استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

كورونا والإنسان العربي يعيش بين آلام وآمال

الثلاثاء 21 أبريل 2020 08:59 ص

كورونا والإنسان العربي يعيش بين آلام وآمال

ترى الزيدية الحوثية في النظام السعودي العدو الحقيقي لها وتجيش الشعب اليمني على هذا الاساس.

لو أن تكاليف حروب السعودية في اليمن لهزيمته وإضعافه أنفقتها على تقويته وبنائه لكان اليمن لها ظهيرا وفيا وقويا لكن أين العقل؟!

إحياء الزيدية في اليمن يعني عودة المذهب داخل اراضي السعودية فبلاد عسير كانت زيدية قبل قيام الدولة السعودية ولا يمكن ان تكون زيدية وسعودية معا.

 (1)

لم يترك اهل القلم ومراكز البحث العلمي في شتى بقاع العالم مجالا كي اكتب عن "ارهاب كورونا" الذي اقعد الخلق في بيوتهم عبر العالم وفرق شمل الاسر، واغلق المساجد والكنائس في وجه المتعبدين، كما اغلق المدارس والجامعات والمعاهد والمطاعم والمقاهي والحانات في وجه روادها.

لن اضيف جديدا في هذا الشأن لكني اقول: لقد حقق "الارهاب الكوروني" للحاكم العربي الظالم الطاغية المستبد الديكتاتور العدواني اعظم خدمة لأن كورونا اسكت كل الاصوات المعارضة، والمطالبة بالاصلاح وانصرف الناس لحماية انفسهم من تفشي الارهاب الاعظم "كورونا".

كما أعان قوى الطائفية والمليشيات المسلحة والقوى الانفصالية في تفريق صفوف الشعوب المغلوبة على امرها في العراق ولبنان واماكن اخرى في الوطن العربي.

في العراق أخمدت ثورة الشعب المطالب بإسقاط نظام المحاصصة ونزع سلاح المليشيات الطائفية وقيام نظام ديمقراطي حقيقي يعيد للعراق وجهه الحضاري، وكذلك الحال في لبنان.

في بعض اقطار الوطن العربي امتدت يد الانظمة الموصوفة اعلاه لصيد معارضيها، وتنفيذ مشاريعها المشبوهة بعيدا عن اعين المواطنين.

لقد ارتاحت اجهزة الانظمة المخابراتية من الانتشار في كل مناحي الحياة لتسترق السمع عما يدور عن الحكم واهواله بين الناس، لكنه في اعتقادي الهدوء الذي يسبق العاصفة للاطاحة بأنظمة الطغيان والجبروت، فانتظروا ذلك اليوم الموعود.

(2)

والحق ان صاحب القلم الشريف في وطننا العربي في حيرة من امره، عن ماذا يكتب فجراحنا عميقة وآلامنا لا توصف وهمومنا متعددة، حرب ضارية في اليمن الشقيق لا يراد لها ان تنتهي، وعدم استقرار في العراق ولبنان والسودان، وحرب ضروس في ليبيا جنودها مرتزقة من كل فج عميق، ممولة بأموال من الخليج العربي واسلحة صهيونية وغربية وروسية وفوق كل هذا جيش كورونا الارهابي يفتك بالمواطنين في تلك الاوطان ولا معين لهم.

قد أتفهم مقاصد ابوظبي السياسية في محيطها الجغرافي لكني لا افهم ولا استطيع ان افهم لماذا تشارك وتمول الحرب في ليبيا وليس بينهما حدود مشتركة ولا ثأر قبلي؟

(3)

يا قادتنا الميامين بفعلكم، بطغيانكم، بظلمكم، أجفلتم الشعب العربي من أوطانه، لقد اصبح المواطن العربي يشكل اعلى نسبة بين اللاجئين في العالم، كنا في الماضي نحمل هم اللاجئ الفلسطيني فأصبح عندنا لاجئون سوريون وعراقيون ويمنيون وليبيون وسعوديون وصوماليون وسودانيون. من فعل بنا هذا كله "انه انظمتنا الظالمة المستبدة".

وسؤالي، أما آن لكم يا قادتنا الميامين في الرياض وابوظبي والقاهرة ان تتعظوا بما حل بالعالم اليوم جرثومة لا ترى بالعين ولا بأدق واحدث المجاهر "جمع مجهر" في العالم اشغلت قادة العالم واعجزتهم وعزلتهم حتى في داخل بيوتهم وعطلت مؤسساتهم الاقتصادية والسياسية وطاردت قواتهم المسلحة حتى في اعالي البحار والحقت بهم اضرارا معلنة وفتكت بشعوبهم، وحتى هذه الساعة لم يجدوا مخرجا من هذه القوة التي عجزوا عن اكتشافها.

انه غضب من الله، وسلط عليهم جند لا يستطيعون رؤيتهم، فحاق بهم بما كانوا يفعلون بالانسانية.

(4)

في اعتقاد الكاتب ان السعوديين يحاربون في اليمن ومشروعهم جعل اليمن ضعيفا يحتاج اليهم ولا يثير مخاوفهم وعلى ذلك يلجؤون احيانا كثيرة الى استشارة او في احسن الاحوال الاستماع الى المتطوعين من سفراء الدول الكبرى بتقديم مقترحات للقيادة السعودية كيف التصرف تجاه اليمنيين.

كان اخرها السفير البريطاني لدى السلطة اليمنية في منفاها الاختياري في الرياض السيد ميشيل مايكل ارون قال في مقابلة مع جريدة الشرق الاوسط في 1 نوفمبر 2019 "انه يمكن فصل الحوثيين عن ايران" ولعل السعوديين اشتروا الفكرة تلك.

يقول الكاتب اليمني المعروف محمد الجرادي ان هذه الفكرة الانجليزية هي فكرة شيطانية تستهدف المشروع الوطني اليمني بهدف اعادة تدجين الحوثيين واحياء العلاقة القديمة معهم. يؤكد الجرادي ان "الحوثية" ليست سوى مخلب قط ضمن مشروع اقليمي توسعي له امتدادات في كل دول المنطقة.

ويستمر في القول ان دعم الزيدية لمحاربة الحركة الحوثية هو جهل مطلق عند السعوديين وغيرهم بحقيقة هذه الحركة والتي تقدم نفسها كحركة زيدية احيائية وقد انشئت للدفاع عنها ويشكل ابناء المذهب الزيدي الوقود الابرز لتوسعها العسكري منذ انطلاقتها الاولى من صعدة في شمال اليمن.

ويقدم الكاتب اليمني الزيدية بأنها تؤمن بعقيدة الباطنيين وتدعو للخروج المسلح على الحاكم وتقوم ثقافتها على مبدأ ولاية السيد، ولا يؤمنون بولاية اي عربي مهما كانت قدراته.

وفي مجال ارتباط الزيدية بإيران فإن كل أئمة الزيدية "الناصرية والقاسمية" كلهم اتوا من ايران لليمن فالزيدية القاسمية ترجع زعامتها الى يحيى بن الحسين بن قاسم الرسي الذي جاء الى اليمن في القرن الثالث الهجري قادما من ايران بعد انهيار دولتهم في طبرستان والديلم وقد سبقه جدهم ابراهيم الجزار.

أما زعيم الزيدية الناصرية فهو الحسن بن علي الاطروش والذي تعتبره الحركة الحوثية احد ابرز أئمة الزيدية. وينبه الكاتب الجرادي السعوديين قائلا: ان اعادة احياء الزيدية في اليمن تعني بالضرورة اعادة احياء للمذهب ذاته في داخل اراضي السعودية فمنطقة عسير قبل قيام الدولة السعودية كانت زيدية ولا يمكن ان تكون هناك زيدية وسعودية في نفس الوقت.

ترى الزيدية الحوثية في النظام السعودي العدو الحقيقي لها وانها تجيش الشعب اليمني على هذا الاساس. ان هذه العقيدة مؤصلة في كتبهم اذكر منها "السعودية تبتلع اليمن" وكتاب اخر بعنوان "الإرهاب والوهابية" لاحمد صبحي منصور وهو من ابرز فقهاء الزيدية المعاصرين.

آخر القول: لو أنفقت السعودية الأموال التي أنفقت في حروب اليمن من أجل هزيمته وإضعافه على تقويته وبنائه لكان اليمن لها ظهيرا وفيا وقويا، ولكن غاب العقل.

* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

اليمن.. معركة البطون الخاوية في مواجهة كورونا