استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أمريكا بين معاقبة منظمة الصحة وإصلاحها

الاثنين 20 أبريل 2020 08:51 ص

  • لماذا لم توضح أمريكا أسباب عدم تعاملها مع تقارير مبكرة قبل أكثر من شهرين على انتشار الوباء؟
  • ولماذا لم تمنع هذه المعلومات توقيع الاتفاق التجاري "التاريخي" مع الصين إبان انتشار أخبار الفيروس؟
  • ليس هناك ما تخسره الصين من الصدام بين أمريكا ومنظمة الصحة بل لديها ما تكسبه على صعد كثيرة.
  • لماذا تأخرت منظمة الصحة في إعلان الفيروس وباء عالمياً؟ وهل فشل خبراؤها في تقييم ما توفّر لهم من معطيات علمية؟
  • لماذا تأخرت الصين في إعلان عدوى الفيروس؟ ولماذا عاقبت أطباء أفصحوا عن مخاوفهم وأجبرتهم على التكتّم حول طبيعة الفيروس؟
  • قطع مساهمة أمريكا في ميزانية منظمة الصحة العالمية في هذا التوقيت ينمّ عن تهوّر متعمّد وتخريب مبرمج وتصفية حسابات مع الصين.

*     *     *

لا يختلف اثنان على أن قرار الولايات المتحدة قطع مساهمتها في ميزانية منظمة الصحة العالمية، تحديداً في هذا الظرف والتوقيت، ينمّ عن تهوّر متعمّد وإرادة تخريب مبرمج وسعي غير مجدٍ إلى تصفية حسابات سياسية مع الصين.

وإذ نسب الأمر إلى نهج دونالد ترمب وأسلوبه، لأن قراره مطابق لعشرات القرارات التي اتخذها خلال رئاسته، فإن الإعلام الأمريكي كشف أن مستشاري الرئيس كان لهم دور في دفعه إلى هذا القرار.

لا شيء يمكن أن تجنيه واشنطن من خطوة كهذه بعدما انتقدها العالم، واعتبر أنها تضمر نية للإضرار بالعديد من الشعوب والمجتمعات، التي تعوّل على منظمة الصحة للحصول على أدوية ومعدات لمواجهة فيروس "كوفيد - 19".

في المقابل ليس هناك ما يمكن أن تخسره الصين من الصدام بين أمريكا ومنظمة الصحة، بل إن لديها ما تكسبه على أكثر من صعيد، خصوصاً أنها كثّفت مساعداتها الطبية في مختلف الأنحاء، وشكّل لها ذلك نوعاً من الاستثمار المسبق في مرحلة "ما بعد كورونا".

لم تشأ إدارة ترمب لوم نفسها على تأخّرها في الاستجابة لتحديات الوباء، فالحسابات الانتخابية لرئيسها جعلته يستبعد خيارَي الحظر والإغلاق تجنّباً لتداعياتهما الاقتصادية!

لذا التفتت إلى إلقاء اللوم على بكين التي تتحمّل– بلا شك– مسؤولية عدم الشفافية في الكشف المبكر عن الفيروس، لكن وجوب الإبقاء على مساحة دولية للتعاون والتضامن، جعلت هذه الإدارة تفرمل أو تؤجّل محاسبتها للصين، لتصبّ غضبها على منظمة الصحة، التي ينبغي أن يمرّ عبرها أي تعاون دولي.

قد تكون المنظمة أخطأت دون قصد، وربما يمكن اتهامها بمسايرة "سياسية" لبكين، لكنها تصرّفت وفقاً للمتاح، فكل منظمات الأمم المتحدة ملزمة بالتعامل مع الحكومات واستقاء المعلومات منها، وكل اجتهاد لها خارج الإطار الحكومي قد يؤدي إلى تقييد عملها في هذه الدولة أو تلك.

باستثناء عدد محدود جداً من الدول، تعاني الشعوب من الوباء مترقبة نهايته، ولا تهتم بالصراعات السياسية الناشبة حوله أو على هامشه، وبالتالي فإن غالبية المجتمع الدولي لا ترى فائدة في الجدالات الدائرة.

لأنها تراوح بين طرح أسئلة بدون إجابات، وبين نشر شكوك و"نظريات مؤامرة" وما إلى ذلك: فمثلاً لماذا تأخرت منظمة الصحة في إعلان الفيروس وباء عالمياً؟

وهل فشل خبراؤها في تقييم ما توفّر لهم من معطيات علمية؟ ولماذا لم يربطوا سريعاً بين حركة السفر من وإلى ووهان كمركز صناعي عالمي وبين تفشّي الفيروس؟ وهل كانت هناك محاباة بين تيدروس أدهانوم وبكين على خلفية مصالح بلده إثيوبيا؟

وبالنسبة للصين، لماذا تأخرت في إعلان أن الفيروس معدٍ؟ ولماذا عاقبت اختصاصيين أفصحوا عن مخاوفهم، وأجبرت آخرين على التكتّم حول طبيعة الفيروس؟ وهل حصل خطأ في أحد مختبراتها؟ وهل تعمدت حجب المعلومات لتحمي مصالحها التجارية؟

أما واشنطن التي أشارت إلى "فشل استخباري" في استباق الفيروس، فلماذا لم توضح أسباب عدم تعاملها مع تقارير مبكرة بلغتها قبل أكثر من شهرين على انتشار الوباء؟ ولماذا لم تمنع هذه المعلومات توقيع الاتفاق التجاري "التاريخي" مع الصين إبان انتشار أخبار الفيروس؟

عندما دعت القمة الافتراضية لمجموعة الدول الصناعية السبع (G7) أخيراً إلى "إصلاح" منظمة الصحة العالمية، كان يُفترض أن يتفق قادتها على أمرين أساسيين: الأول أنهم باتوا يولون الشؤون الصحية أولوية، ويعتزمون تخصيص ميزانيات مناسبة لها، والآخر اعتماد أقصى الشفافية في توفير المعلومات عن الأمراض.

  • عبدالوهاب بدرخان - كاتب صحفي لبناني

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية

فورين أفيرز: حانت لحظة المساءلة حول فيروس كورونا

انسحاب ألمانيا وفرنسا من محادثات إصلاح الصحة العالمية