهد ورئيس مكتب التوفيق الحاج رضوان".

وأضاف: "عمل فريق تبون على مدى الأشهر الأربعة التي تلت وصوله إلى الرئاسة على إضعاف واسيني بوعزة إلى أن جاءت اللحظة المناسبة للإطاحة به".

واعتبر "زيتوت" أن هذا الصراع الخفي الذي يطبع العلاقات بين أجنحة نظام الحكم في الجزائر يؤكد مرة أخرى، صوابية مطلب الشعب الجزائري وقواه الحية بالدعوة إلى قيام دولة مدنية حقيقية كما يطالب الحراك منذ سنة، لأنها تمتلك المؤسسات الواضحة لحسم الخلافات في إدارة الشأن العام، وهي الأكثر ضمانة لحفظ حقوق الناس، على حد تعبيره.  

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

صراع الأجنحة انتخابات الرئاسة الجزائرية الرئاسة الجزائرية

تقارير تؤكد توقيف مدير مخابرات الجزائر الداخلية واسيني بوعزة

الجزائر تفتح تحقيقا بتمويل خارجي لوسائل إعلام محلية