القطرية تعزز دبلوماسية الدوحة حول العالم

الجمعة 17 أبريل 2020 07:37 ص

حظيت قطر بثناء وتقدير حكومات ومسافرين، بسبب تنظيمها رحلات جوية لإعادة آلاف المسافرين العالقين خارج بلدانهم، بسبب الإغلاقات الناجمة عن تفشي فيروس "كورونا".

ويرى مراقبون أن الدوحة تأمل، عبر الإبقاء على طائراتها في الجو على النقيض من منافسيها الإقليميين، تسجيل نقاط دبلوماسية في المواجهة المستمرة مع جيرانها.

وتشغّل "الخطوط الجوية القطرية" حاليا 35% من خدماتها العادية، وقامت باستخدام قدراتها التشغيلية الإضافية لنقل 17 ألف شخص على متن نحو 60 رحلة خاصة، تم تأجيرها لبلدان أخرى، بهدف إجلاء مواطنيها.

ووجهت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا علنا مواطنيها نحو استخدام الشركة القطرية للعودة إلى بلدانهم، وأثنت على الدوحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

فقد قامت السفارة الفرنسية في سيدني بنشر صور لمواطنيها، وهم يرفعون شارات النصر لدى توجههم إلى الطائرة التي كانت ستقلهم من بيرث إلى باريس.

وقامت "القطرية" أيضا بإجلاء دبلوماسيين أمريكيين وأجانب من العراق.

ويقول الباحث "أندرياس كريج" المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط في كلية "كينجز كولدج" البريطانية، أن هذا "يخدم صورة قطر"، ويسمح لها "بتسجيل نقاط دبلوماسية، ويؤكّد من جديد على أهمية أن يتيح العالم لقطر بالوصول إلى المجال الجوي وحرية الطيران".

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر في يونيو/حزيران 2017، متّهمة إياها بدعم الحركات الإسلامية والتقرّب من إيران، الأمر الذي تنفيه الدوحة.

ومنذ ذلك، أغلقت هذه الدول مجالها الجوي أمام الخطوط الجوية القطرية، وحظرت السفر إلى الإمارة وعلّقت التعاون التجاري معها.

وتعثّرت المحادثات الرامية إلى وضع حد للخلاف في منطقة الخليج، بعد أن أثارت موجة من الجهود الدبلوماسية في أواخر العام الماضي آمالا بحدوث انفراج.

ويرى "كريج"، أن دور الخطوط الجوية القطرية خلال جائحة كورونا يشكل "رسالة واضحة" (إلى الشركاء) للمساعدة في رفع الحصار الجوي عن قطر، فيما أكّدت الحكومة القطرية أن هذا "ساعد مليون شخص على العودة إلى بلدانهم".

وبينما قامت ناقلات خليجية أخرى بما في ذلك "الاتحاد للطيران" في أبوظبي، و"طيران الإمارات" في دبي، و"الخطوط الجوية الكويتية" بتعليق رحلاتها بهدف توفير التكاليف، أبقت قطر على رحلات الركاب والشحن حيث أمكن.

ويؤكد "تيري أنتينوري"، كبير مسؤولي الإستراتيجية والتحول في الشركة أن "واجب الشركة هو أن تكون شريان حياة بين آسيا وأوروبا، وأيضا بين آسيا وأمريكا لمساعدة الناس على العودة إلى ديارهم".

ويضيف: "نحن ننظم رحلات تشارتر (طيران عارض)، وليس فقط رحلات كانت تحصل أصلا إلى مدن معينة، بهدف نقل الركاب العالقين من أجل الحكومة الفرنسية أو الحكومة الألمانية، بما في ذلك مدن لا تقوم الخطوط الجوية القطرية عادة بالطيران إليها".

كما حصلت قطر الغنية بالغاز على دعاية هامة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسبب مواصلتها أعمال البناء في الملاعب والبُنى التحتية التي ستستخدم خلال استضافتها كأس العالم في 2022.

وبينما قلّت أعداد المسافرين على متن الرحلات، بدأت "الخطوط الجوية القطرية" بتحميل المزيد من الشحنات على متن طائراتها في أماكن مخصصة بالعادة لحقائب المسافرين- في تعويض جزئي عن الخسائر من مبيعات التذاكر.

ويشير "توماس كوفيلد"، رئيس عمليات الشحن في الشركة، إلى أن الشحن يُجنب الشركة بعض الخسائر المالية.

ويتابع: "في العادة يكون لديك 20 طناً للشحن، لكن أصبح الآن في إمكانك وضع 60 طنا باستخدام مكان أمتعة الركاب".

وفي الأيام الأولى، بعد الأزمة الدبلوماسية في الخليج، فرغت رفوف المحلات التجارية في البلد الذي يقطنه 2.7 مليون شخص، من البضائع، وتخوّف السكان من نقص في الغذاء بعد إغلاق طرق الاستيراد.

ولكن الدوحة ردت بسرعة، وأرسلت طائرات تابعة لمجموعة "الخطوط الجوية القطرية" لاستيراد المواد الغذائية المختلفة.

ويرى "كريستيان"، الذي ألَّف كتابا عن الأزمة الخليجية، أن مقاطعة الدول الأخرى "منحت قطر خبرة قيادية في التكيف مع وضع يتغير بسرعة ووضع خطط طوارئ".

ولكن كغيرها من شركات الطيران، حذرت الشركة القطرية من أنها تحتاج إلى دعم حكومي بعد سنوات من الخسائر، ملقية باللوم على مقاطعة الدول الخليجية لها.

وبالإضافة إلى خطوطها الجوية التي نقلت 50 طنّاً من المعدات الطبية والمساعدات لمواجهة فيروس "كورونا"، سعت قطر أيضا إلى توصيل مستشفيين ميدانيين إلى إيطاليا.

ولكن كل هذه الجهود لم تكن مدعاة ثناء في كل مكان.

فقد تعرضت قطر لانتقادات بسبب إجلائها مواطنين بحرينيين كانوا في إيران، وتمّ استقبالهم في الدوحة.

وكتب مستشار العاهل البحريني "خالد آل خليفة" على "تويتر" أن قطر عرضت مواطني البحرين "للخطر الشديد"، متهما الدوحة بـ"التدخل" في شؤونها.

ويصف "أولريشسن"، هذه الحرب الكلامية بأنها "مجرد تسجيل سخيف للنقاط" في إطار الأزمة الدبلوماسية.

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

كورونا خسائر كورونا تداعيات كورونا مكافحة كورونا طيران القطرية

القطرية تعفي المسافرين من رسوم تغيير الرحلات بسبب كورونا