أشادت صحيفة "ذا هيل" الإلكترونية الأمريكية، بالجهود التي تبذلها تركيا في المعركة العالمية لمواجهة تفشي جائحة "كورنا"، وقالت إن أنقرة أثبتت نفسها كلاعب رئيسي في تلك المعركة، عبر الدعم الذي تقدمه لغيرها من دول العالم في مكافحة الفيروس.

وقالت الصحيفة إنه "خلال جائحة كورونا، أثبتت تركيا نفسها كداعم رئيسي للجهود العالمية خارجيا، كما تصرفت بسرعة وكفاءة للحد من انتشار الفيروس داخليا، وكانت استجابتها أسرع بكثير من استجابة بعض الدول الأوروبية الكبرى".

وتطرقت الصحيفة إلى بعض الجهود التركية في مواجهة "كورونا" داخليا، وقالت إن الحكومة أغلقت المدارس والجامعات بعد يوم واحد فقط من ظهور أول حالة إيجابية في البلاد، وفي عطلة عيد الفصح، فرضت حظر التجول لمدة يومين في معظم المحافظات الكبرى، مع التأكد من بقاء حوالي 78% من سكانها البالغ عددهم 64 مليون نسمة في منازلهم.

ووفق الصحيفة، فإنه رغم تسجيل 69 ألف إصابة ونحو 1500 وفاة بـ"كورونا" في تركيا، فإن الحكومة بذلت جهودا مسبقة لمواجهة الفيرس، وزادت خطوط إنتاج معدات الحماية الطبية وتوزيع أقنعة مجانًا على مواطنيها.

وقالت إن هذه الاستجابة السريعة والاستعدادات الكبرى ليست غريبة على تركيا، نظرًا لأن البلاد لديها تاريخ من الكوارث واسعة النطاق، من الزلازل المدمرة إلى إدارة ملايين اللاجئين والمهاجرين.

وعن الدور التركي في مواجهة "كورونا" عالميا، أشارت الصحيفة إلى أن تركيا قدمت، في أوائل أبريل/نيسان، أقنعة ومجموعات اختبار لدول البلقان وإيطاليا وإسبانيا، استجابةً لطلب المساعدة الذي تم من خلال مركز تنسيق الاستجابة للكوارث الأوروبية الأطلسية التابع لحلف الناتو.

ولفت إلى أن 88 دولة طلبت، حتى الآن، معدات طبية من تركيا التي أرسلت المساعدة إلى 30 دولة حتى الآن، وفقًا لوزارة الصحة التركية.

كما أرسلت تركيا 500 ألف اختبار لفيروس "كورونا" إلى الولايات المتحدة، وقدمت المساعدة الطبية التي تشتد الحاجة إليها إلى ليبيا التي مزقتها الحرب بسبب "خليفة حفتر" الذي يستمر في هجماته على العاصمة طرابلس، واشترطت على (إسرائيل) تقديم مساعدات طبية للفلسطينيين، إذا أرادت الحصول على مساعدات طبية.

وبحسب الصحيفة، تتلقى المملكة المتحدة مساعدة طبية من تركيا، تسلمها طائرات تابعة للقوات المسلحة التركية، وتشمل 100 ألف بدلة طبية لتعزيز حماية الأطباء في المستشفيات التي تقاتل في الخط الأمامي لمواجهة "كورونا".

كما تتلقى إيطاليا وإسبانيا، وهما الدولتان الأوروبيتان الأكثر تضرراً، مساعدات طبية من تركيا.

وأوضحت الصحيفة أن الحكومة التركية فرضت قيودًا على صادرات المواد الطبية من أجل إدارة تعقيدات تلبية الطلبات المحلية ومساعدة الدول الأخرى، لذا يجب على الشركات الحصول على موافقة الحكومة قبل تصدير معدات الحماية الطبية، التي تعد حاليًا أعلى السلع قيمة في العالم.

وقالت الصحيفة: "بينما تتحد البلدان والمجتمعات في جميع أنحاء العالم في اتخاذ تدابير جذرية للمساعدة في التغلب على فيروس كورونا، وتعليق الاقتصادات، وإجبار الناس على البقاء في المنازل وممارسون التباعد الاجتماعي، يجدر منح الثقة لمن يستحقها: تركيا تستحق ذلك حقًا".