دعم إسرائيل الخفي لحرب حفتر في ليبيا

الخميس 16 أبريل 2020 02:30 م

تستمر الحرب في ليبيا رغم مناشدات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية بإيقاف النزاعات المسلحة مؤقتا على الأقل خلال وباء "كورونا".

بعد هجوم الإثنين الماضي، انقطعت إمدادات المياه عن أكثر من مليوني شخص في طرابلس والبلدات المجاورة. وتندلع الآن معارك ضارية غرب العاصمة الليبية.

تتلقى حكومة "الوفاق" في طرابلس المعترف بها من الأمم المتحدة، والتي يقودها "فايز السراج"، دعما بشكل رئيسي من كل من قطر وتركيا.

على الجانب الآخر هناك قوات الجنرال "خليفة حفتر"، الذي يسيطر على شرق ليبيا مع مدينة بنغازي الساحلية الرئيسية.

كان "حفتر"، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، معروفا بأنه قريب جدا من وكالة المخابرات المركزية خلال منفاه في عهد "معمر القذافي". ولا عجب إذن أن "حفتر" مدعوم من قبل إدارة الرئيس "دونالد ترامب"، التي تدعم ظاهريا جهود السلام الدولية، لكنها تشجع سرا حملات الجنرال الليبي.

كما يتلقى "حفتر" دعما من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وخاصة مصر والإمارات، وبدرجة أقل (إسرائيل).

  • الأسلحة والتدريب

العلاقة الإسرائيلية مع "حفتر" ليست علنية، لكنها لا تزال مهمة للغاية. والواقع أن الدور الذي لعبه "حفتر" هو نتيجة المحور الذي تم إنشاؤه في السنوات الأخيرة، والذي يتكون من مصر والإمارات والسعودية و(إسرائيل).

وأفاد تلفزيون "العربي"، هذا الأسبوع، بأن الإمارات قامت بتمويل وتزويد قوات "حفتر" بأنظمة دفاع جوي متقدمة، تم تصنيعها من قبل شركة إسرائيلية ونقلها عبر مصر. وتهدف هذه الأنظمة إلى مواجهة الطائرات بدون طيار التركية.

يدار "الملف" الليبي من قبل "الموساد" الذي ينسق عملياته وسياساته فيما يتعلق "بحفتر" مع الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" ورئيس مخابراته "عباس كامل".

التقى مبعوثو الموساد في مناسبات عديدة مع "حفتر" في القاهرة بين عامي 2017 و 2019، وسهلوا تدريب بعض ضباطه الرئيسيين على تكتيكات الحرب، وجمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها، إضافة إلى تدابير السيطرة والقيادة.

إضافة إلى ذلك، ساعد "الموساد" قوات "حفتر" على شراء معدات الرؤية الليلية وبنادق القنص.

تعتبر العلاقات الخاصة بين "حفتر" و(إسرائيل) مفارقة تاريخية؛ حيث خدم "حفتر"  في الجيش الليبي في عهد "القذافي"، وشارك في الانقلاب في عام 1969.

وفي عام 1973، عندما كان "حفتر" ضابطا شابا، كان عضوا في الوحدة الليبية التي ساعدت مصر في "حرب أكتوبر". ومع ذلك، فإن اللواء الليبي والطيارين الليبيين الذين تمركزوا في مصر لم يشاركوا في القتال النشط.

  • اهتمام تاريخي

في عهد "القذافي"، كان لـ(إسرائيل) مصلحة خاصة في ليبيا. فقد موّل الزعيم الليبي النضال الفلسطيني واستضاف ناشطين فلسطينيين.

وردا على ذلك، تابعت المخابرات الإسرائيلية والقوات الخاصة المسؤولين الليبيين وتتبعت الطيران الليبي، وهبطت على شواطئ الدولة الواقعة في شمال أفريقيا لزراعة أجهزة التنصت وتنفيذ العمليات.

في إحدى عمليات عام 1995، نصبت وحدة كوماندوز بحرية كمينا لقتل زعيم حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية "فتحي الشقاقي"، لكنها أُمرت بالانسحاب بعد أن قامت مجموعة من السياح الأوروبيين بالتخييم بالقرب من واحة الصحراء. بعد ذلك ببضعة أشهر، اغتيل "الشقاقي" على يد عملاء "الموساد" في مالطا.

كما أبدت (إسرائيل) اهتماما كبيرا بنوايا "القذافي" وقدراته على تصنيع أسلحة كيميائية وبيولوجية ونووية.

قام عملاء المخابرات الإسرائيلية بجمع البيانات والمعلومات، لكن في وقت لاحق أدركوا أن معلوماتهم كانت غير كافية. طورت ليبيا، بمساعدة باكستان، قدرات نووية أكثر تقدما مما توقعت المخابرات الإسرائيلية.

في النهاية، كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية و جهاز الاستخبارات البريطاني من أبرز الجهات التي تعاونت سرا مع "القذافي" وأقنعته في عام 2004 بالتخلي عن مثل هذه المشاريع.

خلال هذه الفترة من العلاقات الجيدة مع الغرب، والتي استمرت حتى قتله في انتفاضة مدعومة من "الناتو" عام 2011، غازل الزعيم الليبي  (إسرائيل) وأطلق بعض الإيماءات السياسية.

دعا "القذافي" وابنه "سيف الإسلام" إلى السلام بين (إسرائيل) وفلسطين على أساس دولة واحدة، أطلقوا عليها اسم "إسراطين".

حتى بعد مقتل "القذافي" على يد الثوار، حاول أفراد عائلة "القذافي" التواصل مع (إسرائيل) للحصول على المساعدة. وبينما وجدت ابنته "عائشة" ملجأ في الجزائر العاصمة، قيل إنها أرسلت رسائل عبر وسطاء إيطاليين تسأل عما إذا كان سيسمح لها بالانتقال إلى (إسرائيل)، مدعية أن جدتها كانت يهودية. إلا أن محاميا إسرائيليا يمثل "عائشة" نفى تقديم الطلب. والآن مع استمرار الحرب الأهلية، فإن لـ(إسرائيل) مصلحة أخرى في الدولة.

تهدف تركيا من خلال توسيع وجودها في ليبيا، إلى زيادة نفوذها في البحر المتوسط ​​وبالتالي تعطيل الخطط القبرصية الإسرائيلية لبناء خطوط أنابيب الغاز إلى اليونان وإيطاليا.

لكن يجب ملاحظة أن التدخل والتأثير الإسرائيليين في عمليات "حفتر" في ليبيا يعتبر ضئيلا إذا ما قورن بدور روسيا التي ترسل المرتزقة والأسلحة وكافة أشكال الدعم لمساعدة "حفتر".

المصدر | يوسي ميلمان/ميدل ايست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

خليفة حفتر

الوفاق الليبية: الإمارات أرسلت 100 شحنة أسلحة لحفتر

انتصارات الوفاق تعمق جراح الإمارات في ليبيا

بروكينجز: هكذا يعيد كورونا صياغة البيئة الاستراتيجية لإسرائيل

طائرة خاصة لأحد رجال حفتر تغادر من دبي إلى إسرائيل